بنعبد الله: هذان إجراءان كنت أحلم بتحقيقهما للمغاربة ولم أتمكن

02 أكتوبر 2016 - 21:01

نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في الوقت الذي يقود حملة حزبه الانتخابية رفقة وزراء وقادة الحزب، يأمل نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في الحصول على العدد اللازم لتشكيل فريق نيابي في مجلس النواب المقبل، ولا يستبعد عودة حزبه إلى الحكومة المقبلة رفقة حليفه حزب العدالة والتنمية. بن عبد الله يرى أن الهدف الأكبر من خوض حزبه لهذه الانتخابات هو تعزيز البناء الديمقراطي، ويؤكد أن تناقضه الرئيسي مع الطبقات المحافظة التي لا تريد أن يسير المغرب نحو بلورة دستور 2011 بكل مضامينه. فيما يلي نص الحوار:

– هل ترى أن شعار المعقول واضح في إحالته على هذه المضامين بما يكفي بالنسبة للمواطن؟
أظن أن وزراءنا في الحكومة، وفريقنا البرلماني، ورؤساءنا في الجماعات، والمنتخبين، كلهم جسدوا شعار المعقول في الواقع والميدان طيلة خمس سنوات أو أكثر. المعقول ليس شعارا فقط بالنسبة لحزبنا، بل هو اختيار. إنه الجرأة والشجاعة في التعبير عن المواقف، والثبات على المبادئ، والتحالف الذكي طبقا لما تقتضيه المرحلة من أجل خدمة المشروع الذي نهدف إليه، وتجسيد عدد من المكتسبات خاصة على الساحة الاجتماعية. ولهذه الأسباب يعترف الجميع اليوم لحزب التقدم والاشتراكية بما حققه في قطاع الصحة، وفي قطاع السكن، وفي قطاع الماء والثقافة أو التشغيل. لقد أثبتنا بما يكفي أننا حزب المعقول قولا وفعلا، وسنستمر في ذلك.
– عادة ما تكتب الأحزاب ما تشاء في برامجها الانتخابية، لكن بمجرد ما تتشكل الحكومة يصبح التصريح الحكومي هو المرجع بما يحتاج إليه من توافق. كيف سيوفق حزبكم على وعود البرنامج وحاجة التصريح الحكومي إلى التوافق؟
هذا أمر طبيعي في بلد لا تسمح فيه القوانين الانتخابية لأي حزب بالحصول على الأغلبية المطلقة. وهو ما يجبر الأحزاب على التحالف فيما بينها لتشكيل الحكومة. والتحالف يحتاج إلى التكيف والتوافق من أجل صياغة تصريح حكومي. كل الأحزاب المغربية تجد نفسها مضطرة للتوافق من أجل تشكيل تحالف حكومي، وبلورة تصريح حكومي متوافق حوله. الأهم بالنسبة إلينا هو أن نجد أنفسنا كحزب في هذا التصريح الحكومي، وهو ما حدث معنا في برنامج 2011. لقد كانت هناك إجراءات والتزامات تضمنها برنامجنا الانتخابي ثم وجدت طريقها إلى التصريح الحكومي، وأنجزناها على أرض الواقع. ويكفي أن أشير على سبيل المثال إلى قرار تخفيض أسعار الأدوية (أزيد من 2700 دواء)، أو تخفيض العجز في السكن بـ 400 ألف وحدة سكنية، أو تقريب الثقافة من المواطنين من خلال مركبات القرب.
– لنتصور حكومة مقبلة تتشكل من العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية والاستقلال والاشتراكي الموحد، هل أنتم مع هذا السيناريو؟
إن حصل هذا السيناريو سنرحب به. بالنسبة لحزب الاستقلال من الصعب عليّ أن أعلق عن موقعه اليوم وأين يقف بالضبط. أملي أن يكون في الخندق الذي انطلقنا منه منذ السبعينيات، بدءا من الكتلة الوطنية ثم الديمقراطية، وفي الموقع الذي تحقق مع بداية حكومة بنكيران سنة 2012، حين كنا معا في حكومة واحدة. وبالطبع سنعمل من جهتنا من أجل حصول ذلك مجددا. أما حزب الاشتراكي الموحد فهو مرحب به كذلك، لكن عندما أتابع تصريحات هذا الفصيل اليساري أجد لديه ميلا لرفض الجميع، وهي منهجية من الصعب أن تؤدي إلى نتائج. الحزب اليساري هو الذي يدرك جيدا موازين القوى في الواقع، ويبحث عن تحالفات واقعية وممكنة. إني أتساءل أحيانا لماذا يهاجم قادة هذا الفصيل اليساري حزب التقدم والاشتراكية، في حين نبذل مجهودا معتبرا من جانبنا لكي لا نقع في هذا الفخ. هناك من الأطراف السياسية من تتناقض بالفعل مع طموحات هذا الفصيل، إذن « شوفوهم هما، وخليونا ترونكيل عليكم ». إذن، إذا حصل هذا السيناريو سنكون سعداء، لكن لا أجد ذلك ممكنا بالنظر إلى الشعارات والمواقف المطروحة.

