صرخة الحگرة من الكركرات

08 مارس 2017 - 17:00

وصلني يوم أمس فيديو من الكركرات لمواطن مغربي يصرخ بأعلى صوته ضد الاعتداء عليه من قبل مليشيات البوليساريو، التي أقامت حواجز على الطريق الرابط بين المغرب وموريتانيا، وأجبرته، تحت تهديد السلاح، على انتزاع كل ما يرمز إلى المغرب بصلة من شاحنته، مثل العلم ولوحات الترقيم وحتى ملصق ضريبة السيارات، الذي يوضع على الزجاج الأمامي للسيارات وعليه النجمة الخماسية واسم المملكة المغربية. ورغم أن السائق المسكين رضخ لتهديدات المليشيات العسكرية، التي ترفع علم الجمهورية الصحراوية وتحمل الكلاشنكوف في وجه المدنيين، وقام بتغطية ملصق الضريبة فوق زجاج شاحنته بـ«السكوتش» حتى يمر من هذا الحاجز العسكري غير الشرعي إلى موريتانيا، فإن قوات البوليساريو رفضت السماح له بالمرور إمعانا في إذلاله، فلم يجد المسكين من حيلة إلا أن يرفع كاميرا هاتفه المحمول، ويسجل صرخة الحگرة من الكركرات، ويبعثها إلى الإعلام والرأي العام المغربي، عساه يجد آذانا صاغية في الرباط في الحكومة والدبلوماسية الرسمية والقوات المسلحة الملكية، التي أوكل إليها الدستور حماية حدود البلاد، والدفاع عن حوزة الوطن وكرامته، وحق المواطنين في التنقل والسفر والتجارة.

إذا كان المغرب قد اختار سياسة ضبط النفس، والانسحاب من جانب واحد في الكركرات، حتى لا يعطي الجزائر وجبهة البوليساريو المبررات لخرق وقف إطلاق النار، وإفساد عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، فإن ذلك لا يعفي الدولة من مهامها تجاه حماية حقوق المواطنين المغاربة، ورموز سيادة الدولة، وحق التجار في التنقل بين المغرب وموريتانيا، دون المساس بأمنهم وكرامتهم ومصالحهم.

إن انتشار مثل هذه الفيديوهات وسط الرأي العام المغربي له تأثير على معنويات المواطنين وعلى إحساسهم بالأمان، فإذا كانت للدولة سياستها العليا ومخططاتها وحساباتها من وراء قرار الانسحاب من جانب واحد من الكركرات، حتى دون شرح ولا توضيح ولا حملة تواصل ولا تشاور مع قادة الأحزاب السياسية، فإن هذا لا يسقط حق المواطنين في طلب الحماية من حكومتهم، وضرورة تحرك الدبلوماسية المغربية، على أعلى مستوى، للضغط على الأمم المتحدة والقوى الكبرى لإجبار مليشيات البوليساريو على الانسحاب من المناطق العازلة، واحترام حقوق الإنسان، والحق في التنقل على الطريق الدولي الرابط بين المغرب وموريتانيا.

إن التساهل مع مليشيا البوليساريو، اليائسة من إمكانية إيجاد حل لنزاع طال عقودا، سيشجعها، لا محالة، على القيام باستفزازات أخرى، وتحرشات عسكرية في مناطق أخرى. إن جبهة غالي ما كان لها أن تتجرأ على دخول الكركرات، وإقامة حواجز وهمية هناك، ومنع المغاربة من التنقل، واستفزازهم بهذه الطريقة البذيئة، لو أن المغرب وقف بحزم في وجه الجبهة عندما اقتحمت المنطقة العازلة في تيفاريتي، وعقدت فوق رمالها مؤتمراتها، ونظمت عروضا عسكرية في منطقة حساسة، ولهذا، إذا لم يقف المغرب وقفة حزم تجاه أزمة الكركرات، فإن مليشيات البوليساريو ستقدم غدا على خطوات أكبر وأكثر استفزازا، ليس فقط لسلطة الدولة والجيش، بل لمشاعر المواطنين المغاربة، الذين لا يمكن أن يقبلوا الإهانة ورفع بنادق البوليساريو في وجه مدني يسوق حافلة على الحدود المغربية الموريتانية. لقد دفع الآلاف من المغاربة ضريبة الدم في الصحراء لكي يحفظوا كرامتهم قبل حقوقهم في الأرض، ودفع المغاربة قاطبة فاتورة كبيرة بمليارات الدولارات من قوتهم لاسترجاع الصحراء وتعميرها على مدى 43 سنة، ليأتي عنصر من مليشيا مدعومة من الجزائر ليهين مغربيا على الحدود، ويرفع في وجهه السلاح، ويطلب منه إزالة رموز الوطن من شاحنته. هذا سلوك لا تقوم به حتى قوات الاحتلال الإسرائيلي مع الفلسطينيين، فكيف يقوم به مسلح من جبهة البوليساريو مع مدني مغربي لا ذنب له في صراع إقليمي معقد بين الدول؟

