بقلم: يوسف معضور روزالي
الحاجة أم الاختراع، وحاجة أغلب المرشحين اليوم هي صوت المواطن، تلك الحاجة هي من ستدفعتهم كي يبدعوا في طرق التواصل ميدانيا في إطار الحملات الانتخابية أو ما أسميه شخصيا » بعواشر الانتخابات » خصوصا الشخصيات السياسية المعروفة في الساحة كبعض الوزراء و عمداء المدن وبرلمانيين و الأمناء العامون للأحزاب.
جلهم سيصبحون بين « حملة » و ضحاها عبارة عن » كوتش » وخبراء في التنمية الذاتية و المجالية و خبراء في شأن المحلي و قضايا الإسكان و التعمير و التجهيز … سيحملون خطاب التفاؤل والأمل و الايجابية، ويوزعونه بكل سخاء مرفوقا بابتسامات عريضة على الساكنة وكل من يلتقون به في طريقهم بين الأزقة و شوارع الأحياء السكنية..
سيوظفون عبارة البركة في الشباب والتغيير بالشباب ومع الشباب، سيتحدثون عن حب الوطن الذي يبتدئ بالانخراط في آداء الواجب الوطني ألا وهو التصويت، ستزداد درجات الإنصات للآخر لديهم ولا يتكلمون حتى يطلبوا الإذن منك، لا يقطعون كلامك حتى تنتهي ليس إعجابا بصوتك، بل طمعا في صوتك الذي ينظرون إليه كرقم في معادلتهم الانتخابية.
سيصبحون شعبيين » cool » اجتماعيين » ولاد الشعب، ولاد البّلاد » يرتدون قبعات وصدريات تحمل لون وشعار الحزب عوض قبعات غالية الثمن ذات الماركات العالمية » التمساح » و » النايك » وغيرها، يرتدون أحذية رياضية و غالبا سروال » الدجينز » كإشارة على أن الميدان لا يلزمه ربطات العنق والتزين ووضع العطور الباريسية واللباس الرسمي والقمصان الموقعة..
سيتوقفون كل ما دعت الضرورة عند الباعة المتجولون ليتناولوا القليل من التين الشوكي والحلزون و النقانق المشوية و » الرايب » و » طايب و هاري » و كل الأطعمة التي يتناولها أبناء الشعب يوميا، سيلتقطون ألبوم صور لهم من أجل إنزالها على صفحات الفايسبوك المؤدى عنها لدى مارك زوكربيرغ، كوسيلة لمواكبة التطور الرقمي الذي نعيشه واستغلال مواقع التواصل الاجتماعي كفضاء يضم فئة عريضة من الشباب.
جميعهم يجمعون بدون استثناء في صفحاتهم الرسمية بالفايسبوك على ضرورة قطع الطريق أمام الفساد و المفسدين ما يعطينا الانطباع على أن كل المفسدين يملكون حتما حسابات على التويتر أو مواقع تواصل أخرى!