– هناك تطور كبير عرفه حزبكم من حيث عدد الأصوات التي حصل عليها بين 2009، حيث حصلتم على 190 ألف صوت و2015، حيث حصلتم على 430 ألف صوت. هل تتوقعون الاقتراب من مليون صوت يوم 7 أكتوبر مثلا؟
إن تحقق ذلك سيكون نصرا كبيرا. لكن ينبغي أن تقارنوا بين نتائجنا في تشريعيات 2011 حيث حصلنا على 270 ألف صوت وما سنحصل عليه يوم 7 أكتوبر، لقياس حجم التقدم الممكن. أملنا كبير أن نحقق قفزة نوعية في هذه الانتخابات سواء على مستوى عدد الأصوات، خصوصا وأن ما يصلنا من أصداء يدل على ذلك بسبب المواقف الجريئة التي اتخذناها طيلة السنوات الماضية، أو على مستوى عدد المقاعد.

– هل تتوقعون عددا معينا من المقاعد؟
نطمح إلى تجاوز العدد اللازم لتشكيل فريق نيابي (20 مقعدا)، وبقدر ما سنتجاوز ذلك كثيرا سنسعد أكثر. لأن الحصول على عدد أكبر من النواب سيساعدنا أكثر على التأثير في السياسات العمومية.

– لتحقيق هذا الهدف، ماذا أعددتم للحملة الانتخابية؟
نحن حزب استطاع أن يطور أساليبه التواصلية، لكن نعتمد كثيرا على رصيدنا وعملنا وما قدمناه للمواطنين إن على مستوى الحكومي أو البرلماني، أو على مستوى رؤساء الجماعات التي نترأسها، أو منتخبينا. هذا هو الذي نعول عليه في علاقتنا بالناخبين.

– لاحظنا أن القيادة السياسية تفرغت لإدارة الحملة بدل الترشح؟
فعلا، لقد فضلنا أن نقدم في عدد من الدوائر طاقات حزبية نراهن عليها منذ سنوات، وتلقت تكوينا من أجل هذه المناسبة منذ سنوات. وإذا بحثتم ستجدون أن 90 في المائة من مرشحينا كلهم مناضلون في الحزب ولم نأت بهم في آخر لحظة كما هو حاصل لدى البعض. أعتقد أن أقل مدة قضاها آخر من التحق من بينهم بحزبنا تتجاوز 3 سنوات، وهي فترة كافية للاطلاع على توجهات الحزب واختياراته.

– كيف تقيمون الأجواء العامة لسير الحملة الانتخابية بعد أسبوع على انطلاقتها؟
هناك نوع من البرودة، لكن الأهم وما أتمناه شخصيا هو أن لا نسقط في أي تجاوز لفظي، أو أي دعاية مغرضة، أو أكاذيب مصطنعة. وأن لا نرى خلال الأسبوع الأخير على الأخص أية مفرقعات من هنا أو هناك، وأن نظل في إطار صراع بين البرامج والأفكار والقيم، وأن تظل الحملة نظيفة دون عنف لا لفظي ولا جسدي، أو السقوط في أساليب فاسدة من قبل أي كان.

– هناك تقارير وتصريحات تتحدث عن تدخل بعض أعوان السلطة لصالح حزب معين، هل تلقيتم شيئا من هذا؟
سمعت بذلك من هنا وهناك، لكن ليس بشكل مفضوح وواسع لحد الآن. ولهذا السبب لم نتخذ أي إجراء ولم نتخذ أي موقف، على اعتبار أن ما يصلنا غير مسنود بأدلة ثابتة وموثقة. ولأن التقدم والاشتراكية حزب مسؤول ومحترم فهو يتعامل مع الأدلة. في سنة 2009 عبرنا عن مواقف واضحة وفاضحة لما حدث في حينه، أما اليوم فما يصلنا مجرد أقوال متفرقة.

