من المخابرات الى الديبلوماسية.. رحيل قيدوم الدبلوماسيين المغاربة

21 ديسمبر 2016 - 19:07

رحل اليوم قيدوم الديبلوماسية المغربية، واحد اشهر أعمدة المخابرات الخارجية، الذي رأى النور سنة 1939، وغادر الى دار البقاء اليوم، بعد مرض لم ينفع معه علاج.

السفير المغربي في موريتانيا، عبد الرحمان بنعمر، الذي بدأ موظفا صغيرا في وزارة الفلاحة، ثم انتقل الى وزارة الداخلية، حيث عين كخليفة ثم قائدا في سيدي بنور وانزكان وصفرو، قبل ان تلتقطه أجهزة المخابرات الخارجية، حيث عينه الجنرال احمد الدليمي، مديرا لمكتبه في ادارة الدفاع والمستندات.

ولأن الجنرال القوي انذاك كان مشغولا بحرب الصحراء، وبناء الجدار الأمني، فإن الراحل ابن عمر أصبح، هو الحاكم الفعلي في ادارة المخابرات الخارجية المعروفة اختصارا بـ » لادجيد »، حيث كان يرفع التقارير مباشرة الى القصر، ومن هناك كان يطل على الملفات الحساسة في الداخل والخارج ويربط علاقات متشعبة بأعمدة الحكم .

بعد رحيل الجنرال الدليمي، المفاجئ انتقل عبد الرحمان بنعمر الى سلك الديبلوماسية، التي كانت على الدوام على علاقة مع المخابرات الخارجية، فعين في موريتانيا التي كانت في الثمانينات تعرف أنشطة مكثفة لعناصر البوليساريو، فكان بنعمر أكثر من سفير، كان عين المملكة على نشاط الانفاصاليين وحليفتيهما الجزائر وليبيا.

وبعدها انتقل الراحل سفيرا الى سويسرا وهولاند ودائما بارتباط مع قضية الصحراء، وتدبير ملف المرشحين لأن يصيروا عائدين الى ارض الوطن تحت الشعار الشهير الذي وضعه الحسن الثاني « ان الوطن غفور رحيم » كان بنعمر في القناة الرئيسية لعودة هؤلاء إلى المغرب، والتقصي عنهم وعن ظروفهم .

بعدها سيرجع عميد السلك الديبلوماسي المغربي إلى نواكشوط مرة أخرى والتي قضى بها اكثر من 20 سنة وعاصر فيها جل الطبقة السياسية في موريتانيا التي كان يعرفها اكثر مما يعرف جيبه، لكن رغم كل هذا الارث الذي يجره بنعمر وراءه فان علاقته ساءت بالرئيس الحالي لموريتانيا محمد عبد العزيز، الذي كان لا يغيب عن صالونات السفير المغربي، من أيام كان قبطانا في الجيش الى ان صار رئيسا بانقلاب عسكري على رئيس منتخب.

وهذا ربما ما سبب عقدة للرئيس الحالي الذي طلب اكثر من مرة سحب السفير المغربي الدائم من نواكشوط لكن المغرب رفض هذا الطلب، وظل بنعمر في منصبه رغم المرض الى ان وافته المنية هذا الصباح في المستشفى العسكري في الرباط منهيا مشوارا حافلا في خدمة الدولة ونظام الحكم فيها.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

متتبع.الناظور منذ 7 سنوات

رحمه الله.ولكن بالنسبة لمهامه الديبلوماسية فموته رحمة من بقاءه.نرجوا ان يعوض بديبلماسي محنك حتى يعيد الدفء المفقود بين الجارين والأخوة. ويستطيع فك رمز الشفرة التي زرعت بين البلدين الشقيقين.

التالي