القباج: انفتاح الدولة على السلفية يساهم في امتصاص التطرف

09 سبتمبر 2016 - 21:43

أثار ترشح السلفي المعروف حماد القباج، باسم العدالة والتنمية، في مراكش، الكثير من الجدل والتساؤلات حول مواقفه من العديد من القضايا الحساسة في المغرب.

ومن ضمن القضايا، التي ذكر مراقبون انها لا تتناغم ومواقف حزب رئيس الحكومة، هي التي تتعلق بالحريات الفردية، وولاية المرأة وغيرها.

في هذا الحوار يبسط السلفي أجوبته.
1- يخلط الكثير من الناس داخل أو خارج المغرب بين السلفية، والسلفية الجهادية، والسلفية الوهابية، وحتى السلفية في نشأتها وتطورها المغربي. هل يمكن أن تقدموا باختصار توضيحات حول السلفية؟

السلفية من الناحية السياسية تدخل في إطار ما يمكن أن نسميه توظيف المصطلح من أجل المصلحة السياسية. لذلك فإن التوظيف السياسي للسلفية ليس هو التوظيف العلمي، فمصطلح السلفية في المجال العلمي أوضح وليس فيه تعقيد يكتنفه إذا تحدثنا عنه من الناحية السياسية.
الذي يميز السلفية المغربية عن كل ما يقال عن السلفيات الأخرى، هو أنها مرتبطة بمجموعة من الأساس التي أجمع عليها المغاربة، وهو إجماع تاريخي ما زال ممتدا إلى الآن ولا يكاد يخالفه إلا بعض المواطنين الذين لهم الحق في التعبير عن رأيهم، لكن الغالبية الساحقة متمسكة بهذا الأصل. وأعني به ارتباط السلفية بالمذهب المالكي، وهذا الارتباط بين السلفية المغربية والمدرسة المالكية هو ما ميز هذه السلفية بمجموعة من المميزات من بينها: المحافظة على التدين الوسطي المعتدل، وكون المذهب الملكي يشكل أرضية صالحة للحفاظ على الوسطية والاعتدال، وترسيخ مفهوم الانفتاح والقبول بالآخر.

ما يميز السلفية المغربية أيضا هو ارتباطها بشكل وثيق بالوطنية والحركة الوطنية، بل إن العديد من الباحثين يعتبرون بعض رموز السلفية كالفقيه محمد بلعربي العلوي والفقيه بوشعيب الدكالي والفقيه علال الفاسي، من مؤسسي الحركة الوطنية وليس فقط من منتسبيها. وبالتالي فالارتباط بين السلفية والوطنية في الواقع المغربي كذلك يعطيها تميزا، وهذا يساعدها على ترسيخ المفاهيم الوطنية المهمة للحفاظ على الاستقرار والتماسك الاجتماعي والتوافق الوطني بين الفرقاء السياسيين.

2- حكومة عبد الإله بنكيران، التي تترشحون باسمها كوكيل لائحة في منطقة كليز بمدينة مراكش، توصف كآخر حكومة يقودها حزب إسلامي في المنطقة العربية بعد « الربيع العربي »، كيف تنظرون إلى تجارب الدول الأخرى مع الإسلاميين كتونس ومصر؟

التجارب الأخرى تتفاوت في أدائها ما بين ما يمكن أن نصفه بالفشل وما يمكن أن نصفه بالنجاح النسبي، وذلك يرجع إلى القدر الذي تتحلى به هذه الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في التعامل مع باقي الفرقاء وفي حجم الوفاق الذي يكون بينهم في التداول على السلطة وممارستها وفي النشاط السياسي بشكل عام.

المغرب يبقى متميزا مقارنة مع الدول الأخرى لأسباب ترجع في نظري إلى أمرين هامين: الأمر الأول في نظري يتمثل في وجود قيادة حكيمة ومتبصرة على رأس النظام المغربي، وأعني بها جلالة الملك محمد السادس، والتي يعرف كل المتابعين ما لها من دور في المحافظة على قدر هام جدا من التفاهم والتوافق السياسي.

والأمر الثاني في نظري يرجع كذلك إلى ما تتحلى به قيادات حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، وكذلك ما يتحلى به الأخ الأمين رئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران من أخلاق ومن سلوك سياسي حكيم ورشيد، حيث يحرص غاية الحرص على امتصاص التقاطب، ومحاولته الدائمة لإحداث هامش ممكن من التواصل والتعاون وإذابة جليد النزاع والصراح، مما رأينا أنه تم تدبيره خلال هذه الولاية الحكومية، بما هو مشهود له من متابعين داخل الوطن وخارجه، بالكفاءة والنجاح.