الذي يريد أن يحمي السلم يستعد للحرب.. هكذا كان الرومان يقولون منذ القدم، والمغاربة لا يريدون الحرب، وقد جربها الجميع واقتنعوا بأنها ليست هي الحل لنزاع الصحراء، لأن المشكل فيه ثلاثة أطراف، أولها الجزائر التي لا تعرف ماذا تريد بالضبط من هذا النزاع، سوى شغل المملكة وتضييع فرص التعاون المغاربي، والانتقام من حدث عابر لم يمحَ من النفوس إلى الآن.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

maghrebi sahraoui منذ 8 سنوات

marid nafsi

محمد سالم منذ 8 سنوات

كنتم ومازلتم وستظلون عبيدا لا تملكون قراركم...جيناتكم تحمل في نواتها حب الرق العبودية، فضلتم خيانة الوطن وأصبحتم دمية في يد جنرالات قصر المرداية...ونأكد لك أخي الكريم أنك مانك إلا حرطاني والصحراوي الأصيل مايفرطر في وطنو ولا هوية المغربية ...وأغلبكم يا شباب المخيمات لازمكم ADN تحليل على خاطر باواتكم أصلهم من كوبا والصحراء مغربية أما الخونة والمرتزقة البوليخاريو فإلى مزبلة التاريخ إن شاء الله

هشام فتحي منذ 8 سنوات

لن تنالوا ولو حبة رمل من الصحراء المغربية لا أنثم ولا أسيادكم جنرلات الخرائز.

الصحراء مغربية قدمنا رجال وسنقدم المزيد ولن يطأها بولريزاي نجس منذ 8 سنوات

الصحراء مغربية بإذن الله، الموت في سبيل الوطن هو عادة لنا وكرامة من الله أيها المرتزق الجاهل الجبان

abdeljabar oujdi منذ 8 سنوات

هذا الاستفزاز العدواني والمتعمدمن ميلشيات مرتزقة البوليزارييو ومن ورائهم حاضنتهم دولةالقمع والمافيا الإرهابية(الجزائر) لن يؤدي الى اية نتيجة،وهم يعلمون جيدا كل ذلك،الصحراء في مغربها والمغرب دائمافي صحرائه،أحب من أحب وكره من كره،لن يفرط المغاربةفي حبةرمل واحدة من صحرائه،لقد ولى زمن الاستهار يا جزائر،انظري لحال شعبك المسكين المغلوب على أمره،وكفى يا جبهة التحريض والتخليض من المغالطات واللعب بالنار،مع احترامي للشعب الجزائري

عاشت الجمهورية الصحراوية على عين المغاربة منذ 8 سنوات

الصحراويون الذين أذاقوكم الويلات في الحرب وأسروا منكم الآلاف تقول عنهم يخافون انت الجبناء

عادل منذ 8 سنوات

خير وسيلة لدفاع الهجوم

Kamal منذ 8 سنوات

!!طلب الحماية من حكومتهم حكومتهم... وا زير معنا شوية أسي توفيق حكومتهم لم تحمهم في الداخل بل لا تستطيع حماية نفسها من وزير الداخلية نحن المغاربة ربونا على الذل و المهانة حتى نتجنب الازمات النفسية عند اهانتنا بالخارج فلا تهولوا الموضوع ثم اننا لن نلتفت الى استفزازات البوليساريو و لا الاسبان ولا الموريتان ما دام النظام مطمئنا على استمراريته و الشركات الملكية الجلي منها و المقنع تجذر استثماراتها في افريقيا فمن يكون هذا المرعي التافه الذي سنراجع مصالحنا من اجله فزير معنا أسي توفيق

