الافتتاحية التي توقعت نتائج الاقتراع قبل شهر من إجرائه

09 أكتوبر 2016 - 15:29

قبل أزبد من شهر، نشرت «أخبار اليوم افتتاحية مثيرة، تضمنت توقعاتها لنتائج انتخابات 7 أكتوبر. وقد أثارت تلك الافتتاحية الكثير من الجدل ساعة نشرها. اليوم، بعد ظهور نتائج الانتخابات، تأكدت كافة توقعات الافتتاحية..هذا نصها:

سؤال واحد على لسان المتابعين للمشهد الانتخابي الذي بدأت ترتفع حرارته مع قرب السابع من أكتوبر، كم سيحصل حزبا العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة من مقاعد في مجلس النواب القادم؟ إنها لعبة توقع صحافي إذن، وهي ليست لعبة سحرية ولا إيديولوجية ولا قراءة في فنجان فارغ، إنها قراءة مبنية على معطيات صحيحة، وعلى ربط منهجي بين المقدمات والنتائج، وفي النهاية لكل توقع هامش خطأ. وإذا بقي في حدود 3 ٪‏ إلى 5 ٪‏، فإن العملية تكون ناجحة…

الهدف من نشر التوقعات المختلفة ليس التأثير على رأي الناس وإن كان هذا الأمر واردا، لكن الهدف هو عقلنة الاقتراع، ومساعدة المتتبع العادي على فهم مؤشرات العملية الانتخابية، والتفكير فيها، وفي النهاية التوقع بحد ذاته ليس مهما، المهم هو العناصر والمعطيات التي يرتكز إليها…

نبدأ بالترتيب وأقول إنني أتوقع أن يفوز حزب العدالة والتنمية بالمرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية المقبلة، وسيتبعه حزب الأصالة والمعاصرة ثانيا، ثم الاستقلال ثالثا… لنأتي إلى الأرقام رغم صعوبتها، أتوقع أن يفوز البيجيدي بحوالي 125 إلى 130 مقعدا، والأصالة والمعاصرة ما بين 80 و85 مقعدا، والاستقلال بين 40 و45 مقعدا…

أول مؤشر يدعم هذه الأرقام هو نتائج انتخابات 2015 التي حصل فيها حزب العدالة والتنمية على المرتبة الأولى في عدد الاصوات المعبر عنها، أي حوالي 8. 1 مليون صوت، وهذا الرقم لوحده يعطي أكثر من 30 مقعدا للعدالة والتنمية في لائحتي الشباب والنساء، على اعتبار أن المشاركين في الاقتراع سيصلون إلى حوالي 6 ملايين ناخب. (إذا حصل بنكيران على ثلث الأصوات المعبر عنها، فهذا يعني أوتوماتيكيا أنه سيحصل على ثلث اللائحة الوطنية البالغ عددها 90 مقعدا). المأشر الثاني الذي تستند إليه هذه التوقعات هو غياب أحداث كبرى أو فارقة ستغير رأي الناخب في حزب بنكيران خلال سنة واحدة، فالحزب كان في الحكومة ومازال، والقرارات الصعبة كان قد اتخذها قبل انتخابات شتنبر الماضي (إصلاح صندوق المقاصة) أو أعلن عنها بوضوح (إصلاح التقاعد). إذن لا أرى أن هناك مؤشرات ستقلب المعادلة في ظرف سنة.

المؤشر الثالث الذي يدعم فرضية تقدم حزب المصباح وانتقاله من 107 مقاعد إلى 130 هو سيطرة الحزب على إدارة كبريات المدن (الرباط، البيضاء مراكش، طنجة، فاس، مكناس، تطوان، القنيطرة، سلا، تمارة، أكادير، المحمدية…). ومعلوم أن رؤساء المجالس البلدية وجلهم على رأس اللوائح الانتخابية للعدالة والتنمية، سيستفيدون من موقعهم هذا وقربهم من الناس وإشعاع أسمائهم مقارنة مع آخرين.

رابع مؤشر يدعم فرضية تقدم بنكيران في الانتخابات المقبلة هو غياب بديل حقيقي لهذا الحزب تطمئن له الفئات الوسطى والشباب على الخصوص الذين يمثلون أكثر من ثلث المسجلين في اللوائح الانتخابية الحالية. فجل الأحزاب اليمينية واليسارية متعبة أما البام فيجر خلفه (خطيئة الولادة) وهو لا يقدم عرضا مغريا للشباب، لأن مدفعية بنكيران نالت منه كثيرا، وصورته على أنه عدو الإصلاح والديمقراطية وحليف للسلطوية التي تريد الرجوع من النافذة بعد أن خرجت من الباب في الربيع المغربي، وبنكيران يقدم الجرار على أنه واحد من التماسيح التي عرقلت الإصلاحات الكبرى التي كان الحزب ينوي القيام بها، حتى وإن كانت هناك مبالغة في هذه الصورة، فإن بنكيران نجح في ترسيخها وحفرها في عقول الفئات المسيّسة في المدن، فمن خلال الكلمة السحرية (التحكم) التي أصبحت على كل لسان، وبعد وصول إلياس العماري إلى الأمانة العامة للجرار، ترسخت صورة الحزب المتحكم أكثر وزاد من تعقيد الأمر استماتة البام في الدفاع عن زراعة الكيف وتقنين استهلاك الحشيش، وهذه كلها معارك فارغة استفاد منها بنكيران أكثر مما أفادت الجرار.

خامس مؤشر يدعم هذه الفرضية هو توفر البيجيدي على آلة تنظيمية وانتخابية قوية مقارنة مع منافسيه الذين لا يتوفرون على آلية تنظيمية مثل البام أو نال التعب من آلتهم الانتخابية كما هو حال الاستقلال. لقد بقي بنكيران يتعهد الحزب بالرعاية طيلة خمس سنوات ويوسع من جذوره التنظيمية التي وصلت إلى بعض البوادي، ومست بعض الفئات السوسيوــ مهنية التي لم تكن لتقترب من حزب إسلامي بخطاب سياسي يضايق جهات في السلطة وهو حتما سيستفيد من ذلك.

سادس مؤشر يدعم فرضية تقدم حزب العدالة والتنمية في انتخابات السابع من أكتوبر، هو المهارة التواصلية للحزب وزعيمه، فالطريقة التي سيدير بها بنكيران الحملة الانتخابية والخطاب الذي يزاوج بين الدفاع عن حصيلة ليست سيئة، ومظلومية حقيقية أو مفترضة، علاوة على غباء وزارة الداخلية التي تطوعت لترسيخ هذه الفكرة من خلال بياناتها حول خدام الدولة وحول استطلاعات الرأي وحول وفاة مناضل البيجيدي في الراشيدية وحركات بعض العمال والولاة غير البريئة… كل هذا يصب كمية كبيرة من الطاقة في محرك المصباح الذي يصور نفسه بأنه حزب مازال يعارض رغم وجوده في الحكومة، ومازال مستهدفا رغم وجود قائده في كرسي رئاسة الحكومة، وهذا هو الدليل على أنه (ماباعش الماتش) وبقي في صباغته ولم يغتن لا زعيمه ولا وزراؤه…

سيقول قائل إن قصة الكوبل (عمر وفاطمة) ستؤثر على قوة وجاهزية حركة التوحيد والإصلاح التي تدعم الحزب تقليديا وتشد من أزره في الانتخابات، وهذا صحيح، وسيقول قائل إن الأموال الكثيرة التي ستنزل يوم الانتخابات ستشتري أصواتا مضمونة للحزب المعلوم وهذا صحيح، وسيقول قائل إن الحملات الإعلامية المنسقة التي جهزت بعناية ضد الحزب على مدار خمس سنوات ستؤتي بعض أكلها وهذا صحيح، وسيقول قائل إن الجو العام الذي يخلق الآن بهدف تخفيض نسبة المشاركة وبعث الخوف أو اللاجدوى من المشاركة في الانتخابات سيؤثر على البيجيدي وهذا صحيح، وسيقول قائل إن البام نجح في استقطاب الأعيان والأغنياء الذين سيدفع بهم إلى ساحة المعركة ليحول الاقتراع من تصويت سياسي إلى تصويت شخصي، ومن اقتراع على البرامج وجدواها إلى اقتراع على الوجوه ووزنها، وهذا بلا شك لا يخدم البيجيدي وهذا أيضا صحيح…

كل هذه المؤشرات أخذها هذا التوقع بعين الاعتبار، ولولاها لحصل البيجيدي على مقاعد أكثر، ولخلق أكبر مفاجأة في تاريخ الاستحقاقات الانتخابية، لأنه يتحرك في مجال سياسي شبه فارغ، ويسير مثل سكين في حلوة طرية، لأنه جاء إلى السياسة بعد أن جرى تجريفها والقضاء على أحزابها الوطنية التي دفعت ثمن انتقال ديمقراطي فاشل، والبقية تكفل بها أبناء الحزب العاقون، والنتيجة ما ترون لا ما تسمعون…

