تأبين أممي بإفريقيا الوسطى وجنازة بالمغرب للجندي المغربي القتيل

13 مايو 2017 - 22:00

بعد أربعة أيام من اختطافه أثناء اشتباك مسلّح دموي بين عناصر من القوات المسلحة الملكية ومجموعة مسلّحة محلّية؛ تسلّمت منظمة الأمم المتحدة التي تتولى مسؤولية التجريدة العسكرية المغربية المنتشرة في إفريقيا الوسطى، جثمان الجندي المغربي الذي كان في عداد المفقودين. المنظمة الأممية أعلنت مساء أول أمس الخميس، تمكّنها من تسلّم جثمان الجندي المغربي الراحل، مؤكدة بذلك رسميا نبأ قتله، والذي كانت مصادر إعلامية قد أكدته في وقت سابق. القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، سارعت بدورها مساء الخميس إلى نعي الجندي المفقود، مؤكدة تسلّمها جثمانه واستعدادها لترحيله إلى المغرب، حيث ستُقام له جنازة عسكرية رسمية. المتحدّث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدية، ستيفان دوجاريك، أعلن مساء الخميس في ندوته الصحافية اليومية، مقتل الجندي المغربي، معبرا عن تعازي الأمم المتحدة لكل من المغرب وأسرة الجندي الراحل. فيما كانت دورية تابعة للأمم المتحدة يحرسها جنود مغاربة، قد تعرضت لهجوم مسلح يوم الاثنين الماضي، أسفر عن مقتل جندي كمبودي كان ضمن الدورية، وجرح عشرة آخرين، تسعة منهم مغاربة. المهاجمون اختطفوا ثلاثة جنود كمبوديين ورابع مغربي، قبل أن يعمدوا إلى قتلهم جميعا.

وفي الوقت الذي اكتفت فيه البيانات الرسمية، المغربية والأممية، بإعلان تسلّم جثمان الجندي المغربي، كانت مصادر محلية قد كشفت لإذاعة فرنسا الدولية يوم الأربعاء الماضي، مقتل الجندي المغربي، ودفنه على يد الجماعة المسلحة “أنتي بلاكا” التي دخلت في اشتباك مع الدورية الأممية التي كان يحرسها الجنود المغاربة. وفد الأعيان المحليين الذين تولوا عملية الاتصال والتفاوض مع المجموعة المسلحة، كانوا قد استعادوا جثث ثلاثة جنود كمبوديين اختطفوا إلى جانب نظيرهم المغربي، لكن المجموعة المسلحة رفضت تسليم جثة هذا الأخير واحتفظت بها في قبر دفنته فيه. وفي الوقت الذي نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر أممي رفيع قوله إن جثث الجنود الكمبوديين بدت وقد تعرّضت لعملية تشويه فضيعة جعلت التعرّف على هوية أصحابها صعبا، لم تشر هذه المصادر إلى أي معلومات حول الحالة التي وجدت عليها جثة الجندي المغربي.

بعثة الأمم المتحدة المكلفة بحفظ السلام في إفريقيا الوسطى، أعلنت تنظيمها حفل تأبين رسمي بالعاصمة بانغي، لكل من الجندي المغربي والجنود الكمبوديين الأربعة الذين قتلوا في هجوم الاثنين الماضي، قبل ترحيل الجثامين إلى البلدين قصد تنظيم جنازات رسمية ودفنها. بلاغ القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، قال إن “تسعة جنود يشتغلون ضمن تجريدة القوات المسلحة الملكية أصيبوا بجروح في هذا الهجوم، حالة أحدهم خطيرة”. الجنود المغاربة الجرحى يرقدون في مستشفى عسكري بالعاصمة بانغي، حيث تظهرهم صور التقطت لهم أثناء زيارتهم من طرف مسؤولين أمميين ومحليين، وهم يحملون ضمادات في الأيدي، دون أن تتضح طبيعة إصابة الجندي الموجود في حالة خطيرة.

المعطيات التي تسرّبت حول كواليس المفاوضات التي جرت بين أعيان محليين، يقودهم قسّ مسيحي بالنظر إلى انتماء المجموعة المسلحة إلى طائفة مسيحية؛ تفيد بكون المفاوضات التي جرت صباح الأربعاء الماضي آلت إلى الفشل بفعل رفض البعثة الأممية الخضوع لأي شرط من جانب المجموعة المسلحة، لتبادر هذه الأخيرة إلى إيقاف عملية نبش القبر ونقل جثمان الجندي المغربي. وتفيد بعض المصادر أن الجندي المغربي كان على قيد الحياة في اليوم الموالي لاختطافه، وأن عملية قتله رفقة الجنود الكمبوديين الآخرين، كانت نتيجة رفض البعثة الأممية أي حديث عن تبادل للأسرى، أي إطلاق سراح أشخاص منتمين إلى المجموعة المسلحة “أنتي بالاكا”، مقابل تحرير الجنود التابعين للبعثة الأممية.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *