الجيب المثقوب لا تملؤه أموال الأرض

24 نوفمبر 2016 - 22:00

دخل المجلس الأعلى للتعليم إلى حقل ألغام جديد عندما فتح الباب للبحث عن مصادر جديدة لتمويل التعليم الثانوي والعالي من خلال إلغاء المجانية المطلقة في التعليم، والتي كانت تسري على الفقراء ومتوسطي الحال (الأغنياء سحبوا أبناءهم من التعليم العمومي قبل سنوات طويلة)، في محاولة لدفع الطبقة الوسطى إلى أداء رسوم تسجيل أبنائها في الثانويات العمومية والجامعات المغربية، واستثناء الفقراء غير القادرين على الدفع.
رفع المجانية عن التعليم العمومي ظل «طابو» في المغرب لا أحد كان يجرؤ على الاقتراب منه، لأن اليسار ونقابته كانا قويين في قطاع التعليم، وكانا معا يمارسان معارضة شرسة دفاعا عن «شعبهما»، وبالتالي، كان من المستحيل أن يسمحا بمرور هذا البند في إصلاح التعليم ولو على جثتيهما، كما كان يقال في بيانات السبعينات والثمانينات. اليوم، الوضع تغير.. المدرسة العمومية انهارت على رأس الجميع. لم يدخل مبدأ الأداء إلى المدرسة العمومية، لكن أبناء الأغنياء والميسورين والقادرين على الدفع من الطبقة الوسطى هربوا من سفينة التعليم العمومي، واتجهوا في المدارس الخاصة أو الجامعات في الخارج. إذن، لا توجد مجانية مطلقة في التعليم المغربي، هناك أداء، لكنه أداء اختياري.
السؤال اليوم ليس هو: هل تستمر المجانية المطلقة أم لا؟ السؤال الأهم: هل الدولة ستعرف كيف تصرف الموارد المالية الجديدة التي ستأتي من رسوم التسجيل في المدارس لتحسين جودة التعليم أم لا؟ التعليم العمومي يمتص أكثر من ثلث ميزانية البلد، والتلميذ في التعليم العمومي يكلف الدولة أكثر مما يكلف تلميذ آخر في القطاع الخاص، في حين أن الثاني يحصل على تعليم أفضل مما يحصل عليه زميله في المدرسة العمومية، لهذا، لا بد من إعادة النظر في أمور كثيرة قبل الالتفات إلى التمويل، فالجيب المثقوب لا تملؤه كل أموال الدنيا.
أولا: مدرستنا تحتاج إلى استقلال ذاتي في إطار جهوي ومحلي يعطي مجلس إدارة المدرسة سلطات أكبر لاختيار الأساتذة والبرامج والمناهج، ومنح مجلس إدارة المؤسسة التعليمية صلاحية البحث عن أساتذة جيدين، وتكوين بعضهم، وعقاب البعض الآخر، ومنح حوافز مادية ومعنوية للإطار التعليمي الجيد بناء على النتائج التي حققها، وكل هذا بدفاتر تحملات واضحة ودقيقة، أما ترك التعليم كله في يد الوزارة بالرباط ممركزا بشكل متطرف، فهذا لن يحل مشاكل المدرسة في مجتمع متنوع ومختلف الخصائص الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والمجالية… لا بد من إعادة تعريف دور الوزارة، ومنح المجالس المنتخبة كرسيا في قاعة المدارس لتتحمل مسؤولية التعليم، ثم التأهيل، ثم التشغيل فيما بعد.
ثانيا: لا بد من إعادة الاعتبار لتقييم مستوى التلاميذ، وعدم السماح لهم بالانتقال من الابتدائي إلى الإعدادي إلى الثانوي دون إتقان القراءة والكتابة والحساب، وباقي الكفاءات التي تؤهلهم للتعلم المستمر، وعدم التساهل في الانتقال السهل من قسم إلى آخر، لأن هذا يجعلهم تلاميذ معاقين، غير قادرين على مواكبة إيقاع التمدرس في أقسام لا يستحقون الجلوس على كراسيها.
لا بد من إرساء أقسام التقوية والدعم للتلاميذ الضعفاء الذين لا يستطيعون مواكبة الإيقاع، وعدم تركهم خلف المسيرة، ومحاربة الدروس الخصوصية بإدخالها إلى داخل المدرسة وليس خارجها، فاستمرار الوضع كما هو عليه يكرس عدم المساواة في الحصول على تعليم جيد للجميع، وهذا أكبر خلل اجتماعي وسياسي يمكن أن يعرفه مجتمع من المجتمعات.
ثالثا: لا بد تخفيف كثافة المواد والبرامج والدروس، والتركيز على الدعائم البيداغوجية الجديدة، وإدخال الرقمنة إلى المدارس، وفتح عقول الأساتذة والتلاميذ والطلبة على منجزات الثورة الرقمية، ودعائمها المبتكرة التي تطور المناهج التعليمية، وتساعد على كسب الوقت وتحقيق نتائج الإصلاح. هناك اليوم العديد من التطبيقات تسبح في عالم النيت، وتنتظر من يستغلها للتقدم بالعملية التعليمية إلى الأمام.
رابعا: لا بد من فرض سلطة حازمة في المدارس، والحد من الشغب والتمرد والعنف والمخدرات والتحرش الجنسي في المدارس، وذلك بفرض نظام شبه عسكري في المدارس، فيه الثياب الموحدة وتحية العلم ونظام للتأديب والعقاب، حتى ترجع للمدرسة هيبتها، وللأستاذ مكانته. مع هذا، وقبله، لا بد من إرادة سياسية للنهوض بالمدرسة، ولا بد من قانون للجزاء والعقاب لكل أطراف العملية التعليمية، من الوزير إلى الغفير.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

يونس منذ 7 سنوات

هذا ما تفق معه : البحث عن أساتذة جيدين، وتكوين بعضهم، وعقاب البعض الآخر، ومنح حوافز مادية ومعنوية للإطار التعليمي الجيد بناء على النتائج التي حققها، وكل هذا بدفاتر تحملات واضحة ودقيقة، لا بد من إرساء أقسام التقوية والدعم للتلاميذ الضعفاء الذين لا يستطيعون مواكبة الإيقاع، وعدم تركهم خلف المسيرة، ومحاربة الدروس الخصوصية بإدخالها إلى داخل المدرسة وليس خارجها، رابعا: لا بد من فرض سلطة حازمة في المدارس، والحد من الشغب والتمرد والعنف والمخدرات والتحرش الجنسي في المدارس، وذلك بفرض نظام شبه عسكري في المدارس، فيه الثياب الموحدة وتحية العلم ونظام للتأديب والعقاب، حتى ترجع للمدرسة هيبتها، وللأستاذ مكانته. مع هذا، وقبله، لا بد من إرادة سياسية للنهوض بالمدرسة، ولا بد من قانون للجزاء والعقاب لكل أطراف العملية التعليمية، من الوزير إلى الغفير.

Abderrahim Sallaq منذ 7 سنوات

صحيح ان الارادة السياسية الفعلية عنصر مفصلي في النهوض بمستوى التعليم بهذا البلد العزيز, كما ان إقفال جميع المدارس الخصوصية و عودة جميع أبناء الشعب الى المدرسة العمومية سيجعل جميع الفاعلين في الميدان "من الوزير الى الغفير" يتحملون مسؤولياتهم على اتم وجه لأن مصير أبناءهم سيصير على المحك.

karimi ayoup منذ 7 سنوات

أخي بوعشرين أحيك من قلبي على هذه المقالة التي تلخص ثقوب النظام التعليمي في بلادنا الحبيب و سوف اتوقف عند فكرة اللباس الموحد و النشيد الوطني و مايمكن ان يقدمان من نتائج إجابية على نفسية التلاميذ و هيبة المدرسة عندما يكون هناك لباس موحد فهذا يعني مشكل الفوارق الطبقية سوف يتقلص بكثير فلم يعد هناك التلميذ الفقير المعدم الذي يأتي إلى المدرسة مرتعد من نظرات الاحتقار من زملائه مما تعزز من تيقته في نفسه و يصبح بالتالي القسم فضاء للدراسة و ليس للتباهي كما هو معمول به في مدارس اليبان حيث يستحيل ان تفرق التلميذ الغني من الفقير و هذه كلها عوامل تؤثر على التلميذ حتى و لو كان التعليم متقدم لأن تهيأة نفسية التلميذ و توفير البيئة المناسبة هي من تساعد في نجاح التعليم الذي يشتركان فيه الاستاذ و التلميذ على حد سواء

ركالة نريمان منذ 7 سنوات

ما يجب ان يعرفه الجميع هو ان ولوج التعليم الخصوصي .يتم بانتقاء وغالبا انتقاء اجود ما انتجت المدرسة العمومية كما ان التلميذ المتعثر في التعليم الخصوصي يتم طرده فلا يصل بذلك الى الامتحانات الاشهادية حتى لا يقلص من نسبة نجاح هذه المدارس وهي النسبة التي تعتبرها احسن اشهار لها

kamal منذ 7 سنوات

كنت تطالب الدولة بنفض يدها عن التعليم العمومي وخصخصة القطاع بشكل كلي الآن تقترح عليها سبل إصلاحه هذا مطمئن

مغربي أصيل منذ 7 سنوات

ذلك النشيد الذي يرافق تحية العلم ،لا نسمع فيه أي تحية للعلم ،بل فقط تحية للملك،اختصرنا الوطن في شخص ،هذا مشكل من مشاكلنا المعيقة.

ملاحظ منذ 7 سنوات

تحفيز الاستاذ (مرتب فوق 7000 درهم) +اواجب الجودة في عمله+ الاستحقاق في التوظيف+ التدبير بالنتائج للمدارس+ الأداء للأغنياء فوق 7000 درهم للاسرة + اعفاء أقل من 7000 درهم للاسرة. ربما نقط مضيئة لأجل عملية الاصلاح في التعليم.

