الريسوني : سررت لإزاحة مرسي ورئاسته كانت في غير محلها!

25 نوفمبر 2016 - 19:29

في موقف مفاجئ، قال الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح أحمد الريسوني إنه كان مرتاحا جدا لإزاحة مرسي من الرئاسة وفرح لذلك وأحس بالارتياح، لأن الرئاسة كانت في غير محلها، مبرزا أن « دخول الإخوان بهذه السرعة وبهذه القفزة الهائلة، كنت أعرف أنه عمل غير طبيعي، ولكن المشكلة طبعا ليست هي الانقلاب فقط وإزاحة مرسي، ولكن هي الدماء والاستبداد وإلغاء كل مكاسب الثورة ».

وأفاد الريسوني في حوار مع أسبوعية « الأيام » أنه قبل شهرين أو ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية في مصر حل مجموعة من قيادات الإخوان المسلمين بالمغرب، ونصحهم بعض الإخوان من الحركة ومن العدالة والتنمية، وأنا شخصيا نصحتهم، بألا يترشحوا للرئاسة »، مضيفا أنه « حتى بعد الرئاسة نصحهم بعض الإخوان من الحركة والحزب بأن يتخلى مرسي عن الرئاسة، وأن يدعم الإخوان مرشحا يكون فقط يحترم الحريات والديمقراطية، مثل عمرو موسى أو البرادعي ».

وفسّر الريسوني موقفه « المرتاح » لإزاحة مرسي من رئاسة مصر، بأن الجماعة منذ ثمانين سنة تعيش بين سجن ونفي وقتل، وتاريخ الدولة الحديثة في مصر هو تاريخ محاربة الإخوان المسلمين، منذ الأربعينيات وشغل الدولة الشاغل ووظيفتها الأساسية هي محاربة الإخوان المسلمين، بموجات تشتد وتخف، فكيف بالنسبة إلى هؤلاء في غضون شهور يستحوذون على مجلس الشورى، ومجلس الشعب ورئاسة الدولة والحكومة، لكنهم عاجزون رغم أن الشعب صوت عليهم، فالجيش والقضاء ضدهم، ورجال الأعمال والأقطاب والإعلاميون والفنانون ضدهم ».

وأضاف: « مصر فيها جيش عسكري وجيش أكبر منه يسمون فنانين، كل هذه الفئات والطبقات ضد الإخوان المسلمين، وهي التي تمسك بالدولة، وأنت تجلس على رأس الدولة، ما عساك تفعل؟ لن تفعل شيئا سوى الفشل، وكان ممكنا أن يصبروا عليهم حتى يفشلوا تلقائيا، لكن أعداءهم لم يصبروا عليهم، خافوا من أن ينجحوا، ولذلك عجلوا بالانقلاب خشية نجاحهم، خافوا أن يتداركوا ويعالجون نقصهم وعدم خبرتهم، فعجلوا بالإطاحة بهم حتى لا ينجحوا، ولا يراكموا تجربة مقدرة ».

واعتبر أنه « من الناحية السياسية كان ترشح الإخوان المسلمين للرئاسة غلطا، وكذلك الدخول في تحمل مسؤوليات الدولة بسرعة خارقة، من أعلى الهرم فقط، وإلا فإن جسم الدولة كان كله ضدهم، فكل موظفي الدولة عقيدتهم التي تربوا عليها هي معاداة الإخوان المسلمين ومحاربتهم، فكيف يمكن أن تحكم مع هؤلاء »، مشيرا أن « حركة النهضة كذلك عاشت وضعا شبيها، وإن كان ذلك بشكل أقل، ولكن الحركة تراجعت إلى الوراء من تلقاء نفسها، لأن رئيس الحكومة والوزير يصدران قرارات ولا تنفذ، والجميع ضدها في الإدارة والمسؤولين والموظفين ».

