منجب: القصر سيتدخل لحل ازمة البلوكاج الذي يعرقل ميلاد الحكومة

24 نوفمبر 2016 - 18:30

فسر المؤرخ المغربي، والناشط الحقوقي، المعطي منجب، خلفيات تشبث أمين عام حزب العدالة والتنمية، المتصدر لنتائج انتخابات سابع أكتوبر، بالتحالف مع حزب الاستقلال، وعدم التنازل عنه في تشكيل الحكومة، قائلا بان أي تخلي عن شباط سيكون مؤشرا على أنه سيتنازل على عدة ملفات أخرى، بعد قيادته للحكومة المرتقبة.

وانتقد منجب، في هذا الحوار مع “اليوم24″، “لا إستقلالية” القرار لدى الأمين العام لحزب “التجمع الوطني للأحرار”، وكذا الأحزاب التي أضحت تدور في فلكه، بعد اقتراع سابع أكتوبر.

ولم يستبعد، تدخل القصر لحل واقع “البلوكاج” الحاصل، في حالة ما صمد “البيجيدي” أمام ما يسميه هذا الحزب “قوى التحكم”.

-كيف تقرأ واقع « البلوكاج » الذي تعرفه مشاورات تشكيل الحكومة؟

يجب التأكيد أولا على أن ما يسمى بالبلوكاج هو شيء مفتعل. لأن الأحزاب التي من خلال موقفها السلبي (كالحركة الشعبية والاتحاد الدستوري) تعرقل تكوين الحكومة حاليا، لا تمتلك قرارها بل إنها، كما رأينا في السابق يمكن أن تغير موقفها كليا من أي قضية مطروحة للنقاش أو التفاوض لما يتدخل من يحركها. بل إنها تقبل أن يمثلها في الحكومة أشخاص لا علاقة لها بهم بحيث يصبحون أعضاء بها في نفس الساعة واليوم الذي يعينون فيه وزراء.

-وفي نظرك ما خلفيات « إصرار » أمين عام حزب التجمع الوطني للأحرار، على طرد حزب الاستقلال من التشكيلة الحكومية المقبلة؟

بالنسبة لحزب التجمع الوطني للأحرار وهو جبل الجليد البارز للبلوكاج، والذي يقف موقفا هجوميا من البيجيدي ومن تشكيل الحكومة فإنه لا يملك من الحرية إلا الإسم مع الأسف..

فمثلا منذ سنوات خلت فُرض عليه أن يمثله في الحكومة رجل لم يكن أبدا عضوا مناضلا فيه بل إن نفس الشخصية ستصبح زعيما لهذا الحزب بقدرة قادر وذلك لما انتفض مصطفى المنصوري سنة 2009 بما تبقى لديه من أنفة ريفية ضد محاولة استحواذ حزب الأصالة والمعاصرة على ما تبقى له من منتخبين واستقلالية قرار، وهي استقلالية كانت حتى في ذلك الوقت نسبية جدا.

إن السيد عزيز أخنوش، لما يطالب عبد الإله بنكيران بطرد حزب الاستقلال من التآلف الأغلبي قيد التكون ولما يلمح لبنكيران أنه سيقبل مشاركة الاتحاد الاشتراكي في الحكومة، فهو أولا يتصرف، وكأن حزبه قد حصل على 124 مقعدا بالبرلمان أي مقعدا واحدا أقل من البيجيدي..

هذه وقاحة ما بعدها وقاحة، لا أظن أن مصدرها هو السيد أخنوش، الذي يقول الجميع عنه أنه جنتيلمان أي رجل مهذب.

ثم إنه لما يمنع الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري من التفاوض المباشر مع رئيس الحكومة المعين هو يفضح أولا عدم استقلالية  « الحزبين » ثم وكأنه في نفس الوقت يشير برأسه إلى أنه لاحول له ولا قوة..  وأنه يفعل ما يُقال له أن يفعل وإلا لكان الأمر سورياليا تماما.

-كيف ذلك؟

نعم لأكون أكثر وضوحا: كيف لحزب فقد حوالي ثلث مقاعده في مجلس النواب وكيف لرجل عينه من عينه وبسرعة البرق زعيما لهذا الحزب الذي كان قد استقال منه لما قيل له أن يستقيل منه منذ خمس سنوات أن يتصرف وكأنه عمدة الحكومة المقبلة؟

ولنتذكر أن السيد أخنوش قد استقال من تجمع الأحرار ليبقى في الحكومة ثم إنه الآن يرجع عن استقالته ليستمر في الحكومة. إننا أمام مشهد نادر من مسرح للعرائس والفرجة فابور…

ولكن الذي يعاني من كل هذا هو المغرب، لنعلم  أن الاستثمار شبه متوقف منذ بداية الأزمة وكثير من مصالح الناس معطلة، وكذلك المواطن العادي يعاني وكرامة المغاربة تعاني.

كيف يقال لهم أن هناك ديمقراطية وانتخابات ودستور ثم يُتلاعب بهم، وكأنه ليس هناك لا دستور ولا سيدي زكري وكأنه لم تنظم انتخابات أصلا. إن النظام قد يفقد مشروعيته تماما إذا لم يرعوي وإذا لم يحترم إرادة الناخب أي إرادة الأمة ولم يحترم الحقوق والواجبات الواردة في الدستور معنى ومبنى.