p01 akhbar

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

zafgf منذ 8 سنوات

nsagz

atif belahcen منذ 8 سنوات

Vous êtes un des rares «jeunes» journalistes et analystes politiques indépendants. Vous avez le courage et l’humilité de continuer dans cette profession par amour mais peut être c’est ce que vous savez faire. Vous avez contribué avec d’autres confrères de votre génération à la naissance de la presse indépendante dans les années 90. Vous portez toujours le flambeau tandis que d’autres (pour des raisons parfois compréhensibles) ont jeté l’éponge. Votre mésaventure avec l’autre journal qui a fait la pluie et le beau temps pendant une période a été courte. Vous avez compris tôt que votre place n’est pas dans cet organe de presse. Certains lecteurs (dont moi) ont réalisé bien tardivement que la ligne éditoriale du journal précité n’est pas objective. Celle de votre journal est plus saine et ne fait pas de cadeaux malgré les ennuis ou le harcèlement ou les désagréments dont vous faites l’objet. C’est pour cela que je ne rate pas votre éditorial quotidien depuis bien longtemps. Vous forcez le respect. Je souhaite à votre journal plus de succès. Continuez. Courage. Journalistiquement votre. Un fidèle lecteur.

atif belahcen منذ 8 سنوات

Vous êtes un des rares «jeunes» journalistes et analystes politiques indépendants. Vous avez le courage et l’humilité de continuer dans cette profession par amour mais peut être c’est ce que vous savez faire. Vous avez contribué avec d’autres confrères de votre génération à la naissance de la presse indépendante dans les années 90. Vous portez toujours le flambeau tandis que d’autres (pour des raisons parfois compréhensibles) ont jeté l’éponge. Votre mésaventure avec l’autre journal qui a fait la pluie et le beau temps pendant une période a été courte. Vous avez compris tôt que votre place n’est pas dans cet organe de presse. Certains lecteurs (dont moi) ont réalisé bien tardivement que la ligne éditoriale du journal précité n’est pas objective. Celle de journal est plus saine et ne fait pas de cadeaux malgré les ennuis ou le harcèlement ou les désagréments dont vous faites l’objet. C’est pour cela que je ne rate pas votre éditorial quotidien depuis bien longtemps. Vous forcez le respect. Je souhaite à votre journal plus de succès. Continuez. Courage. Journalistiquement votre. Un fidèle lecteur.

العلوي منذ 8 سنوات

بوعشرين صحافي مناضل وشريف

ahmadi منذ 8 سنوات

Merci mama AMERICA

vagin brulant منذ 8 سنوات

je vois que vous ne publiez que les commentaires qui vous caressent dans le sens du poil . quand les journalistes véreux et corrompus ont la cote , adieu le journalisme au maroc

nabil منذ 8 سنوات

إنت معلم

ALI منذ 8 سنوات

bravo b20. tu es exceptionnel.

IKRAM KADIRI منذ 8 سنوات

صحفي محنك .برافو برافو.تحليل في محله

jbtouha f l'ordre منذ 8 سنوات

تحية و هنيئا للفريق الذي عمل على هذه التوقعات , جابها فالورد

hassan hassan منذ 8 سنوات

تبارك الله عليك توقعات محلل موضوعي يقرأ الواقع جيدا

moha منذ 8 سنوات

bravo bravo bravo.......

bravo mr bouachrine منذ 8 سنوات

bravo

بدر الدين منذ 8 سنوات

قرأتها ونشرتها، وكنت مقتنعا بتحليلك... سياسي محنك، مزيدا من التألق والموضوعية

abderrahim منذ 8 سنوات

Bravo

Tarik منذ 8 سنوات

البوهالي لا فض فوك أيها السيد بوعشرين ,فعلا حللت وناقشت فأصبت , نعم الصحفي الجهبذ أنت دمت ودامت جريدتك " أخبار اليوم " نبراسا ينير لنا هواجس السياسة المغربية المتعثرة , في زمن قل فيه الصحفيون المحنكون مثلك. َA bon entendeur salut.

YASSER ITALIE منذ 8 سنوات

excellent le Grand journaliste , tu es hyper professionnel . pas comme ces stylos des bayeurs de fonds qui commercialise ce metiers pour des interets pecuniers . tut mon respect . JEBTIHA LASS9A BRAVOOO

كلمة منذ 8 سنوات

بعد الانتخابات المحلية ل 2015 والنتائج المستحسنة التي حصل عليها حزب الأصالة والمعاصرة عبأ من حوله أحزاب الإمّعة ' الاتحاد الاشتراكي، الأحرار، الاتحاد الدستوري' من أجل إضعاف العدو المشترك البيجيدي. كانت الخطة استعمال جميع الطرق، المال والسلطة والإعلام والتشهير والنقابات ووو... استسلموا لنفوذه بغية نيل مقاعد وزارية في حكومته المرتقبة. بعد إضعاف البيجيدي قبل الانتخابات و ضرب شعبيته سيتم الضغط على السلطة للتغاضي على التجاوزات، ولِمَ لا تزوير بعض المحاضر بتَسَتّر. وبهذه الطريقة يسهُل على هذا الائتلاف إسقاط البيجدي. كان يعلم البام جيداً أنه من الصعب جداً تزوير المحاضر لصالحه على حساب البيجيدي، لكن على حساب أحزاب الإمّعة فلابأس. هنا وجب عليه ترويض أمنائها لكي يستقبلوا أخبار التزوير بالتغاضي. وهكذا تحولت الكثير من أصوات هذه الأحزاب إلى مرشحي البام وزادت مقاعده بنسبة أكثر من 100% على حساب 'أصدقائه' فالثعلب ليس له صديق.