متقاعد منذ 7 سنوات

متقاعد اشكرك استاذ و اساندك الراي

مرافعة مواطن منذ 7 سنوات

مجانية التعليم خط أحمر ، فميزانية التعليم و الصحة لا يجب أن تخضعا للتوازنات المالية ، مهما كلف الأمر ... أختلف معك الأخ بوعشرين في أمرين : ـالأول : إسناد أمر التعليم و تدبيره لمؤسسات جهوية ، لأن ذلك لن يزيد الأمر إلا استفحالا و نظام "الأكاديميات" خير دليل على ذلك ، إذ لا يعدو أن يكون ذلك مجرد نوع من الريع ... الشأن نفسه بالنسبة للمجلس الأعلى للتعليم ، الذي و إن كان مؤسسة دستورية فهو لا يعدو "حقا" ـ أي المشاركة الديمقراطية ـ أريد به باطل ـ التحكم في القرارت السياسية للحكومة المنتخبة ذات الصلة بالمجال، بواسطة التحكم ... " بالنظر إلى كيفية تشكيله اعتمادا على التعين و هيكلته و أغلبية طبيعة أعضائه المعينين من طرف التحكم ، الدليل على ذلك مثل هاته القرارات الصادرة عنه ... ـ الثاني : أفضلية وجودة و مردودية التعليم الخصوصي !!! ، أن هذه الصورة المبالغ فيها لرسم صورة وردية عن التعليم الخصوصي هي خطة دفعت بها إلى الأمام الجهات التي تريد الإجهاز على التعليم العمومي ، عن مجانية التعليم ، ذلك برسم صورة سوداوية عن المدرسة العمومية ، حقيقية لكنها تبقى نسبية ، كما أن هذه الصورة مجتزأة من سياقها العام ، إذ تحاول إخفاء الأسباب الموضوعية لهذه الوضعية ، الأكثر من ذلك القفز على الحلول الحقيقية الممكنة للنهوض بالمدرسة العمومية . إن القول بأفضلية المدرسة الخصوصية و تفوقها على المدرسة العمومية ، هو عين ما يرمي إليه اللوبي و التحكم الذي عمل و يعمل منذ سنوات على تجفيف المدرسة العمومية ثم اجتثاتها ... بحيث يصبح الرأي العمومي مهيأ لذلك ، عملا بمقولة "الشيء إذا تكرر قوله تقرر" ،. في حين أن الواقع غير ذلك فلا المدرسة العمومية ـ إبان الأزمة ـ و رغم معاول الهدم خلت من شموع تنير الظلام و لا المدرسة الخصوصية شكلت أو تشكل أو ستشكل البديل عن المدرسة العمومية ، فالمدارس الخصوصية ، بغض النظر عن الهدف الربحي منها ، لا تعدو أن تكون أوكارا للفرنكوفونية ، لو أعيد النظر في مسألة نقط المراقبة المستمرة و في معاملات المواد الدراسية خاصة برفع معامل اللغة العربية و التربية الإسلامية و المواد العلمية و اللغة الأنجليزية في مقابل خفض معامل اللغة الفرنسية و تحجيم حضورها كمادة في أسلاك التعليم الابتدائي و الإعدادي و الثانوي ، ستظهر سوءات المدارس الخصوصية و مستواها الحقيقي فمسألة المعدلات و النقط المنفوخة غير خافية على أحد .... أما فيما يخص ما هو تربوي بيداغوجي فما يجب التركيز عليه هو مرتكزات الهوية و هما التربية الإسلامية و اللغة العربية كلغة تدريس وتحجيم دور اللغة الفرنسية التي أصبحت البعبع المسلط على أبناء الشعب فيما يمكن أن نطلق عليه الإرهاب اللغوي ، و الحل الجذري هو إقرار خطة زمنية لاعتماد اللغة الأنجليزية كلغة أجنبية أولى بدل اللغة الفرنسية التي أصبحت عبء بلا طائل مع جعل اللغة العربية لغة التدريس الوحيدة ... ـ ضرورة استرجاع وزارة التعليم من التقنوقاطيين ..... أما فيما يخص عودة "سلطة" المعلم و عودة الهيبة و النظام للمدرسة ... فهذا مما نثمنه ... هذا و للكلام بقية ...

[email protected] منذ 7 سنوات

الاشكالية الحقيقية هي ان الارادة السياسية من المفترض ان يكون المعني بها هو الشعب لان الشعوب هي صانعة السياسات عبر الاحزاب والنقابات و المجتمع المدني الى اخره لكن الامر عندنا في المغرب مختلف تماما فالشعب خارج اللعبة السياسية فهو مفعول به من جميع النواحي و لا تاثير له

[email protected] منذ 7 سنوات

الا شكالية هي ان الشعب هو من يصنع السياسات في البلاد و اذا كان الشعب متخلفا فلا ينتظر منه الا الاختيار السيء للنخب السياسية الفاسدة التي لا يهمها الا ملء الجيوب بالاموال فالمغرب مثلا في حاجة الى برلمان اعضاؤه يكونون في مستوى عال من المعرفة ثقافيا و علميا وقانونيا الخ و في حاجة ايضا الى كومة قوية و منسجمة و وطنية تضع نصب اعينها المصلحةالعامة للوطن واعطاء التعليم الاهتمام اللائق لكونه الركيزة الاساسية لتقدم و تطور الامم

med oujda منذ 7 سنوات

بارك الله فيك اخي تحليل منطقي لاشكالية النهوض بالتعليم في وطننا

kader منذ 7 سنوات

هناك بعض الاساتذة يأتي الى القسم ويضع رجل فوق رجل ويطلب منا نقل المقرر من الكتاب وتقولون العيب في المقررات في نظري كل العيب يقع على عاتق مثل هؤلاء الاساتذة المحتالو

نبيل المغربي منذ 7 سنوات

في هدا المقال اصبت كبد الحقيقة و جوهر المشكل ...لكن هل هناك حياة لمن تنادي ؟؟

Med ben منذ 7 سنوات

حينما ذهبت هيبة الأستاذ أصبح التعليم في الحضيض، تحليل منطقي أستاذ توفيق.

