المومني: الدولة ترتكب خطأ جسيما بتشويه النخب

27 أغسطس 2016 - 22:44

يتهم فؤاد عبد المومني، رئيس منظمة “ترانسبارنسي”، السلطات باللجوء إلى الحرب الأخلاقية ضد معارضيها أو خصومها، معتبرا أنها  ترتكب خطأ جسيما بتشويه النخب.

لماذا تتهم السلطات باللجوء إلى الحرب الأخلاقية ضد معارضيها أو خصومها؟

لأنها تفعل ذلك بالفعل، ولديها تاريخ في تنفيذ هذه الحرب، لاسيما في عقد الستينات وبداية السبعينات، لأن المعارضة آنذاك كانت في مواجهة مفتوحة مع القصر، وكانت حجة المعارضين أن المحيط الدائر حول الملك فاسد، فردت السلطة بالأسلوب نفسه، وراحت تحاول ضرب مصداقية هؤلاء المعارضين. لقد كانت استراتيجية الدولة، في هذا السياق، سيئة للغاية على تطور النخب في البلاد، لأن السلطات لم تسع يوما إلى الرقي بمستوى النخب الدائرة من حولها، بل أرادت تحويل النخب الأخرى إلى حال يشبه تماما حال النخب «الفاسدة»، وقد نجحت هذه الخطة في كثير من الأحيان.

كيف حدث ذلك؟

لأن النخب البعيدة عن القصر أو خارج قيود السلطة لم تستطع أن تقاوم الرغبة الجامحة في الحصول على منافع، والنظام نفسه أشبع نهمها بشكل كبير، فمنحها الامتيازات والمنافع الريعية، وسلمها مقاليد مؤسسات عمومية، ثم وظفها في مناصب عليا، وبعضهم أصبحوا وزراء، وهذا جزء فقط من الخطة، لأن الدولة، وهي تفعل ذلك، كانت تتحين الفرصة للإيقاع بهم في أول خطأ جسيم.

إن البشر بشر، وأي شخص يكون محروما أو غير ذي خبرة في ما يتعلق بالمال أو الاستمتاع بالحياة وفق شروط مريحة، فإنه من المرجح أن يقع في المحظور.

لقد استعملت هذه الطريقة لتشويه صورة التيارات التي ينتمون إليها، وحولتهم الدولة، بشكل تدريجي، إلى طبقة من المنتفعين الجديد الذين لا يختلفون عن أولئك الذين كانوا ينتقدونهم قبل أن يذوقوا حلاوة السلطة. لقد وضعت السلطات الناس بين خيارين؛ إما النخبة المنافقة التي كانت تدعي أشياء اتضح أنها لم تكن تؤمن بها كثيرا، أو طبقتها الخاصة من النخبة التي، وإن كانت «فاسدة»، فهي أفضل في كل الأحوال من أشخاص ماكرين يستعملون الشعب لتحقيق منافعهم. وباستعمال الجنس أو المال، فإن التيارات اليسارية بصفة عامة تعرضت للكثير من التشويه، وعندما انتهي من أمرها، ظهر أن هناك طرفا جديدا يجب الاهتمام به بالطريقة نفسها، أي الحركات الإسلامية.

 لكن، ألن تؤدي هذه الأساليب إلى نتائج عكسية بالنسبة إلى الدولة، أو قد تدمر أي آمال في إفراز نخب قادرة على مواكبة طموحات البلد؟

بالنسبة إلى الجزء الأول من سؤالك، فإني أعتقد أن ذلك أمر ممكن، وقد استنكفت الدولة عن استعمال هذه الأساليب منذ عام 2000 حتى 2010، لكنها وجدت أنها فقدت طريقة جيدة في تطويع النخب بعدما وجدت نفست وجها لوجه إزاء حراك 2011، وستستعيد المبادرة بشكل تدريجي عام 2013 لتطلق يد الأجهزة لممارسة هذه الأساليب ضد خصومها، ابتداء من نشطاء حركة 20 فبراير، ثم النشطاء السياسيين الذين يعارضون الحكم. لقد أعادت السلطات عقارب الساعة إلى مرحلة الصراعات التكتيكية.

