الراضي يحكي في كتابه الجديد مسار ترهل حزب الاتحاد

21 فبراير 2017 - 19:25

في كتابه « المغرب الذي عشته » لعبد الواحد الراضي، القيادي التاريخي بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يحكي من بين ما يحكيه بين دفتي الإصدار الجديد كيف ترهل حزب الاتحاد الاشتراكي.

عبد الواحد الراضي حكى اللحظة التي جاء فيها بعض الاتحاديين في مؤتمر الحزب سنة 2008 واقترحوا الترشح إلى مسؤولية الكاتب الأول للاتحاد عبر لوائح، أي بإدخال عنصر حرب « التيارات » بين الإخوة في الاتحاد من أجل المنافسة على رئاسة الحزب.

وبعدما أكد الراضي في كتابة الذي يقع في 808 صفحات، أن هذا المنطق في الترشح لزعامة الحزب لم تكن موجودة، أقر الراضي أنه في هذه اللحظة تزايدت أطماع بعض الاتحاديين الذي بحثوا عن الاصطفاف وراء « المرشح » الذي يقود تيارا داخل الحزب، الذي « قد يمنحهم حظوظا أكبر للحصول على مواقع حزبية معينة ».

الراضي قال إن الفكرة التي طرحت حول إفراز تيارات داخل الحزب لحظة الترشح لرئاسته، « لم تُبْد لي منطقية »، يقول صاحب كتاب « المغرب الذي عشته »، حيث أن هذا المنطق كان يفرض على الراغبين في الترشح للكتابة الاولى للحزب أن يقدموا أرضية، ولائحة بأعضاء المكتب السياسي الذين يقترحهم للعمل إلى جانبه في حالك فوزه.

هذه الأفكار التي عرضت أمام اللجنة التحضيرية جعلت، يقول الراضي، « نتوجه إلى المؤتمر الوطني الثامن للحزب في ظروف بدت صعبة، وعلامات الأزمة تلوح في الأفق ».

ففي الوقت الذي تمت الدعوة الى هذا المؤتمر من أجل تجاوز الأزمة التي عصفت بالحزب عقب نتائج الانتخابات الهزيلة « وغير المتوقعة »، التي حصل عليها الاتحاد الاشتراكي في انتخابات 2007، محتلا الصف الخامس بعدما كان الاول في 1997 و2002، يقول الراضي، « تبدى لنا أن المؤتمر الذي ذهبنا إليه كي يضع حدا للازمة، سيعيش هو نفسه أزمة ».

وبعد خمسة أشهر من التصدع والجدال، أي والوقت الذي تمت ال عوة فيه لعقد المؤتمر في يونيو 2008، إلى نونبر من نفس السنة بين « تيارات » داخل الحزب توصلوا لحل لتجنب انهيار الحزب، كما يلمح لذلك الراضي، إذ تم التراجع عن فكرة الترشح لزعامة الحزب بناء على منطق التيارات، رغم أن هذه التيارات كانت قد أفرزت وأعلن عن زعامتها، وتم اللجوء الى الصيغة القديمة المتمثّلة في الترشح المفتوح.

ومضى الراضي قائلا أن فوزه برئاسة الحزب سنة 2008 كان بإلحاح من شباب وقيادات كثيرة من الحزب، الذين ناشدوه الترشح لهذا المنصب للمرحلة الحساسة التي يمر منها الاتحاد الاشتراكي والتصدع الذي يعرفه بعد هزيمته الانتخابية في انتخابات 2007.