وصار اليوم يُتحدث عن المغرب في دول أخرى على أنه نموذج يمكن أن يحتذى به، واليوم نسمع بالتجربة الأردنية وهل تتكرر فيها التجربة المغربية، وهذا عامل من عوامل النجاح الذي نتمنى أن يستمر.

3- يبدو أن أغلب الملتحقين بداعش ينتمون لتيارات سلفية، ومغاربة داعش ليسوا استثناء، وأنتم من أشد مناهضي هذا التنظيم. ما الذي يدفع المنتمين للتيار السلفي المغربي للارتماء في حضن داعش، إذا كانت السلفية المغربية تيار اعتدال ووطنية كما قلتم؟

دعني أكن معك صريحا في هذا الموضوع، وأقدم لك توضيحا حول الاستشكال الذي يقوم عند كثير من المتابعين خصوصا من أوروبا ودول أجنبية. السلفية في معناها العلمي تعني الارتباط في التدين وفي فهم الدين وممارسته بالرسول الكريم (ص) وبمدرسته التي أسسها والتي تتكون من الصحابة الذين أخذوا عنه هذا التدين وهذه الممارسة، بما يجعل ثوابت هذا الدين غير قابلة لأي تغيير. طبعا هناك تغيير على مستوى المتغيرات وما يحصل له تحول في النظر الاجتهادي، أما المقومات الدينية الأصيلة، فالشأن فيها دينيا أنها ثابتة ومستقرة.

هذا المعنى للتدين، أي المحافظة على ما هو ثابت في فهم الدين وممارسته، هو محط هجوم وانتقاد من بعض مراكز الدراسات في الغرب، وبالتالي تعتبر المحافظة على مثل هذا من التدين أصولية ونوعا من التطرف الذي لا يتوافق مع إرادة بعض الأنظمة الدولية في فرض نمط معين من التدين الذي يتناسب مع مصالح تلك الأنظمة وتلك الحكومات.

هذا الموقف من السلفية الذي تحدثت عنه الدراسات الصادرة عن مراكز يعتمدها أصحاب القرار في دول نافذة، مثل « مركز رند »، جعلت بعض صانعي القرار يتخذون موقفا مبدئيا من السلفية ويعتبرونها عدوا وخصما للغرب، وبالتالي يفهم الكثير من الساسة والقادة التأويلات المنحرفة للإسلام والتي تنحو نحو التطرف والعنف ونحو الإرهاب، على أنها مرتبطة بهذه السلفية، وبالتالي يجب أن تحارب السلفية لأنها هي من تنتج لنا الفهم وهذه التصورات الخاطئة للدين.

مع الأسف الدراسات المقابلة وغيرها من المجهودات التي بذلت لكسر هذه الصورة لا تجد لها صدى، وأذكر على سبيل المثال في المغرب قبل سنة، نظم المجلس العلمي الأعلى ندوة علمية موسعة للسلفية وحقيقتها وأدوارها الوطنية وما تتحلى به من وسطية واعتدال ونحو ذلك، وأشغال الندوة موجودة. مثل هذه المبادرات لا تلقى صدى في الإعلام الغربي مما أبقى السلفية عند هذه الصورة، وإلا فإن حقيقة السلفية بمفهومها العلمي كما ذكرت مقاومة للعنف والتطرف والتكفير.

على سبيل المثال أصدرت سنة 2008 دراسة سميتها السلفية في المغرب ودورها في محاربة الإرهاب، جمعت فيها مواقف العلماء المعاصرين من أهل الفتوى في مواقفهم من موضوع التكفير وموضوع التفجير في الغرب وفي البلاد الإسلامية وحكم الدين في ذلك حسب فتاويهم ويزيد عددهم عن العشرة. ويبرز الكتاب أن هناك تفاوتا بين السلفية وهذه الأفكار المتطرفة، لكن كما قلت فإن بعض التوجهات السياسية تحرص على الخلط بينها للغرض الذي ذكرت وللمصلحة السياسية.

