بنعبد الله: خصوم اليوم سياسيون محافظون يرفضون أن يصير الشعب قويا

02 أكتوبر 2016 - 09:41

في الوقت الذي يقود حملة حزبه الانتخابية، رفقة وزراء وقادة الحزب، يأمل نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في الحصول على العدد اللازم لتشكيل فريق نيابي في مجلس النواب المقبل.

ولا يستبعد، أمين عام حزب « الكتاب »، عودة حزبه إلى الحكومة المقبلة، رفقة حليفه حزب العدالة والتنمية.

بنعبد الله، يرى أن الهدف الأكبر من خوض حزبه لهذه الانتخابات، هو تعزيز البناء الديمقراطي، ويؤكد، في هذا الحوار، أن تناقضه الرئيسي مع الطبقات المحافظة، التي لا تريد أن يسير المغرب نحو بلورة دستور 2011 بكل مضامينه.

 – من خلال برنامجكم الانتخابي، ما هي أقوى الأولويات التي ستركزون عليها في حالة عودتكم رفقة حزب العدالة والتنمية إلى الحكومة المقبلة؟

لدينا ثلاث أولويات نعتبرها ملحة جدا، الأولى تتعلق بالعمل من أجل صياغة ميثاق اجتماعي في أقرب وقت ممكن بين الأطراف الثلاثة المعنية بذلك؛ وهي الحكومة والباطرونا والنقابات. ميثاق بأولويات واضحة فيما يخص المسألة الاجتماعية، الهدف منه إقرار وتعزيز السلم الاجتماعي يمر عبر مكتسبات جديدة للشغّيلة، وعبر فتح آفاق رحبة بالنسبة للمقاولة المغربية كذلك، في إطار اقتصاد تنافسي متنوع وقوي.

الأولوية الثانية التي تفرض نفسها تتمثل في الاشتغال على القطاعات الاجتماعية، وعلى رأسها التعليم، لأن مستقبل المغرب رهين بكسب التحدي فيما يخص ملف التربية والتكوين في بلادنا، ثم قطاع الصحة التي حققنا فيه إنجازات مهمة وجيدة، لكن هناك حاجة لتعزيز وتعميق المكتسبات وتحصينها، وفي الوقت نفسه مواصلة الإصلاح بتوسيع التغطية الصحية وتوفير التمويل النظام الصحي، إضافة إلى العناية بباقي القطاعات الاجتماعية مثل السكن والعالم القروي والأحياء الفقيرة والهشة الموجودة في المدن.

أما الأولوية الثالثة التي سنوليها العناية اللازمة، فهي العمل من أجل دفع المغرب نحو الصراع السياسي الديمقراطي السوّي، الذي يجعل البرامج في مواجهة البرامج، والأفكار تواجه الأفكار، بعيدا عن التشنجات وعما يحاول البعض فرضه، أي إحداث شرخ داخل المجتمع بين قطبين على الأقل. حزبنا سيكون حريصا، إذا استمر في موقع المسؤولية الحكومية، على أن يوفر الظروف لإنجاز تقدم على مستوى هذه الأولويات، مع نكهة يسارية وتقدمية حداثية قوية التي طالما حملها حزب التقدم والاشتراكية باستمرار.

– أفهم من كلامكم أن الصراع الحاد القائم حاليا بين حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة لا يخدم التطور الديمقراطي؟

أن يكون هناك صراع الأفكار والتصورات والمبادئ والقيم شيء جميل بالنسبة إلينا وإلى أي مجتمع ينشد الديمقراطية، لكن شريطة أن يتم ذلك في إطار احترام الجميع للجميع، وفي إطار الابتعاد عن شخصنة الصراع السياسي، وتجنب العنف اللفظي أو المادي.

نحن نعتبر أنه من الطبيعي أن يكون هناك صراع سياسي، لكن في نفس الوقت ينبغي أن ندرك أن قوة النظام الديمقراطي تكمن في قدرته على احتضان الجميع. ولهذا أقول حذاري من الشيطنة، وكل من يريد أن يعمل في إطار الديمقراطية والمؤسسات ويقبل ذلك، علينا أن نقبل من جهتنا نحن بإدماجه لا بإقصائه وشيطنته.

– هل حزب التقدم والاشتراكية كحزب ديمقراطي تقدمي قادر على لعب دور الوساطة والتقريب بما يقلص من الهوة والخصام بين العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة؟

دورنا الأساسي في المجتمع أن نساهم مع الآخرين في بناء الدولة الديمقراطية القوية التي دافعنا عنها باستمرار، ولم ولن ننتظر أن تأتي قوة أخرى لتملي علينا التصورات والمواقف، ولسنا مكتب دراسات من اختصاصه الوساطة. لدينا تصورنا للمجتمع، ونفعل فيه بالقوة التي نتوفر عليها، وعندما لا تسمح لنا قوتنا نتحالف مع من نعتبر أنه بالإمكان أن يساعدنا على بلوغ أهدافنا المجتمعية. ولهذا أقول لك حزب التقدم والاشتراكية لن يكون في خدمة هذا الطرف أو ذاك، بل في خدمة المشروع المجتمعي الذي نسعى إليه، أي دمقرطة المجتمع والمؤسسات، وبناء مجتمع الحريات والمساواة، وإقامة اقتصاد قوي قادر على خلق الثروات وتوزيعها توزيعا عادلا، وبناء عدالة اجتماعية في إطار مجتمع منفتح حداثي ومتطور ومعتدل.

ومن أجل هذه الأهداف كنا نحدد جيدا على أي أرضية نقف، وكنا نطرح السؤال التالي: مع من هو تناقضنا الرئيسي؟، في فترة الاستعمار كان الجواب هو المستعمر. وعندما دخلنا فترة الاستقلال كان الجواب هو مع من لا يريد مجتمعا ديمقراطيا.

 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

SAID منذ 8 سنوات

Nous avons besoin d'une Gauche Responsable et non pas d'une gauche Radicale et je vote PPS Pas celle qui a fait un faux débat au lieu de s'attaquer au PAM, elle s'attaque au PJD

عبدي منذ 8 سنوات

انظر في الصورة المنشورة في الاستجواب وراءك دراري !!! فمن أين لك القوة ؟

التالي