الخليفة : الوقوف في وجه الحزب الأغلبي قرّب اليساريين من البيجيدي

10 سبتمبر 2016 - 18:51

قال امحمد الخليفة، القيادي البارز في حزب « الاستقلال »، إن اليساريين أو الليبراليين أو حتى العلمانيين الذين أعلنوا عن دعمهم لحزب العدالة والتنمية، أو قرروا ألا يهاجموه في هذه المرحلة، « على وعي عميق بالترتيبات الجارية في العملية السياسية بالبلاد، وهم يعرفون أن البيجيدي، وإن لم يكن يمثل توجها يميلون إليه، إلا أنه يعكس طموحهم في إيقاف التوجيه والتكبيل الجاريين للناخبين المغاربة نحو جهة حزبية تريدها قوات التحكم أن تتحول إلى فرس للرهان هذه المرة ».

وأضاف، إن بعض هؤلاء الداعمين للبيجيدي حاليا « يملكون ذاكرة صلبة في تاريخهم الطويل عما تحدثه تدخلات الإدارة في العملية السياسية من جروح عميقة، وهم يعرفون أن قوات التحكم تحاول إعادة تاريخ مؤلم عندما كانت تريد أو تنجح في صناعة وفرض تشكيلات حزبية نسميها بالحزب الأغلبي، كي يظفر بالأغلبية العددية، والعملية الجارية الآن لا تختلف عما كان عليه الأمر في الماضي ».

ويعتبر الخليفة، أن النخب اليسارية والعلمانية التي تمتلك رؤية ثاقبة للأحداث السياسية، لا تجد من مفر سوى مقاومة رغبة قوات التحكم، وأن تدعم البيجيدي لأن ذلك في الوقت الراهن هو « حكمة سياسية ».

وبحسب القيادي الاستقلالي، فإن مثل هذه النخب  » ليست نشازا » كما يحاول البعض تقديمهم، بل كان هناك من يشبهونهم في تاريخ المغرب، فقد تحدت شخصيات وأشخاص كثيرون بالرغم من مجازفتهم بمصالحهم المادية والوظيفية، الطريق التي كانت قوات التحكم تريد رسمها للبلاد، ويصف الخليفة هؤلاء بأنهم « أشخاص نبلاء » لأنهم لم يكن همهم هو الدفاع عن تيار أو توجه، وإنما مواجهة من يرغب في التطويح بمستقبل البلاد.

ويشير الخليفة إلى أن اليساريين والعلمانيين والليبراليين ينبغي أن يكون موقفهم هكذا جميعا، لكن، كما يستدرك، هناك بينهم فئة من الخائفين والمستسلمين والمتملقين والمتزلفين، وطلاب الجاه والكلمة، ناهيك عن نخب مثقفة تسعى إلى تغيير جلدها ومواقعها، وتبيع نفسها لمن يدفع أكثر في السوق. بيد أن الخليفة يشدد على أن « التاريخ لا يرحم، وسيتذكر لكل واحد من هؤلاء موقفه في هذه المرحلة شديدة الحساسية في حياة البلاد ».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

كرماوي منذ 7 سنوات

رجل دولة له معرفة بما يقول عن التحكم واخطاره على السياسة ومستقبل البلاد قال كلمة حق ليس كمتل الدين يبيعون أنفسهم بثمن بخس وكما قال الزمان دوار اليوم لك وغدا عليك وكما تدين تدان

التالي