وأوضح الريسوني ضمن حواره في العدد 734 لأسبوعية « الأيام »، أن « حركة الإخوان المسلمين لديها مشكل فكري، فهي ما زالت تعيش على تراث حسن البنا والمؤسسين الأوائل، وليس عندها تطور فكري، وأنا أقول لهم إن الإمام حسن البنا اعتبروه مثل الإمام ابن حنبل وابن تيمية والكواكبي والأفغاني، الإمام حسن البنا رجل عظيم ومجدد ونابغة، ولكن في زمانه، الآن ينبغي أن ننسى حسن البنا، عندنا الكتاب والسنة، عندنا عقولنا والتجارب من حولنا، لكن للأسف هم يعتبرون أنفسهم مذهبا، وهذه كارثة ».

وأضاف: « الإخوان المسلمين ليسوا فقط تنظيما سياسيا أو دعويا بل هو مذهب، وهذا مشكل بالنسبة لهم ولن يتقدموا ما لم يتخلصوا من هذا الإرث، فنحن في حركة التوحيد والإصلاح ليس لنا إمام سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقدوتنا الصحابة والخلفاء الراشدون، أما داخل المغرب ليس لنا إمام، لا الريسوني ولا ابن كيران ولا يتيم ولا العثماني، وهم أحياء، فما بالك الإمام حسن البنا وهو ميت منذ سبعين عاما، وأقول لهم تعاملوا معه كزعيم في وقته، ومفكر ومجدد ومصلح، ندرسه ونعظمه، ربما نستلهم منه، لكن أن نتبع طريقته في التنظيم وموقفه من السياسة ومن الانتخابات، ومن الدولة ومن إسرائيل، لا لا، هذا جمود فكري ».

وأبرز أنه « مما زاد هذا الجمود الفكري، أن حركة الإخوان المسلمين ككثير من الحركات والأحزاب، ومنها اليسارية، لا تتيح حرية داخلية للمفكرين والعلماء، ولذلك فالشخص إذا أصبح عالما في جماعة الإخوان المسلمين لا بد أن ينصرف لكي يبقى عالما، وإذا كان مفكرا لا بد أن ينصرف لكي يبقى مفكرا، لأنه داخل الجماعة ينبغي ألا تكون مفكرا ولا عالما، ولذلك يوسف القرضاوي ترك جماعة الإخوان المسلمين منذ ستين سنة، والغزالي، وهو أبرز الشخصيات إلى جانب القرضاوي، ترك الجماعة وتخاصم معهم، وانصرف عنهم مطرودا، والسيد سابق خرج منهم ».

وأشار أن عددا من العلماء خرجوا من الجماعة لأنهم لا يجدون مكانا لأفكارهم، ليس فقط لاتباعها بل حتى للاستماع إليها، فالإخوان المسلمين من الناحية الفكرية تنظيم مذهبي، وهذه المشاكل تعوق الإخوان المسلمين عن مسايرة متطلبات الزمان، وأن يجتهدوا وأن يفكروا باستقلالية، الآن وهم في هذه المحنة بدأ شيء من هذا، ولكن رغم ذلك مازالت القيادة الرسمية للحركة على ما ذكرته وعلى ما وصفته، مع العلم أن القيادة الحالية مع التقدير لمكانتهم وما قدموه من تضحيات فإنهم يعانون من ضحالة فكرية تماما، مقارنة بالشيخ راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو في تونس فإنهم لامعون في الفكر، ومثقفون حقيقيون ».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

لطفي طنجاوي منذ 7 سنوات

هذه نصائح كان عليك ان تمليها على صديقك بن فيران الذي أغرق هذا شعب بزيدات في ضرائب و دبا جات نوبة د تعليم مجاني

botfonast منذ 7 سنوات

معك تماما واخيرا وحدت من يوافقني الراي في خطا اﻻخوان رغم حبي وتقديري لهم.يبقى استادي ان تمتلك الجراة وتقول بان مهلكة ال سعود وفكرها الوهابي المتخلف اساس كل الحروب والمشاكل بالمنطقة.فلحد اﻻن ﻻ اجد مغربيا واحدا تجرا على قول الحق في جرائم ال سعود في سوريا واليمن وليبيا بل وفي مصر الم يكونوا هم من سند السيسي وغدر بالرئيس مرسي

صلاح منذ 7 سنوات

انت مرتاح لازاحة رئيس مسلم - عجيب امرك يا شيخ وهل تولى رئيس كافر مثل السيسى يريح ضميرك ؟

محمد منذ 7 سنوات

مادام الامر كذلك فلماذا لم ينسحب بنكيران من الحكومة وهو يعلم أن النظام الحاكم والاعﻻم ضده وقد فشل في مجموعة من الامتحانات.