4- رغم وجود سلفية مغربية تدافع عن الوسطية والاعتدال، ورغم أن المغرب تبنى خيار هيكلة الحقل الديني منذ أكثر من عقد من الزمن، إلا أن المتوجهين إلى داعش من مغاربة الداخل والخارج يصنفون من أكبر الجنسيات المقاتلة في صفوف هذا التنظيم، وعددهم يفوق 3000. أين يكمن المشكل في رأيكم؟

مثل هذه التوجهات المتطرفة ومثل هذا النزوع المتطرف لبعض الشباب هو رد فعل مباشر عن محاربة الإسلام المعتدل، سواء قصدنا بها الحركات الإسلامية السياسية أو السلفية المعتدلة. لا شك أن مقاومة الإسلام المعتدل كان من أسباب هذه الظاهرة السلبية، ألا وهي توجه الشباب بشكل كبير إلى بؤر التوتر وأماكن النزاع المتطرف، إلى درجة محاولة البعض استنساخ ذلك الواقع المضطرب داخل المغرب نفسه.

فلو أن هيكلة الحقل الديني، وهذا نظري الشخصي، انفتحت بشكل أكبر على فاعلين دينيين وعلى دعاة من التيار السلفي الذي أصله الاعتدال والوسطية، لأسهم ذلك وساعد على امتصاص هذه الظاهرة وعلى إضعافها. إذن مقاومة هذا الخطاب المعتدل يساهم في تنامي هذه الظاهرة، لاسيما وأن هذه التيارات المتطرفة لا تجد رادعا لا في العمل الأمني، لأنها تعتبر الاصطدام مع قوات الأمن جهادا، ولا تجد رادعا في الإجماع الوطني، لأنها تعتبر نفسها في غربة ولها تأويل لكل موقف ينبهها لما تخطئ، لكن الخطاب السلفي الشرعي المعتدل هو كفيل بإقناعها، وأنا لي في ذلك تجارب لا على المستوى الشخصي، ولا مستوى تتبع عمل بعض العلماء والفقهاء.

5- في هذه النقطة بالذات، وأنتم أحد رموز السلفية، هل لديكم رؤية لما يمكن أن يتم لحل مشكل المعتقلين السلفيين في السجون المغربية على خلفية قضايا الإرهاب، وهو مشكل كان رئيس الحكومة قد وعد بحله خلال حملته في الانتخابات البرلمانية السابقة لكن يبدو أن الملف ظل جامدا؟

أنا منخرط في هذا الأمر حتى قبل إعلان ترشحي، سواء من الناحية الفكرية والدعوية أو من الناحية السياسية، حيث كنت أوجه نداءات عبر مقالاتي التي لم تتأثر بهذا الفكر وكانت عندهم مواقف متصلبة جعلت حل هذا الملف يزداد تعقيدا، إذ كنت أوجه لهم خطابات من أجل التراجع عن هذا الفكر باعتباره فكرا منحرفا عن دين الإسلام وبأن أصوله التاريخية والدينية هي أصول معروفة لديهم، فأخاطبهم بهذا الخطاب الذي يعرفونه جيدا ويدركون وجه الحق فيه. وبالتالي فأي بادرة يمكن أن تندرج ضمن برنامج الحزب مستقبلا وضمن أي برنامج سياسي يمكن المشاركة فيه، فأنا مستعد وأعتبر أن هذا من أهم ما يمكن أن أقدمه.

6- أوضحتم أخيرا موقفكم من اليهود والنصارى، وقلت لهم إن التعايش معهم مطلب شرعي، وأكدتم على أن موقفكم الناقد يتعلق أساسا بالممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، لكن على حسابكم الرسمي على تويتر استشهدتم بـ »أحاديث نوبية » تدعو إلى قتل اليهود ومواجهتهم دونما تمييز أو تفرقة. ما هذا التناقض في الرأي؟

إحدى المجلات الفرنسية التي نشرت توضيحي الذي أشرت إليه حول هذا الموضوع، ختمت موضوعها بحديث نبوي شريف نشرته في حسابي على تويتر، وخلاصته أن المسلمين سيقاتلون اليهود وسيقتلونهم في آخر الزمان لدرجة أن اليهودي سيختبئ وراء الحجر، فينطلق الحجر وسيقول للمسلم إن ورائي يهوديا فاقتله.

