في كتابه « المغرب الذي عشته » لعبد الواحد الراضي، القيادي التاريخي بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يحكي من بين ما يحكيه بين دفتي الإصدار الجديد كيف ترهل حزب الاتحاد الاشتراكي.
عبد الواحد الراضي حكى اللحظة التي جاء فيها بعض الاتحاديين في مؤتمر الحزب سنة 2008 واقترحوا الترشح إلى مسؤولية الكاتب الأول للاتحاد عبر لوائح، أي بإدخال عنصر حرب « التيارات » بين الإخوة في الاتحاد من أجل المنافسة على رئاسة الحزب.
وبعدما أكد الراضي في كتابة الذي يقع في 808 صفحات، أن هذا المنطق في الترشح لزعامة الحزب لم تكن موجودة، أقر الراضي أنه في هذه اللحظة تزايدت أطماع بعض الاتحاديين الذي بحثوا عن الاصطفاف وراء « المرشح » الذي يقود تيارا داخل الحزب، الذي « قد يمنحهم حظوظا أكبر للحصول على مواقع حزبية معينة ».
الراضي قال إن الفكرة التي طرحت حول إفراز تيارات داخل الحزب لحظة الترشح لرئاسته، « لم تُبْد لي منطقية »، يقول صاحب كتاب « المغرب الذي عشته »، حيث أن هذا المنطق كان يفرض على الراغبين في الترشح للكتابة الاولى للحزب أن يقدموا أرضية، ولائحة بأعضاء المكتب السياسي الذين يقترحهم للعمل إلى جانبه في حالك فوزه.
هذه الأفكار التي عرضت أمام اللجنة التحضيرية جعلت، يقول الراضي، « نتوجه إلى المؤتمر الوطني الثامن للحزب في ظروف بدت صعبة، وعلامات الأزمة تلوح في الأفق ».
ففي الوقت الذي تمت الدعوة الى هذا المؤتمر من أجل تجاوز الأزمة التي عصفت بالحزب عقب نتائج الانتخابات الهزيلة « وغير المتوقعة »، التي حصل عليها الاتحاد الاشتراكي في انتخابات 2007، محتلا الصف الخامس بعدما كان الاول في 1997 و2002، يقول الراضي، « تبدى لنا أن المؤتمر الذي ذهبنا إليه كي يضع حدا للازمة، سيعيش هو نفسه أزمة ».
وبعد خمسة أشهر من التصدع والجدال، أي والوقت الذي تمت ال عوة فيه لعقد المؤتمر في يونيو 2008، إلى نونبر من نفس السنة بين « تيارات » داخل الحزب توصلوا لحل لتجنب انهيار الحزب، كما يلمح لذلك الراضي، إذ تم التراجع عن فكرة الترشح لزعامة الحزب بناء على منطق التيارات، رغم أن هذه التيارات كانت قد أفرزت وأعلن عن زعامتها، وتم اللجوء الى الصيغة القديمة المتمثّلة في الترشح المفتوح.
ومضى الراضي قائلا أن فوزه برئاسة الحزب سنة 2008 كان بإلحاح من شباب وقيادات كثيرة من الحزب، الذين ناشدوه الترشح لهذا المنصب للمرحلة الحساسة التي يمر منها الاتحاد الاشتراكي والتصدع الذي يعرفه بعد هزيمته الانتخابية في انتخابات 2007.
وقال إنه لأول مرة ينافس داخل أسرته السياسية، في إشارة إلى ترشحه ضد كل من فتح الله ولعلو، وحبيب المالكي، وإدريس لشكر، فضلا عن عبد الواحد الراضي، ثم محمد الحبابي الذي قال إنه يمثل تيار محمد الكحص، بالاضافة الى ناصر حجي.