Saad منذ 7 سنوات

إن ما يفهم من المقال أو كل الحديث عن أزمة المدرسة المغربية العمومية هو نجاح المدرسة الخصوصية في اداء مهمتها، و هذا عيب كبير. فالمقال شخص بشكل جيد بعض مداخل الأزمة العمومية و اقترح حلولا جيدة، لكن لا نجد فرقا واضحا في أزمة القطاعين الخاص و العام، سوى على مستوى الأرقام و نسب النجاح، و نحن نعرف أن هذه النسب تكون مخدومة و مزيفة لأن نظام التقويم و النجاح تسهل ذلك على جميع الأطراف. بيد أن التعليم الخصوصي يظل مرهونا لسياسة الوزارة و لأساتذتها و نصوصها دون أن يكون قادرا على امتلاك رؤية بيداغوجية فعالة يمكن أن تجعل منه قاطرة لإقلاع تربوي و بيداغوجي، فالمؤسسات تحولت الى ماكينات لجني الأرباح من دون ادنى احترام لدفتر التحملات و من دون اي التزام باستثمار جدي في الوسائل التعليمية و لا في تأهيل الموارد البشرية، و من دون اداء الالتزمات الجبائية ازاء خزينة الدولة، ناهيك عن ورم حصص الدعم المؤدى عنها و التي ترعاها المؤسسات الخصوصية و تفتح ابوابها لها ليلا خارج الضوابط القانونية و التربوية و كأن الغاية هي انهاك التلاميذ و جيوب آبائهم من اجل اوهام التفوق المغشوش، و تحويل عدم التزام المدرسين بواجبهم التربوي النظامي في العمل الى رأسمال ثمين لجني المال، خارج أي تغطية قانونية، في غياب مراقبة مركزية و جهوية و محلية للسلطات التربوية. فالوضع اصبح اشبه بمتاهة قاتلة توزع فيه دم المدرسة العمومية و دم التلميذ المغربي بين عدة قبائل و مافيات... لكن كما ختم المقال، فالارادة السياسية الواضحة و الصلبة شرط وجوب كل اصلاح.