إيراد هذا الحديث في هذا السياق خطأ، حيث اقتطع بعض الصحافيين كلامي وعمموه على أنه موقف ضد اليهود واليهودية، والحق الذي قلت والذي أعود لتوضيحه، أن المواقف الرافضة والمعترضة، سواء التي عبرت عنها بالدعاء أو بغير ذلك، إنما تتوجه إلى ما يمارسه بعض اليهود وأعني بالذات المنتسبين للحركة الصهيونية العالمية، من ممارسات إرهابية ضد الفلسطينيين في الضفة والقطاع، وتاريخ فلسطين معروف والمجازر معروفة، وإذا كانت المجازر التي مارسها هتلر ضد اليهود إرهابا وشيئا مرفوضا جملة وتفصيلا، فالشيء ذاته اليوم يقال بخصوص الإرهاب الذي تمارسه دولة إسرائيل على الفلسطينيين.
والتسجيل الذي بثه أحد الصحافيين كان في خضم أحد الاستهدافات الإسرائيلية لغزة والتي قتل فيها أزيد من ألف و500 نفس، منها 400 طفل وامرأة بدم بارد وأسلحة فتاكة، والكل شاهد ذلك، حتى أن تقريرا أمميا صدر مدينا لإسرائيل وهذا شيء لا يمكن جحده وإنكاره.

هذه الفئة من اليهود نعارضها ونقاوم ما تقوم به، مثلما نعارض جميع الفئات المتطرفة من جميع الديانات حتى من الإسلام. موقفنا مثلا واضح ومعروف من التنظيم المسمى « داعش »، وربما مواقفنا المعارضة هي أقوى مما عبرنا عنه تجاه الحركة الصهيونية في بعض الأحيان. وهذا موقفنا المبدئي من كل تطرف ومن كل عنف ومن كل كراهية، سواء صدرت من المسلمين أو غير المسلمين.

أما الحديث الذي نشرت على حسابي على تويتر، فإنه يتحدث فعلا عن نبوة من الرسول الكريم، وعن مآل حال المسلمين في فلسطين مع اليهود، وأنه سيأتي وقت ينقلب فيه هذا الظلم كله ضد من يمارسونه، وهذه سنة الله لمن يقرأ التاريخ، ونحن نؤمن بذلك، والذي تسبب في ذلك هو الإرهاب والفكر الإقصائي واغتصاب الحقوق من الأرض إلى العرض مرورا بالروح والدماء. الذين ستلحقهم هذه العقوبة هم الذين سعوا فيها بأنفسهم.

7- تتبعتم ما جرى مؤخرا في فرنسا بخصوص قضية منع الحكومة للبوركيني، ثم إلغاء القضاء الفرنسي لهذا القرار، فكيف تنظرون إلى تعامل فرنسا مع المسلمين، وتعامل أوروبا بصفة عامة معهم، خاصة بعد تدفق موجات الهجرة واللجوء بسبب الصراع في منطقة الشرق الأوسط؟

في الحقيقة كلما شاهدت مشهدا من المشاهد الإرهابية التي تحصل في العالم العربي والإسلامي، أو التي تحصل في دول أوروبية أشعر بنوع عميق من الحزن والأسف. لماذا؟

لأن هناك أناسا يعانون بسبب الجشع السياسي إن صح التعبير، وبسبب اتخاذ المواقف السياسية الراديكالية التي تتوخى نوعا من المصلحة ونوعا من المصالح التي لا تراعي مصالح الشعوب والناس المستضعفين. هذا الشعور ينتابني حينما أشاهد ما يحصل في بعض الدول الأوروبية من تفجيرات وقتل للأبرياء، وآخر ما شهدنا من ذلك تلك السفينة التي دهست عددا من الأبرياء والمسالمين بشكل فضيع جدا، مما يحضرني مع هذا الشعور الرغبة في أن يفهم صانع القرار ويفهم الساسة بأن هذه الأمور يمكن تفاديها بنهج سياسات معتدلة وتفادي السياسات العدوانية ضد المستضعفين، لأن هذه ردود أفعال طائشة تجد ما يبررها عند أصحابها وإلا فلا مبرر أبدا لتلك الممارسات، لكن تجد فعلا ما يبررها عند أصحابها بمثل ما يجري في سوريا والعراق الآن من تواطؤ يعمق الجراح في كلا البلدين وكذلك في اليمن، بسبب مصالح سياسية أكثر من أي شيء آخر. وبالتالي وددت من صناع القرار في فرنسا بأن يتحلوا بقدر أكبر من الحكمة والانفتاح على مقاربات أخرى، زيادة على المقاربة الأمنية التي أثبتت التجربة أنها لا تكفي، وأعني بهذه المقاربات انتهاج سياسات معتدلة وعدم مقاومة الإسلام المعتدل والإسلام الذي يؤمن بالانفتاح والتعايش ومفاهيم الوطنية. لماذا يتم التضييق عليه وتتم محاربته ومهاجمته بشكل غير منطقي في الإعلام وفي الخطابات، فأتمنى أن يتجاوز الساسة الفرنسيون هذه العقبة.

