منذ انطلاقها زرعت الأمل. أخرجت الآلاف إلى الشوارع، يجمعهم حب الوطن، والانشغالات بمصير أبناء حاضره وأجيال مستقبله. كان لها الفضل في تحريك مياه السياسة الراكدة، ونسج ملحمة شعبية غير تقليدية.
أمل دستور يجيب عن سؤال فصل سلط. يمنح للمؤسسات نفحة ديمقراطية تُعجل بنقل المغرب إلى مصاف الدول الديمقراطية. بفضلها، خرج الملك يوم 9 مارس للتجاوب مع بعض مطالبها، التي ترجم جزء منها فقط يوم 1 يوليوز 2011، معلناً نهاية حقبة ما بعد دستور 1996 وما قبلها.
أمل سلطة قضائية مستقلة. تُترجم داخل ردهات المحاكم شعار « لا أحد فوق القانون ».
أمل تحرير الإعلام من سطوة الخطاب الواحد، الصورة الواحدة، التوجه المحتكر، والأصوات التي تُطرب لازمة « العام الزين ».
أمل كرامة حرية عدالة اجتماعية. أول جزء من الشعار يرافع لجعل المواطن كامل المواطنة. الثاني، يناضل لتحرير المغاربة من الخوف، ونصائح « سير جنب الحيط تربح ». أما الثالث، ترجمة حاجة أبناء الوطن لتقاسم خيراته.
أمل تحرير الشارع ليكون في الملك المغاربة. جعله فضاءً للاحتجاج والتعلم والصدح بما يكتم أنفاس المستضعفين. جعل الشارع مدرسة، بعيداً عن ما أصبح يتداول من قناعة تجاهه تلخصها عبارة « أولاد الشارع ».
أمل تجديد النخب. اخراج الشباب من أدوار حطب الممارسة السياسية. حفر أنفاق اقتحام الفئات الشابة لمراكز القرار، دون استغلال، دون توظيف، دون اشراك مزيف داخل المؤسسات والتنظيمات السياسية والمدنية، لغاية الترويج للخارج فقط، أن لنا شباباً فاعلاً دون أثر.
أمل القطع مع مخاصمة المغاربة للسياسة. ولعن العمل السياسي. ومحاولة الإشارة إلى داء وأصله، بعيداً عن شيطنة العمل الحزبي.
أمل المساواة بين المغاربة. عند أحضان الوطن، داخل المؤسسات، حين يلجون المستشفيات بحثاً عن أمل انقاذ الحياة، حين يتقدمون لاجتياز مباريات العمل، وحين يقفون أمام سلطة القضاء…
أمل الفصل بين السلطة والثروة.. هنا الشعار واضح.
أمل قول الكلمة، كتابتها، ترجمة الموقف إلى رسم، دون أن يكون جزاء كل هذا، إن لم يعجب من في السلطة وما يحوم حولها، السجن، معه الحصار، ثم قطع الأرزاق.
أمل مؤسسات بلا محسوبية. خدمات بلا رشوة. وظائف بلا وساطة.
أمل تعليم مجاني عمومي لمن يستحقونه. صحة للجميع دون شرط التوجه نحو مصاصي الدماء من الخواص لضمان الشفاء، أو الانتظار لسنوات قصد اجراء فحوصات فقط.
أمل وصول برلمانيين إلى القبة بمجلسيها دون حاجتهم لأداء « الغرامة » الموسمية، واسترجاعها على حساب من منحت لهم. برلمانيين، مهمتهم التشريع، والدفاع عن مصالح من يمثلونهم، قبل البحث عن تأمين معاشاتهم، واسترجاع أموالهم التي صرفوها خلال الحملة أضعافاً مضاعفة.
أمل محاكمة الفاسدين. وعدم سماع شعار « عفى الله عن ما سلف ».
أمل مساواة حقيقية بين الرجل والمرأة. دون كليشيهات. دون الحاجة لشعارات « الماركوتينغ » نحو الخارج، مقابلها يوميات البؤس والظلم والاستغلال اليومي لنساء الداخل.
أمل اعادة الاعتبار لكل مكونات وروافد هذا الشعب، ومعها مساواة هؤلاء أمام الفرص، المستقبل، التاريخ، والحاضر. أمازيغ، عرب، كذا « المفرنسين » منهم عنوة بحكم مخلفات سنوات الاستعمار.
أمل اشعاع عشق الثقافة بين جميع الفئات. جعل القراءة حرفة وهواية، واعطاء قيمة للكتاب.
أمل اخراج أبناء المغرب المهمش والمنسي كما يوصفون، من جحيم يوميات عنوانها الفقر والبؤس وانعدام شروط حياة تليق بالإنسان.
أمل العمال والفلاحين للعمل دون استغلال. دون مص دمائهم، وجعل عرقهم وسواعدهم وسائل وأدوات لحصد الثروات، مقابل منحهم الفتات. الحق في العيش الكريم والشغل اللائق.
أمل وطن يتسع للجميع. ينصف أبناءه دون تمييز. يمنح القاطنين فوق ترابه الحقوق بالتساوي. يعاقب الباحثين والراغبين والمقترفين لاستغلال البشر والحجر فضلاً عن البر والبحر.
تحقق بعض من كل هذه الآمال. وتركت 20 فبراير شروط استمرار من اختاروا أو سيختارون اكمال صورة تحقيق الـ20 أمل وزيادة.