عبدالسلام منذ 8 سنوات

والمصيبة اكبر أن هذا الذي يرفع السلاح في وجه المواطنين المغاربة قد يعود إلى أرض الوطن في أي وقت ويتسلم امتيازات كلنا يعرف قيمتها ما كان يحلم بها المواطنين المغاربة. هذه هي المصيبة زد على ذلك مقترح الحكم الذاتي الذي بموجبه سيحكمون أرضا مغربية. أحاول أن أفهم شيئا ولكن تعذر علي الأمر ...

hammad منذ 8 سنوات

le pays est sans gouvernement et meme le roi est en voyage depuis 1 mois. qui va prendre la défense du pays

مغربي من الكركارات منذ 8 سنوات

و يبقى الحال على ما هو عليه . كاتسناو الملك ادير ليكم كولشي. فيناهما دوك الجمعيات ديول المجتمع المدني و النقابات و الاحزاب د الكارطون اللي فارعين لينا روسنا بيهم.؟ مكاينة حتى مبادرة ولا وقفة احتجاجية ‘لا حتى غير بيان استنكاري.... والو... يالله بينو لينا بللي نتوما مغاربة ديال بتلصح و مستاعدين ضحيو.

M.KACEMI منذ 8 سنوات

ضرورة حماية الدولة لكرامة مواطنيها أمام أي اعتداء ساعة مغادرة التراب الوطني أمر لا خلاف عليه. لكن ما يجب أن نستحضره هو حسابات كل طرف. فالجزائر الواقة وراء كل الإستفزازات بالكركرات تسعى لعودة إطلاق النار بين المغرب والبوليساريو المدعومة منها، ودوافعها في ذلك معروفة، إجمالا. فعودة المغرب للمنتظم الإيفريقي تعرف الجزائر أن فيه كسبا سياسيا لرهان الصحراء لصالح المغرب. كما أن التمدد الإقتصادي في القارة سيقوي المغرب ويزيد في إضعاف وعزلة الجزائر. ولا يجب أن ننسى أن حكام الجزائر مستعدون للعب ورقة الحرب ضد المغرب كهروب إلى الأمام من انفجار داخلي أصبح وشيكا. وأما عقدة 1963 فلازالت تفعل فعلتها في شيوخ الجيش الجزائري الماضويين، كالهرم شنقريحة، المسئول عن المنطقة العسكرية الجنوبية للجزائر. وأما من جهة المغرب، فالعودة للحرب لا تخدم مصالحة على عل الإطلاق. فالمشاريع الكبرى المهيكلة للاقتصاد قد تتوقف. كما أن احترام التزامات المغرب مع مختلف دول إيفريقيا قد يصبح من باب المستحيلات. ضف إلى ذلك إمكانية توقف الإستثمارات الأجنبية التي أصبحت تفضل وجهة المغرب أكثر من أي وقت مضى

omar oujda al maghrib al habib منذ 8 سنوات

Tout à fait d'accord avec vous Mr Bouachrine!!mais est ce qu'il n y a pas nécessité a ce que le rois interrompe sa visite et fait un retour d'urgence à la patrie,cet acte sera sans doute un message fort envers le polisario ,l’Algérie et la communauté international.Est ce que il n y a pas nécessité aussi a ce que les responsables maintiennent une pression diplomatique sans relâche sur la communauté international ou mème convoquer à une réunion d'urgence du conseil de sécurité pour obliger le polisario à se retirer immédiatement de cette zone tempo et sans condition.Est ce qu il n y a pas nécessite aussi à ce que un avion F16 puisse juste faire un petit survole au dessus de cette zone pour dire que nous sommes la'. En plus de cette négligence et insouciance ,de la part de nos responsables,de la gravité du problème ,depuis Tifariti,je vois que ces mème responsables se contentent de l'admiration et des applaudissements de l'ONU, pour ''notre'' sang froid gardé,alors que que cette mème organisation ne cachait pas parfois sa complicité,mème par le silence gardé face aux violations perpétrés par le polisario ,ce qui a motivé ce dernier à faire plus. J’espère que face à ce silence et manque de communication de la part des autorités et des médias officiels ,que vous garderiez le pressing médiatique sur ce sujet.God bless morocco