وقال إنه لأول مرة ينافس داخل أسرته السياسية، في إشارة إلى ترشحه ضد كل من فتح الله ولعلو، وحبيب المالكي، وإدريس لشكر، فضلا عن عبد الواحد الراضي، ثم محمد الحبابي الذي قال إنه يمثل تيار محمد الكحص، بالاضافة الى ناصر حجي.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

اجهاض ثورة داخل حزب الاتحاد الاشتراكي منذ 8 سنوات

لقد تبين أن حزب الاتحاد الاشتراكي انحرف بوجود وجوه وعقليات تخلت عن مبادئ الاتحاد الاشتراكي وراحت تغرف من المخزنة ، هذه الوجوه أبانت عن مقاومة والتشبث بمكاسبها التي حققتها من خلال الحزب ، وهي نفس الوجوه التي ساهمت في ترهل الحزب ، وبالتالي الوضع الذي يعيشه الاتحاد الاشتراكي ناتج فعلا عن تلك التحولات التي وقعت داخل الحزب والتي أفرزت طبقة حزبية ارستقراطية ، بينما بعض الأجيال الصاعدة لم تجد مكانها داخل الحزب وهو الأمر الذي كان يدفعها في محاولة لمواجهة وضع غير طبيعي لا يليق بحزب يمثل القوات الشعبية ويتميز بجماهيريته ونضاليته السياسية والاجتماعية ... الغريب أن بعض الوجوه تظهر من الفينة والأخرى تأتي للقيام بعملية تجميل ، هي في العمق لا تكشف إلا على وجه قبيح لا يعرفه إلا الاتحاديون الذين عايشوا مرحلة من التفاعلات الداخلية للحزب وحيث كانت المواجهة للحفاظ على حزب الشعب وليس حزب الأعيان وارستقراطية حزبية متنفذة ... فما هي الحصيلة السياسية والنضالية التي قدمتها تلك الوجوه ، وأين هو الاتحاد الاشتراكي " للقوات الشعبية " يا حسرة في المشهد السياسي المغربي ... انظروا كيف حزب الاتحاد الاشتراكي الذي تحمل سنوات الجمر والرصاص ، ولم يكن لبعض الأحزاب أي وجود أو تاريخ نضالي جاء رئيس الحكومة المعين يضع الاتحاد الاشتراكي في مواطن الإذلال بموازناته السياسية واشراطه المتعالية ، فمن هم الذين انزلوا حزبا بكل رصيده إلى هذا الدرك من الإذلال حيث لم يعد يساوي شيئا ، وحيث حزب القوات الشعبية لا يجمع حوله إلا البعض من الأعيان التائهين الباحثين عن لافتة يختبئون خلفها ... انظروا مثلا اليوم كيف أن بعض الوجوه التي دخلت من النافذة جاءت لتُنظِـر للحزب وجاءت لتفتي كيف يجب أن يكون " سلوك الحزب " وكيف يجب أن يتفاعل مع الأحداث ... فماذا ينتظر من هذا الحزب ... ليس غريبا أن يأتي مستقبلا من يستعرض عضلاته على صفحات كتاب ليَضحَك على التاريخ ، أو ليُضحِك التاريخ عليه ...

ميدوم غير المعقول منذ 8 سنوات

السؤال الدي يطرح نفسه....ومادا بعد كل هاته الاشياء.؟...حزب مخرب ..يعيش على كلمة كنا كدا و كدا و كدا....ولكن الشعب يعلم ان مابقي في هاد الحزب الا هما وما اذراك هما....اي النخبة بدون قيم...البيع والشراء

بن عساس منذ 8 سنوات

كل ما كتبه الراضي هو محاولة تلميع صورته القاتمة. فهو من المسؤولين الذين حوّلوا الاتحاد من حزب للمناضلين إلى فلك يسبح في فضاء المخزن المترهل

رشيد الاسماعيلي منذ 8 سنوات

تدكر الأستاد الراضي كل شيء عن المغرب الدي عاشه ويعيشه الا شيءا واحدا لم ينتبه اليه هو ثمن الكتاب 250 درهما يا سلام فمن سيدفع هدا المبلغ من القراء المغلوبين على أمرهم .... لربما اقتناه أهل البرلمان لكن أغلبهم لا يقرأون واسالوا "الروبيو" أمام البرلمان ليقول لكم أنه باع نسخة واحدة ولربما سنضطر الى نسخه لنحصل علو نسخة بثمن زهيد فأستادنا الراضي ميسور الحال وفي غير حاجة الى مثل هده المداخيل .

التالي