ليلى وعبد الإله.. قصة مثيرة لمغربيين عقدا قرانهما بقمة "كاتدرائية" الأطلس

23 أبريل 2017 - 10:30

 قرر كل من الشاب عبد الاله ابن مدينة الدار البيضاء الارتباط بليلى التي تنحدر من مدينة اكادير ، بطريقة استثنائية  تخرج عما هو مألوف في المجتمع المغربي.

وأثناء توجههما ذات مرة  في رحلة الى قمة جبل إمسفران ضواحي بني ملال ، فاجآ أصدقاءهما وأغلبهم محبين للمغامرات والرحلات عبر الجبال ، بالصعود الى أعلى قمة الجبل ضواحي بني ملال مشهور باسم « الكاتدرائية La Cathedrale' » حيث قررا عقد القران ولبس الخاتم.

أصل « الحب » ثورة على العادات:

كان أول لقاء للشابين بمدينة أكادير، وبالضبط بمقربة من سوق الأحد في أحد أيام صيف غشت  2016 ، كان عبد الاله على موعد مع صديق اسمه اسماعيل ، هذا الأخير كان ينتظر ليلى لتمده بملف بحكم اشتغالها في المجال الجمعوي ، ولحظة حضورها بدأت أولى أشعة الحب تنتشر في الطرفين، ولكنه حب لم يكن هادئا وديعا ، بل استمد قوته من محادثات عبر تطبيق الفايسبوك مكنت الطرفين من الوقوف على قوة شخصية بعضيهما، واكتملت الصورة باعتماد ليلى على زوجها المستقبلي لارسال معونات لاحدى الجمعيات تكفل بها أحد المحسنين ، حيث حصل على رقم هاتفها وبدآ في نسج خيوط علاقة متينة، انتهت بالزواج

ليلى وعبد الاله في سطور:

ولدت ليلى قسمي سنة 1997 باكادير، تلقت تعلمها الإبتدائي و الاعدادي و الثانوي بحي بنسركاو اكادير، و حاليت اتابع دراستها بالسنة الثانية شعبة البيولوجيا بكلية العلوم التبعة لجامعة  ابن زهر .

عبد الاله البجيوي  من مواليد 1992 ، تابع دراسته بحي سيدي مومن بالدار البيضاء ، وتفوق في شعبة الفيزياء والكيمياء ، والتحق بالكلية حيث قضى سنتين ، ولم يستطع التأقلم مع الوضع ، وفضل الالتحاق بالتكوين المهني حيث تخصص في شعبة الوكلاء التجاريين ، واليوم يشتغل وكيلا تجاريا بأحد المحلات المتخصصة في بيع الدراجات  الصينية الصنع

18011080_1077753322330611_5704739924326141905_n

المغامرة توحدهما :

يعشق عبد الاله المغامرات والسفر، قطع المغرب شرقا ةوشمالا وجنوبا وغربا ، تنقل بين الصحاري والجبال والسهول ، يستعمل في بعض الأحيان دراجة نارية ، وفي أحيان أخرى يسير على الأقدام ، وقد يعتمد تقنية « الأوطوسوطب  » للتنقل .

وبين كل هذا يعشق الحرية والفضاء الواسع، ويعمل على الصعود إلى القمم التي قال عنها » تعلمني الشموخ والتفكير في عظمة الله  » لذلك صعد توبقال 5 مرات .

وغير بعيد عن هذا الهوس ، تحضر ليلى هي الأخرى الشابة التي تكره كل ماهو نمطي ، وتسير في تجاه كسر التقاليد والعادات التي تقول عنها » تأسرني وتجعلني مقيدة بعقليات أكثر جمودا ، أعمل على تحكيم عقلي ، وتجنب كل ما يضر جسدي أولا وسمعتي وشرفي ويغضب ربي « تنقلت بين سهول وجبال سوس في العمل الجمعوي ، انخرطت في كل الحركات التطوعية ، وهو ماجعل الاثنين يلتقيان

IMG_20170408_152926

رحلة « الخاتم »العجيبة:

وثق الاثنان  زواجهما في فبراير الماضي ، ولكنهما تركا  « الخاتم » للحظة أكثر إثارة ، واحتفلت عائلاتهما بالمناسبة بمدينة اكادير .

وبعد مرور شهرين على الحدث السعيد ، تحركت الدراجة النارية لعبد الاله من البيضاء زوال السبت 8 ابريل الماضي ، واستمتع الاثنان طيلة طريقهما بجمال الطريق الرابط بين البيضاء  وبني ملال ، وكانت أحلك اللحظات هي نفاذ وقود الدراجة ، حيث اضطرا قضاء ساعتين من الزمن ينتظران عودة الكهرباء بإحدى محطات الوقود المتواجدة في منطقة شبه فارغة.

وبعد التزود بهذه المادة ، تحركت الدراجة من جديد ، وتنقل الاثنان نحو واويزغت مرورا ب » تيلكيت » وصولا إلى  امسفران (حوالي 95 عن بني ملال) حيث يتواجد الجبل المنشود

ليلة شبابية وسط الغابة:

قضى الاثنان الليلة رفقة خمسين شابا منضوون تحت لواء جمعيات الاستغوار والمغامرة ، والتجأ كل إلى خيمته حتى بدأت أولى خيوط شمس الأحد 9 ابريل بالبزوغ ، التحقت المجموعة التي رغبت في تسلق الجبل المعروف باسم « الكاتدرال » لكونه يشبه كنيسة في شكله ، والتحق بهم حوالي 20 مغامرا ، وبدأوا بالتحرك بالسير على الأقدام وزادهم التمر والفواكه الجافة قنينات الماء ،لم يكن أحد يعلم بأن ليلى وعبد الاله سيتمان طقوس زواجهما بالقمة ، وبدأ المسير و استمر لساعات  » كانت ليلى أسرع مني ، ووصلت القمة قبلي  » يقول عبد الاله