8- في إطار الحديث عن الساسة الغربيين. ما رأيكم في المرشح الجمهوري للرئاسة في أمريكا، والمعروف بمواقفه تجاه المسلمين والمهاجرين والأجانب بصفة عامة؟

إذا أردنا أن نقدم نموذجا للراديكالية المتطرفة، فالسيد « دونالد ترامب » يمثلها، وهو يمثل قاعدة كان يقولها بعض العرب في تعاملهم مع بعض التصرفات العدوانية، حيث يقولون: « أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا, فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِينَـا »، فيبدو أن السيد « ترامب » يأخذ بهذه القاعدة التي كانت عند بعض العرب، والتي أثبت التاريخ أنها لا تحل مشكلا ولا تفك لغزا، ولذلك أتمنى من خالص قلبي ألا يصل إلى حكم الولايات المتحدة الأمريكية، لأنه حتى هذا الهامش الموجود الآن من التعامل ومن محاولة الاشتغال على الملفات المشتركة ومحاولة التقارب والمطالبة بابتعاد السياسة الخارجية الأميركية عن التحيز المنطقي ضد العرب لصالح إسرائيل وغير ذلك، هو الأمل القليل الموجود اليوم، وأظنه سينتكس مع السيد ترامب وهذا ليس في صالح أحد.

9- رأى بعض المحللين أن ترشح السلفيين بصفة عامة هو رغبة أمريكية، وتحدثت الصحف عن لقاءات بين السفير الأمريكي وبعض قادة الأحزاب وقادة السلفية لإقناعهم بالترشيح والترشح في الانتخابات للعمل من داخل المؤسسات. ما صحة ذلك، وهل التقيتم السفير الأميركي شخصيا وتحدث لكم عن هذا الموضوع؟

لم يسبق لي أن التقيت بالسيد السفير، ولا تحدثنا في الموضوع بشكل مباشر أو غير مباشر، وليس عندي أي اتصال بالخارجية الأميركية، أو بالسفارة الممثلة للولايات المتحدة الأمريكية في المغرب، ولكن عندي رؤية فيما يتعلق بالرغبة الأمريكية في دخول فاعلين سلفيين للمجال السياسي.

هذه الرؤية ترتبط بأن الفاعل السلفي والمنتسبين للسلفية الوطنية في المغرب، ممارستهم للسياسة ليست وليدة اليوم وليست غريبة، وهو ما يمثل استثناء في المغرب في سلفيته، لأن السلفيين الوطنيين المغاربة شاركوا بشكل قوي في بناء المغرب الحديث وبناء مؤسساته وقوانينه والمشاركة في البرلمان.

المشاركة السياسية للسلفي كانت أمرا قائما، وفعلا حصلت فجوة من الابتعاد عن ممارسة السياسة، وهناك أسباب كثيرة وراء ذلك لا يمكن شرحها هنا. وبالنسبة لي، فإن مشاركتي لا تدخل في نوع من الاتفاق أو التوافق مع أي جهة خارجية، وإنما هو قرار شخصي تشاورت فيه مع فاعلين وطنيين وشكلت قناعتي فيه بناء على قناعتي التاريخية والامتداد الطبيعي لعلاقة العلماء والدعاة السياسيين بالمجال السياسي.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

علي اوعمو منذ 7 سنوات

هو توزيع للأدوار وفق مصالح شخصية ذاتية محضة .. و المواطن المغربي المغلوب على أمره لا يهتم بالايديولوجيات الفارغة بقدر ما هو مهتم بمعيشه اليومي .. لا تضحكوا على الدقون الشعب يريد تغيير أوضاعه المزرية و لو بحكومة ملحدة عادلة تراعي حقوقه المشروعة العادلة وفق قوانين شفافة و معقولة

التالي