انسان منذ 7 سنوات

ماهدا الكلام الفاسد ، مرسي رجل في زمن قل فيه الرجال.

يائس منذ 7 سنوات

و الله لو كان مرسي نجح في مهمته و قضى على الانقالبيين و بقي رئيسا،لما قال الريسوني هذا الكلام.هذه أفكار علماء معاوية بن أبي سفيان و جبابرة بني أمية من بعد و كلام الطاعة للغالب و لو قتالا مجرما سفاكا للدماء ظالما....لو قيل هذا الكلام في أحد الدول الحرة لتقيأ مواطنوها العاديون قبل علمائها. أنا أقترح أن يباع هؤلاء المتمعلمين بالكلوغرام في أسواق الخردة،يا حسرة!!!!!!أمم تنعم بالحرية و أمتنا اختنقت بالعبودية

دادا الفاهم منذ 7 سنوات

الدماء التي سالت طيلة التاريخ الإسلامي سببها إستعمال الدين في السياسة

Kailia منذ 7 سنوات

وماذا عن تجربة العدالة والتنمية في المغرب، أليس السلطة من أعلى الهرم إلى عون السلطة/لمقدم ضدها؟ أم الحزب يتقن فن التنازلات ليبقى في حكومة محكومة؟

ابن عرفة الرقراق منذ 7 سنوات

مولاي احمد ابن ريسون عالم ومفكر مجدد قلبه ليس غلفا يحمل هم المعتدلين المغاربة والسلف الصالح الذي عاش بين ظهورنا فهو رجل غير متعصب ولكنه لا يتردد في الصدح بالحق اذا تعرض الاسلام للتشويش ونظرته الى الاخوان الذين اعتبرواانفسهم مذهبا وقدسوا حسن البنّا أنم يعبر عن رأي المعتدلين المغاربة الذين كانوا يتمنوا ان يقدم مرسي استقالته حتى ولو انتخبه الشعب وكانوا بذلك يجعلون اعداءهم الذين تربوا على العلمانية في موقف حرج لان مصر منذ1952ثورة الضباط الأحرار وهم يكونون الشعب المصري على معاداتهم والنزوع نحو العلمانية وهذا مشاهد في الجيشً والشرطة والفنانة والصحافة ووووووو فكيف للإخوان ان يحكموا والكل ضدهم منه ان مكان الاخوان هو المعارضة وليس الحكم

زائر منذ 7 سنوات

هذا الكلام قلته في عز أيام رابعة جملة بجملة و حرفا بحرف ، فانهالت علي عبارات التأنيب و العتاب .

سعيد لحمام منذ 7 سنوات

هذا السيد لا أفهم مواقفه .مواقف تثير العجب العجاب .لماذا لم تنصح حكومة اللا عدالة و اللاتنمية بعدم قيادة الحكومة !!!! ثم لماذا كل هذا الحقد على رئيس مسلم كان همه حكم بلده بما يرضي الله و ضحى و سجن من أجل ذلك.حزبكم بماذا ضحى .لولا الربيع العربي لما سمعنا أصواتكم أصوات النفاق و الكيل بمكيالين .تتلونون كالحرباء .إلا لعنة الله على المنافقين و من يدور في فلكهم.

محمد منذ 7 سنوات

الريسوني وابن كيران ويتيم ومن لف لفهم ضيعوا الأمانة وغدروا بالشعب وهاهم يهرولون لالغاء مجانية التعليم. مرجعيتهم جيوبهم وإرضاء المخزن الذي جاء بهم لتمرير قرارات ماكان لها أن تمرر بدونهم .

ely farid منذ 7 سنوات

انت انسان غير ديمقراطي ولا تعرف معنى ان يصوة الشعب على شخص ويتم الانقلاب عليه.

التالي