IMG_20170410_090318

المفاجأة فوق « الكاتدرائية »:

لحظة وصول الجميع إلى القمة، توقفت الأنفاس لصعوبة الممر ، واختار عبد الاله مكانا يطل على جبال الأطلس الشامخة ، حيث تمتد الأعين لمئات الكيلومترات بدون حواجز ، كان من بين الحضور فتاة من المنطقة وبعض الأطفال الصغار رافقوا المجموعة في مغامرتهم ، وهناك وعلى علو جاوز 1850 متر اختار الشابان لبس خاتم الزواج ، وسط تصفيقات الحاضرين ، واكتفوا بتقديم مالديهم من حبات اللوز والحلوى للضيوف وخاصة من أبناء المنطقة ، وانطلقت الأنغام ورقص الجميع في مشهد بانورامي لايراه المغاربة إلا عبر شاشات التلفزة في الفلام الأجنبية.

الحلم « الممنوع » :

يقول عبد الاله  » كنا نرغب في اتمام الزواج بجبل توبقال وعلى بعد 4165 متر ، غير أن سوء الأحوال الجوية ، منعنا من ذلك ، لاأريد المغامرة بشريكة حياتي ، والاستهتار بها ، سألت أحد المتخصصين في تسلق الجبال ، قال لي بأن الثلوج بمنطقة توبقال بدأت بالذوبان ، وبالتالي فهي جد خطرة ، وتسبب التزحلق ، لذلك فكرت في بديل ولكن الشرط مازال قائما وهو الطبيعة والعلو  »

IMG_20170409_161539

نصيحة للشباب:

تقول ليلى في حديثها مع « اليوم 24 « : « نصيحتي للشباب ان يأخدوا فقط بما تنص عليه تعاليم ديننا فيما يخص الزواج..اما عن التقاليد و العادات فقد اخترعها الإنسان لثثقل كاهلهم و تنفرهم من الزواج،  فلا حاجة لها و لا يكثرتوا بها..الأهم هو أن يكون التفاهم الذي هو اساس للاستمرار،  الحياة الزوجية لا تختزل في تلك التقاليد بل عليهم ان يتحررو منها. » من جهته يقول عبد الاله  » اخد الامور على طبيعتها الاولية نصيحتي لكل شاب ، وأمنيتي اليوم أن أقيم حفل زواج تقليدي في الطبيعة  ،والعزوف نحن صنعناه ،وأصذقائي عندما اخدت الخطوة قالوا لي جميعا بأنني تسرعت ، وكان جوابي ليس هناك افضل من الله ، عليه توكلت ».

ليلى وتدوينة العمر : 

بعد الحادث السعيد ، كتبت ليلة تدوينة على حائطها بالفايسبوك تلخص كل شيء وستبقى للعمر « بعيدا عن تلك المظاهر و العادات و الغلو فيها..مثل هاته اللحظات تستحق منا كل ذلك العناء و التعب من أجل أن تقتسمها معنا قلوب بفرحة عارمة صادقة و أناس جمعنا بهم حب الطبيعة التي خصصنا لها هذه الذكرى، و الأروع أن يجتمع معنا من هم رمز للبساطة أهل المنطقة..اجعلوا ذكرياتكم مميزة بطابع شخصيتكم و شغفكم و إياكم أن تنساقو وراء التكرار و عادات تفرض عليكم. ..كل الحب ».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

mohamed منذ 8 سنوات

ماديريش عليه ;)

Mon Ssif منذ 8 سنوات

ألف مبروك إخوتي وفقكم الله لما فيه الخير دمتم سالمين ومحبين للطبيعة والترحال بهدف نشر السلام وقيم الحب Peace and Love

ضحى منذ 8 سنوات

عفوا أخي لم أفهم تعليقك . أين المشكل فيما فعلوه ؟ فقد تم عقد القران قبل أشهر و بحضور عائلاتهما أين البعد عن الدين في هذا ؟

محمد الفراعي منذ 8 سنوات

قصة رائعة، جديرة بالتقدير و الاحترام. كل تمنياتى الثنائي الشاب، الصائب في رؤيته رغم ثقل العادات التى جعلت من القران في هذا الزمن ، شيئا شبه مستحيلا و صعبا للغاية، بالنسبة لشريحة لا يستهان بها من شباب هذا الوطن. فألف مبروك على جرأة و نباهة الشابين الرائعين. اطلب من العلي القدير ان يوفقهما لما يحبه و يرضاه و ان يرزقهما بذرية حسنة ان شاء الله.

بلبل منذ 8 سنوات

الناس كيديرو الخطابة معا عائلتهم وهؤلاء يستفزون اهلهم اولا قبل ان يستفزنا المجتمع المسلم وهذا الصحافي اظنه له حساسية من الاسلام يقول كتدرائية اجاب هذه للهضرة نحن مسلمون وحب الله اقوى من اي حب ونفتخر بديننا وهويتنا وارصنا ندافع عليها من طنجة للكويرة ومن يبدل دينه وهويته فيها عاليه يبدل ارضه ووطنه اذن فهو ليس منا ولا من تقاليدنا نحن رجال ونموت رجال على ارضنا.

ليلى قسمي منذ 8 سنوات

كل الشكر لك اخ سعيد مكراز على تحرير هذه الكلمات الرائعة ارجعت بي الزمن للوراء و عشت مع كلماتك كل لحظة منذ اول لقاء. وفقك الله في مسيرتك

مغربي حر و افتخر منذ 8 سنوات

الله ايسهل عليكم

التالي