والمشكلة الخطيرة أن الدولة لا تكترث بأن البلاد ستصبح بدون نخب ذات مصداقية، لأن اعتمادها على نخب تقليدية مسنودة بالمنافع والريع والمصالح، ولا تمتلك أي سلطة قرار مستقل، لن تكون له أي نتائج عملية.
إنهم يعتقدون أن الخطر قد زال الآن، وهم يحللون الأمور بمنظور «انتحاري» حاليا، وحتى ولو بلغ تأثير هذه الحملات درجة دفع الجماهير إلى التخلي عن نخبها الحالية، فإن المجتمع بمقدوره تشكيل نخب جديدة، وحينها ستحدث المشكلة التي قد لا تحل بالحروب الأخلاقية.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Nehro منذ 6 سنوات

حسب ما يلاحظ بأن جهات معينة تريد أن ترجع بالمغرب إلى عهد سنوات الرصاص. لان اي عاقل متعقل ومتابع للشأن العام يدرك بأن حكومة بنكيران حققت ما عجزت عنه عدة حكومات سابقة والذين راهنوا على إسقاط الحكومة ثم حصارها لافشالها خسروا الرهان. الان توظف كل الادرع لمحاربة العدالة والتنمية بما يميزها عن كل الأحزاب وهي الأخلاق ونظافة الأيدي. بنكيران سبق وان حذر بأن الحزب تحت الأضواء والأعداء يتربصون به . وعندما فشلوا من النيل من الحزب كتب ان يسقطا ساذحان في الله ليسوا من الحزب لكن من الحركة. وهذا لا يعني الحزب السياسي في شيء ولاسيما الحكم والتدبير والتيسير. وللذين يتصيدون الأخطاء والهفوات لتيار دون غيره اقول شتان بين المعدن النفيس والرخيص: " ما من معدن نفيس ثمين كريم الا وبه شوائب وهذا لا يفقده قيمته. بينما المعدن الذي كل اصله وفصله شوائب يبقى رخيص هابط ومكانه الزبالة. وكل مقارنة ومقاربة بين المعدنين اكبر خطيئة وتغليط الرأي لانه لا يمكن المقارنة بين رأس ابرة فساد مع جبال وجدت وكبرت بالفساد والكساد والعهر والرذيلة" يا ناس ، الأمور واضحة فاضحة

Lfadl منذ 6 سنوات

Toujours les mêmes. Toujours les échoués sur les touches . Toujours çes non élus par le peuple qui n'en veut pas et les ignore. Toujours çes mêmes vendus nourris par notre pays et à la solde de nos ennemis. Toujours çes décalés dans le temps et l'espace qui, se constatant désavoués par le peuple , se mettent à renier toutes nos réussites , nos développements dans tous les domaines, et, crient , bavent des insolences , des critiques contre tout ce qu'ils n'ont pas réussi à imposer, à savoir : " etre élus ou , tout ce qui les entoure n'est pas bon." Çes traitres et c'est le titre reel qui correspond à leur identité , rejettent tout en bloc. Il n'y a qu'eux qui ont les clefs de la réussite et personne d'autre. C'est EUX ou PERSONNE, et, de çe fait deviennent de grandes gueules à la langue fourchue et rien ne leur plait dans notre pays. Ils devraient aller vivre ailleurs chez ceux qui les programment et les payent. Cette clique de Abdelmoumni, Ryadi, Maati, AMDH et autres sont des mites qui essaient de ronger l'Arbre qui les abritent, mais ils ne réussiront jamais, tout simplement NOTRE PEUPLE SAIT QUI ILS SONT ET ÇE QU'ILS PROJETTENT .NOTRE PEUPLE AIME SON PAYS ET SON ROI ET, RIEN NE LES PLIERA A l'EMEUTE ..... ALLAH ALWATANE ALMALIK !!!!!!!

الهادف منذ 6 سنوات

الحكم يلعب خطة الارض المحروقة، هناك جماعة متهورة صاحبة القرار في موسسة الدولة، ما فقدته إبان 2011، تريد استعادته بطرق ملتوية ، من سيدفع الثمن ؟ انها البلاد ! حذاري حذاري من اللعب بالنار Il faut mettre de l'ordre