omar omar منذ 8 سنوات

سي بوعشرين هذا أضن إهداء إلي .في نهار هاذا اليوم كتبتلك تعليق دكرتك بالمقال .والآن اعدت نشره .أن متتبع لجردتكم الورقية وللكترونية .وغالباً ما أجدهما متميزتين .ويتميزان بنوعٍ من الحياد .

الوليد عبدالله منذ 8 سنوات

لقد استمتعت بمقالاتك وصراحةأبانت عن صحافي قدير نفتخر بك

واصل منذ 8 سنوات

أحسنت كما الفناك. لا يصح الا الصحيح. واصل فنحن معك ما دمت على هذا النهج. اتمنى من الاخرين التسلح بالمهنية و العمل الجاد من اجل صحافة تؤدي مهمتها بنبل في إخبار و تنوير الرأي العام.

أحمد منذ 8 سنوات

أحمد نعم قرأناها وصدقناها لقوة الفرضيات التي بنيت عليها.. وهذ دليل على صدقك الأستاذ توفيق بوعشرين ومصداقيتك ومهنيتك في زمن كثر فيه بيع الضمير والوهم من المرتزقة..

احمد من القنيطرة منذ 8 سنوات

تحليل شديد الدقة. هنيئا لنا بصحفيين من طينتك.

تكهنات ... منذ 8 سنوات

توقعت هيلاري كلينتون ان العدالة والتنمية ستحصل على 150 مقعدا ، هيلاري كلينتون ليس كاهنة ، تكهناتها اعتمدت مؤشرات ، لقد جاءت توقعات هيلاري كلينتون مباشرة بعد الانتخابات الجماعية . هذه التكهنات اعتبرها الكثيرون هي توجيهات للنظام المغربي لأهداف سياسية مرغوب فيها لباقي الدول الاسلامية للقبول بتجربة الاسلام المعتدل ، اضافة الى دعوة المغرب للقبول بالسلفية في المؤسسات تجنبا لمنع المزيد من التطرف . ويبدو ان تكهنات هيلاري كليتون كانت صادقة الى حد ما على اعتبار انه لم يطرح في ذهنها الدعم الذي سيستفيد منه طرف سياسي سيقلص من هذه النسبة الى 130 . وكثيرا من الاطروحا ت '' التحليلية " لبعض المغاربة سايرت هذه التوقعات ولم تعمل الا على ابتداع مؤشرات لدعم توقعاتها فيما ارجع البعض احتلال العدالة والتنمية لدواعي سياسية مفروضة على النظام المغربي وهناك من ارجعها الى ضرورة ما يسمى بالاصلاحات التي تطالب بها المؤسسات المالية الدولية والتي تفرض على المغرب القبول بالعدالة والتنمية لخمس سنوات أخرى . بنكيران وكثير من البيجيديين كانوا يعتقدون جازمين بأنهم سيفوزون بالانتخابات لهذا كثيرا ما كانوا يوجهون رسائل مشفرة إلى الإدارة الترابية والتخويف بالمساس بنتائج الانتخابات ، هذا الاقتناع بالفوز لم يكن حلما بل كان إشارة ملتقطة فهمها البيجديون ... ويعتقد البعض ان الادارة الترابية لم تعلم الا على وضع ترتيب لاستمرار الوضع على ما هو عليه دون ان يطاله اي اختلال ، والدليل ان الأصالة والمعاصرة تصر على بقائها في المعارضة ...

بام بام في البام منذ 8 سنوات

ولولا تدخل وزارة الداخلية عن طريق أعوانها على اختلافهم لحقق العدالة والتنمية المعجزة واكتسح الساحة ولكن فىامل الداخلية قللت من الاكتساح وقدمت الدوباج اللازم للبام اما السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو كم سيصمد البام في المعارضة وهل خلق الاعيان للمعارضة وهل البام له مشروع مجتمعي سينافح به امام الحكومة وهل البام يعرف شيئا يسمى المعارضة في الاصل

MOHAMMED منذ 8 سنوات

BRAVO

عبدالقادر منذ 8 سنوات

محنك

mohamed منذ 8 سنوات

j'ai déjà lus votre hypothèse Mr bouachrine , je vous dis bravo, vous éte un un journaliste tres respectueux

التالي