الجيلالي منذ 8 سنوات

لعلك تقصد, استاد توفيق, بالحدث العابر حرب الرمال لسنة 63. اه لو يعرف المغاربة الحقد الذي يحمله الجزائريون للمغرب بسبب تلك الهزيمة. اما بخصوص الكركارات فالصواب ان يدع المغرب الامم المتحدة في مواجهة البوليساريو وان يوثق استفزازاتهم لتضاف للتقرير المقبل للأمين العام, بعدها يخيرهم بين الإنسحاب أو التدخل العسكري. لكن حبدا لو سلطتم الضوء أستاد توفيق على الدور الموريطاني في الأزمة بالإضافة إلى أطماعهم المعلنة على الكويرة.

مصطفى منذ 8 سنوات

خاطىء من يعتقد ان المشكلة تعني ثلاثة اطراف او اكثر , فالصراع قائم بين طرفين هما المغرب والجزائر: -مغرب , ملكا وشعبا , حرر جزءا من اراضيه الصحراوية من الاستعمار الاسباني , ويعمل على تنميتها وترقيتها , ومصمم على الدفاع عنها بكل الامكانيات والوسائل , والتصدي بكل ما اوتي من قوة لكل المناورات الجزائرية - جزائر عسكراتية ترى ان قوتها تمر عبر اضعاف المغرب , وافتعلت قضية الصحراء واسست بيدقا مرتزقا من الخونة , وتعتقد انها عن طريق البولزاريو الارهابي تعطل مسيرة المغرب , الا ان مآل البيادقة سيكون كمآل حركة التاميل واما تريث المغرب تجاه ما يجري بالكركرات ليس سوى مسألة وقت لن بدوم طويلا , وان كان لابد من الحرب , فلا يسمح المغرب للجزائر اختيار الزمان والمكان

ancien combattant de sahara منذ 8 سنوات

أنا مغربي حر شاركت في حرب الصحراء منذ ستة 1977 حتى ما بعد الاعلان عن وقف إطلاق النار . و خذت معارك لا تعد و لا تحصى و لم أحس بالذل الذي أحس به كمغربي الآن .لأنني اعرف قيمة البولزاريو الإرهابيين و الذباحين و أعرف جبنهم و خوفهم في المعركة .و لا أدري مذا تنتظر الدبلماسية المغربية عندما تهان كرامة الوطن بهذا الشكل و هي صامتة بلعت لسانها .و مواطنيها تنتهك حرماتهم على الحدود و جيش مسلح بالملايير ينتظر .فما فائدة هذا الجيش إن لم يعطي للدولة هيبتها أمام دول العالم .فالمرتزقة لا دولة و لا قيمة لهم يتجرؤون على أسيادهم ببندقية الكلاش .اي قيمة عند دولتنا عند الأفارقة و عند كل دول العالم إن كنى جبناء لهذه الدرجة ؟

المصطفى لمهيولي منذ 8 سنوات

حتى الآن لم تصل الأمور إلى الباب المسدود ، لازالت كل الأطراف تحترم وقف إطلاق النار، لأنها تعلم أن الحرب ستكون خسارة للجميع، وستعقد المشكل، أكثر بل ستؤدي بلا شك إلى إلغاء حتى مشروع الحكم الذاتي.نتمنى أن يعود قادة البوليساريو إلى صوابهم فالوطن يفتح ذراعيه للجميع، ومشروع الحكم الذاتي هو هدية على طابق من ذهب .

متتبعة منذ 8 سنوات

صدقت يجب حماية كرامة المواطن رغم أنه استفزاز وراءه ما وراءه لجر المغرب للحرب و تغطية على ما يدور في الجزائر لكن المواطن اولا و كرامته و امنه فوق كل الحسابات

التالي