أكد عبد الواحد الراضي، القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أنه كان يعاني كثيراً من التواصل مع القصر لإبلاغ المعطيات والملفات إلى الراحل الحسن الثاني، لما كان أميناً عاما للاتحاد العربي الإفريقي، بسبب التزامه باحترام المسالك البروتوكولية، المعتادة بالمرور عبر مستشار الملك آنذاك، أحمد رضا اكديرة، ما كان يتسبب في التأخر في إبلاغ الملك بالكثير من المعطيات ذات الصِّلة بالمهمة، التي كلّف بها في الاتحاد العربي الإفريقي، قبل أن يعين له الحسن الثاني شخصية كانت لصيقة به.
وقال الراضي، في سيرته الذاتية « المغرب الذي عشته »، إنه رغم تعيين شخصية قريبة من الراحل الحسن الثاني للتعامل معه، إلا أنه كان « عفيفا في تعامله مع الملك »، موضحا أنه لم يكن يتجرأ على الحديث، إلا إذا طلب منه الملك إبداء رأيه، أو كان الواجب يقتضي ذلك.
ولفت الراضي الانتباه إلى أنه كان دائما يوجد من « يملك جرأة التحدث أمام الملك في كل شيء، والتعليق حول كل شيء حد المبالغة أحيانا ».
وأفاد الراضي أنه رغم توقف قطار الاتحاد العربي الإفريقي عام 1987، وانتهاء مشواره في هذه المنظمة، أصر الحسن الثاني على دعوته عدة مرات إلى القصر الملكي إلى درجة قال له يوما مازحا: « إذا لم تأت، سأرسل في طلبك بالقوة ».
وأصبح الراضي، بعد ذلك، يتردد على القصر مرة كل أسبوعين، وأحيانا مرة كل شهر، فضلا عن مداومته على حضور كل الحفلات والمناسبات الرسمية التي يقيمها القصر.
الراضي يلجأ إلى الملك لحل مشاكل الحزب
علاقة الراضي بالقصر تطورت إلى درجة طلب الحسن الثاني التدخل لحل مشاكل تتعلق بالحزب، والتي كانت في البداية عن طريق إدريس البصري، قبل أن يشير الراضي إلى أنه بعد ذلك تدخل الحسن الثاني، وأوقف بعض المساعي، التي كانت تروم استهداف حزب الاتحاد الاشتراكي قضائيا، من خلال التعقيدات التي عرفتها مطبعة دار النشر المغربية، التي كانت في ملكية الحزب منذ عام 1963، بعدما عرض عليه الراضي المشاكل التي تعانيها.
وكان الاتحاديون يريدون تأمين شروط أداء الأقساط الشهرية، بعدما طلبوا ديونا من الأبناك لإنقاذ المطبعة، بعدما قال الراضي للملك إن الصعوبات المالية المطلعة ليس لها أي علاقة بالاختلاسات، وسوء التدبير.
الراضي في منتزهات الملك
تطورت علاقة الراضي مع القصر إلى حد أن الحسن الثاني دعاه يوماً إلى حملة الصيد في منتزه بعين عودة. وقال الراضي إن الحسن الثاني كان يرسل إليه نصيبه من الطيور، التي يتم اصطيادها، مؤكدا أن مشارك الراضي للملك الحسن الثاني في الصيد أصبحت منتظمة منذ أول دعوة دعاه فيها إلى عين عودة إلى أن توفاه الله في يوليوز 1999.