-وبالمقابل، لماذا يصر بنكيران على عدم التنازل عن الاستقلال كما يشترط اخنوش ؟

.. لأنه إذا تنازل عن حزب « الاستقلال »، فإنه تنازل عن كل استقلال، أقصد التنازل عن كل استقلال في الرأي وعن كل استقلال في القرار، أي عن كل سلطة مهما كانت محجمة خلال كل الولاية الحكومية المقبلة.

-حزب الاستقلال، خرج باتهامات مثيرة ضد حزب البام وأمينه العام، ذهبت إلى حد اتهامه بالوقوف خلف « مؤامرة » لنسف تشكيل الحكومة المقبلة، هل ترى هذا مجرد بوليميك طبيعي ام اتهامات قائمة على وقائع تمس باختيارات الناخبين؟ 

هذا اتهام أكده منذ أيام بنكيران نفسه لما تحدث عن مؤامرة 8 أكتوبر. اعتقد أنه كانت هناك محاولة للانقلاب على نتائج الانتخابات وذلك بتكوين حكومة دون الحزب الأول.

حزب البام حزب مغامر، رأينا كيف صب الزيت على النار بالصحراء سنة 2010 وما نتج عنه من أحداث خطيرة. إن الحكم بخلقه للبام قد يصبح يوما كذلك الساحر المبتديء الذي أخرج العفريت من القمقم ثم فقد السيطرة عليه ليخنقه في الأخير هذا الأخير..

ولكننا مازلنا بعيدين جدا عن هذا الأمر، لأن هناك مراكز قوى داخل الحكم مانعت يوم خُلق البام ومازالت تمانع إلى اليوم في أن يصبح هذا الحزب الأداة الطيعة للتيارات الأكثر محافظة سياسيا داخل أجهزة النظام.

-تحالف الاتحاد الدستوري والتجمع الوطني للأحرار، عقد من عملية تشكيل الحكومة، لماذا في رأيك الحزبين مصرين على تحالفهما بشدة خاصة من موقع المشاركة في الائتلاف الحكومي؟

ليس هناك أي تحالف حر بين الحزبين ولا ما يشبه التحالف الحر، بل هناك تابع وتابع التابع..

– هل تعتقد ان القصر يمكن ان يتدخل، لحل « البلوكاج » الحاصل، خاصة امام فراغ التنصيص الدستوري، الذي لا يضع بدائل للأزمة؟

إذا دامت صلابة مقاومة البيجيدي لما يسميه قوى التحكم، التي تتدخل من وراء الستار لعرقلة تشكيل الحكومة، أو فرض حكومة تابعة مئة في المئة للقصر، فقد يتدخل الملك لوضع حد لحالة البلوكاج المفتعل لأن هناك مخاطر سياسية جدية على المدى المتوسط في حالة إذا ظهر للشعب أن نتائج الاقتراع لم تحترم…

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

المحتار منذ 7 سنوات

تحالف الاحرار مع الدستوري سببه تحالف البجيدي مع التقدم والاشتراكية منذ الوهلة الاولى. لكي توجد حكومة مكونة من أقل عدد من الاحزاب، فتكون منسجمة، الحل هو : المصباح، الميزان و الاحرار. هذا في نظري هو الحل اللذي قد ييسر تكوين الحكومة. أما الصحبة فلا علاقة لها بالسياسة و المنطق للمواطن أولا...

مواطن من تطاون منذ 7 سنوات

الحذر كل الحذر من القصر ذلك ان هذا الأخير هو من سيصنع تشكيلة الحكومة الجديدة في نسختها الثالثة بعد 7 أكتوبر ، وأعتقد أن هذا البلوكاج هو من صناعة القصر وحكومته الموازية بدليل أن الأحزاب الإدارية المطالبة بدخول الحكومة بشروطها هي مجرد أداة من أدوات القصر التي تشتغل على تنفيذ تعليمات أجندة القصر ليس إلا ، ثم ما يقال أن القصر هو الوسيط الوحيد والأخير الذي سيكسر هذا البلوكاج ما هو في نظري إلا النتيجة الأخيرة التي أراد القصر ان يصل إليها لكي يقترح الحكومة التي سيصنع تشكيلها على مزاجه وأهدافه المبتغاة وفي نهاية الأمر سيخضع بنكيران للنسخة المفروضة عليه سوار اراد او لم يرد ذلك .

ابن عرفة منذ 7 سنوات

التنازل اسي منجب مسالة مبدءية ذلك ان ابن كيران كان يتوق الى التحالف مع القوى الحقيقية التي تمثل الشعب من ذلكً الاستقلال باعتبار تقارب الأيديولوجية والاتحاد باعتبارالماضي المشرق والعلاقة العضوية مع قضايا الشعب الاستقلال كان لحكماءه الدور الكبير لإعادة شباط الى السكة في حين ان الثاني فقد البوصلة وبدا زعيمه يشترط ( ""شكون دها فيك الروينة نهار العيد "")ولما احس الزعيم الورطة التي وقع فيها بدا يشير الى سحرته بالخروج منالحكومة وبدأوا بالتوسل للقائد الملهم الحاج عبد الألاه بنكيران الذي ضرب ليهم الشوكة حيث صرح لا تفاوض مع الاتحاد والحركة لل

التالي