– هل أنت راض عن حصيلتك على مستوى وزارة السكنى؟
ما قمنا به يجعلني راض بالطبع، لكن لا بد من مواصلة ما لم يتم استكماله بعد. لقد استطاعت وزارة السكنى وسياسية المدينة تقليص العجز السكني إلى 50 في المائة، وذلك من 800 ألف عام 2012 إلى 400 ألف هذه السنة، كما أننا استطعنا انتشال 100 ألف أسرة من دور الصفيح، وإعلان 12 مدينة بين سنتي 2012 و2016 مدنا بدون صفيح، وهو ما يعني تحسين ظروف سكن نحو 100 ألف أسرة. أضف إلى ذلك أن هناك 560 ألف أسرة عرفت تحسنا في ظروف سكناها من خلال تعميم الولوج للتجهيزات الأساسية. والأهم أيضا في هذه الحصيلة هو أننا وفرنا لأول مرة إطار رؤية ومنظور جديد لقطاع الإسكان أقصد ما سميناه سياسة المدينة، بحيث تحدونا الرغبة في بلورة منظور جديد على الأرض يقارب المدينة كفضاء للعيش وفق استراتيجية عمومية إرادية جديدة، إدماجية وتشاركية.

– إذا طلبت منك أن تقدم للقراء إنجازا هو الأهم بالنسبة لك، وبالمقابل إجراء كنت تطمح إلى تحقيقه ولم تتمكن من ذلك، ماذا تقول؟
أهم إنجاز في حصيلة وزارة السكنى هو تقليص العجز السكني بالنصف، وإعادة إسكان 100 ألف أسرة خارج دور الصفيح في سكن آدمي ومحترم. وبالمقابل، كنت أطمح إلى تحقيق أمرين: الأول، توفير منتوج سكني جديد موجه للطبقة الوسطى بسعر مناسب، وهو طموح حالت عدة عوائق دون تحقيقه رغم توفر الإرادة السياسية لفعل ذلك، الثاني توفير سكن اجتماعي موجه للكراء، للتخفيف من الإكراهات التي تواجه الشباب في بداية مشواره. هذان إجراءان كنت أطمح إلى تحقيقهما لولا الإكراهات، وأظن أن هناك قناعة لدى جهات متعددة لإنجازهما مستقبلا.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

شرود فكري وسياسي ومنهجي ... منذ 8 سنوات

اصطفاف حزب التقدم والاشتراكية إلى جانب العدالة والتنمية يطرح مشكلة عويصة بالنسبة لليسار عموما ، وفدرالية اليسار على الخصوص . بنعبد الله يتكلم عن التحكم بصيغة مختزلة ، الأمر الذي جعله يتعرض للهجوم من تلك الجهة ، أما بالنسبة لفدرالية اليسار فتطرح إصلاحا دستوريا عميقا وهو ما يمكن أن يوضح الرؤيا جيدا . اليسار ليست له مشكلة مع التقدم والاشتراكية ، وما كان يمكن لبنعبد الله أن يتعرض لما تعرض له ، لو أن التقدم والاشتراكية جسد ما كانت الكتلة الديمقراطية تدافع عنه ويبدو آن بنعبد الله ابتعد كثيرا عن اليسار الذي لا زال يناضل من اجل بناء الدولة الديمقراطية ، لقد جسد التقدم والاشتراكية موقعه داخل الحكومة كحزب صغير غير قادر على الفعل تحت سطوة حزب اغلبي ساهم في تدمير بعض أسس مقومات الدولة الديمقراطية التي ناضل من اجلها المغاربة ولم يستطع التقدم والاشتراكية وقف النزيف والعمل على بلورة الرؤيا التقدمية والديمقراطية . لا يمكن الادعاء الدفاع عن التقدمية والديمقراطية وفي نفس الاصطفاف إلى جانب حزب محافظ ، والدليل أن مع وقع من تراجعات خلال الحكومة الحالية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي يؤكد غياب الرؤيا الاقتصادية والاجتماعية حيث سقطت الحكومة في ليبرالية متوحشة وتوسعت قاعدة الفساد والريع وانهارت الحقوق الاجتماعية والحقوقية وكل هذا يضرب في العمق المكتسبات التي حققها اليسار ويناقض الأهداف التي لا زال اليسار يناضل من اجلها . لهذا يلاحظ أن حزب التقدم والاشتراكية يعيش شرودا فكريا وسياسيا ومنهجيا ...

عباس منذ 8 سنوات

اوا فيق من النعاس و باركا ماتحلم ر النهار طلع!!

التالي