مرافعة مواطن منذ 7 سنوات

مجانية التعليم خط أحمر ، فميزانية التعليم و الصحة لا يجب أن تخضعا للتوازنات المالية ، مهما كلف الأمر ... أختلف معك الأخ بوعشرين في أمرين : ـالأول : إسناد أمر التعليم و تدبيره لمؤسسات جهوية ، لأن ذلك لن يزيد الأمر إلا استفحالا و نظام "الأكاديميات" خير دليل على ذلك ، إذ لا يعدو أن يكون ذلك مجرد نوع من الريع ... الشأن نفسه بالنسبة للمجلس الأعلى للتعليم ، الذي و إن كان مؤسسة دستورية فهو لا يعدو "حقا" ـ أي المشاركة الديمقراطية ـ أريد به باطل ـ التحكم في القرارت السياسية للحكومة المنتخبة ذات الصلة بالمجال، بواسطة التحكم ... " بالنظر إلى كيفية تشكيله اعتمادا على التعين و هيكلته و أغلبية طبيعة أعضائه المعينين من طرف التحكم ، الدليل على ذلك مثل هاته القرارات الصادرة عنه ... ـ الثاني : أفضلية وجودة و مردودية التعليم الخصوصي !!! ، أن هذه الصورة المبالغ فيها لرسم صورة وردية عن التعليم الخصوصي هي خطة دفعت بها إلى الأمام الجهات التي تريد الإجهاز على التعليم العمومي ، عن مجانية التعليم ، ذلك برسم صورة سوداوية عن المدرسة العمومية ، حقيقية لكنها تبقى نسبية ، كما أن هذه الصورة مجتزأة من سياقها العام ، إذ تحاول إخفاء الأسباب الموضوعية لهذه الوضعية ، الأكثر من ذلك القفز على الحلول الحقيقية الممكنة للنهوض بالمدرسة العمومية . إن القول بأفضلية المدرسة الخصوصية و تفوقها على المدرسة العمومية ، هو عين ما يرمي إليه اللوبي و التحكم الذي عمل و يعمل منذ سنوات على تجفيف المدرسة العمومية ثم اجتثاتها ... بحيث يصبح الرأي العمومي مهيأ لذلك ، عملا بمقولة "الشيء إذا تكرر قوله تقرر" ،. في حين أن الواقع غير ذلك فلا المدرسة العمومية ـ إبان الأزمة ـ و رغم معاول الهدم خلت من شموع تنير الظلام و لا المدرسة الخصوصية شكلت أو تشكل أو ستشكل البديل عن المدرسة العمومية ، فالمدارس الخصوصية ، بغض النظر عن الهدف الربحي منها ، لا تعدو أن تكون أوكارا للفرنكوفونية ، لو أعيد النظر في مسألة نقط المراقبة المستمرة و في معاملات المواد الدراسية خاصة برفع معامل اللغة العربية و التربية الإسلامية و المواد العلمية و اللغة الأنجليزية في مقابل خفض معامل اللغة الفرنسية و تحجيم حضورها كمادة في أسلاك التعليم الابتدائي و الإعدادي و الثانوي ، ستظهر سوءات المدارس الخصوصية و مستواها الحقيقي فمسألة المعدلات و النقط المنفوخة غير خافية على أحد .... أما فيما يخص ما هو تربوي بيداغوجي فما يجب التركيز عليه هو مرتكزات الهوية و هما التربية الإسلامية و اللغة العربية كلغة تدريس وتحجيم دور اللغة الفرنسية التي أصبحت البعبع المسلط على أبناء الشعب فيما يمكن أن نطلق عليه الإرهاب اللغوي ، و الحل الجذري هو إقرار خطة زمنية لاعتماد اللغة الأنجليزية كلغة أجنبية أولى بدل اللغة الفرنسية التي أصبحت عبء بلا طائل مع جعل اللغة العربية لغة التدريس الوحيدة ... أما فيما يخص عودة "سلطة" المعلم و عودة الهيبة و النظام للمدرسة ... فهذا مما نثمنه ... هذا و للكلام بقية ...

هشام منذ 7 سنوات

أحسنت

Omar el منذ 7 سنوات

لايجب السماح للتلميذ الانتقال الى القسم الاخر الا اذا مؤهلا لذلك. و الغير مؤهلين اقتبسلهم هذه النص: لا بد من إرساء أقسام التقوية والدعم للتلاميذ الضعفاء الذين لا يستطيعون مواكبة الإيقاع، وعدم تركهم خلف المسيرة،

احمد منذ 7 سنوات

عين الصوابلا بد من فرض سلطة حازمة في المدارس، والحد من الشغب والتمرد والعنف والمخدرات والتحرش الجنسي في المدارس، وذلك بفرض نظام شبه عسكري في المدارس، فيه الثياب الموحدة وتحية العلم ونظام للتأديب والعقاب، حتى ترجع للمدرسة هيبتها، وللأستاذ مكانته. مع هذا، وقبله، لا بد من إرادة سياسية للنهوض بالمدرسة، ولا بد من قانون للجزاء والعقاب لكل أطراف العملية التعليمية، من الوزير إلى الغفير.

التالي