في عيد الحب.. باريس "للكبار فقط"

15 فبراير 2017 - 10:30

منذ أوقعت القرعة فريق باريس سان جيرمان في مواجهة برشلونة والحديث لا ينقطع عن تفوق واضح للفريق الكتالوني وعلى استحالة المهمة للباريسيين.

إجابة المدرب أوناي إيمري جاءت صاعقة، وكأنه يقول “الجواب ما ترى لا ما تسمع”.. فمنذ اللحظة الأولى في مباراة ملعب الأمراء لم يجد ليونيل ميسي ورفقاه أي فرصة لإبراز المنتظر، فالتفوق كان كاسحا ومخيفا لأبناء مدرب إشبيلة السابق.

خط وسط باريس أدى درسا كرويا حقيقيا في الضغط على حامل الكرة، التنظيم والترابط في مقابل وسط برشلونة مهترئ ومتخاذل وضعيف، يكفي النظر إلى الأهداف الثلاثة الأخيرة للباريسين وسهولة الاختراق لتدرك إلى أي درجة بات الوضع كارثيا.

إن نظرنا إلى الأمر من زاوية مختلفة لوجدنا أن الفوز لم يكن مفاجئا، فالبارشا لعب خلال الأشهر الماضية مباريات كارثية متعددة، خصوصا أمام الخصوم الذي اعتمدوا أسلوب الضغط العالي، الأمر الذي استوعبه إيمري ورجاله وطبقوه بأفضل شكل ممكن.

حين سُئل ناصر الخليفي المالك القطري للفريق الباريسي عن حظوظ التأهل أجاب بأن ال بي إس جي فريق صنع من أجل الفوز بدوري الأبطال.

حديثه الآن يبدو مقنعا لكن من سخر آنذاك، الفريق الذي يهيمن على برشلونة في جميع الاتجاهات، الفريق الذي لديه لاعبون بقيمة فيراتي ودي ماريا ودراكسلر وكافاني ورابيو، وماتويدي، وكيفين تراب، وماركينوس والبقية هو فريق يملك حظوظا للفوز على أي خصم.

الهيمنة على الدوري المحلي لم تعد مغرية بالنسبة لملاك النادي، والهدف لا يخفى على أحد، الفوز بدوري الأبطال مهما كلف الثمن.. أمر مازال بعيدا لكن الأداء اليوم يقول بأن كل شيء بات ممكنا.

باريس لم يفز وحسب، 16 تصويبة له مقابل 7 للكتالونيين، 10 تجاه مرمى تيرشتيغن مقابل تسديدة وحيدة.. تفوق في الثنائيات، والفرديات، يمينا ويسارا، برا وبحرا وجوا.. داخل الميدان وعلى الدكة، بدنيا وفكريا.. والأهم من ذلك التفوق الصارخ لإيمري على إنريكي.

في يوم الاحتفال بعيد الحب، الفريق الممتع لم يفز بالصدفة، ربما كانت النتيجة الثقيلة مفاجئة، لكن اللاعبين كانوا يعتقدون بأن حظوظهم لا تقل عن الخصم، هذا الباريس يبنى منذ سنوات، بداية من ليوناردو، أنشيلوتي ولوران بلان، وأخيرا إيمري المدرب المتمرس في الفوز بالدوري الأوروبي هو فريق كبير استحق الفوز.

المدرب إنريكي قال بعد الهزيمة إن المواجهة لم تنته بعد، وهو محق، لا زالت هناك 90 دقيقة أخرى من العذاب، فبما شاهدناه اليوم سيكون برشلونة معرضا لهزيمة أخرى مذلة في الإياب.. أما هذه النسخة من باريس فهي نسخة “للكبار فقط”.

المصدر : يوروسبورت

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي