لشكر يفرض الأمر الواقع ويبدأ مؤتمره دون مقاطعة الغاضبين

20 مايو 2017 - 01:10

 

يبدأ الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مؤتمره العاشر اليوم الجمعة في بوزنيقة، دون أن تكون الخلافات بين الكاتب الأول للحزب، إدريس لشكر، وبين عشرة من أعضاء مكتبه السياسي العشرة التي يقودها عبد الوهاب بلفقيه قد وصلت إلى حل.

لشكر رفض كل المبادرات التي تقدم بها أعضاء المكتب السياسي الذين يشكلون مجموعة العشرة، كما رد مبادرات الوساطات الأخرى التي قادها بشكل رئيسي عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول السابق للحزب. وبالرغم من ذلك، فإن غالبية أعضاء مجموعة العشرة التي وجدت نفسها أمام أمر واقع، قررت الحضور في أشغال هذا المؤتمر، وفقا لما ذكر قياديون لـ »أخبار اليوم ».

وباستثناء سفيان خيرات، فإن باقي الأعضاء سيحضرون بحسب تأكيدات كمال الديساوي، عضو المجموعة المذكورة. خيرات أعلن لرفاقه في اجتماع عقد يوم الأربعاء، بأن مقاطعته لأعمال المؤتمر مردها إلى « وازع أخلاقي يرتبط برفضه لشكل الترتيبات التي نفذها لشكر في التحضير للمؤتمر ». ويعقد الحزب مؤتمره هذا، في مرحلة حقق فيها أسوأ نتائجه في الانتخابات، بحيث لم يكسب سوى 20 مقعدا في اقتراع 7 أكتوبر الفائت، 6 منها عبر القائمة الوطنية.

وأسس الكاتب الأول للحزب رفضه لمقترحات مجموعة العشرة بأن « عليهم هم أن يقنعوا المؤتمرين عقب الجلسة الافتتاحية، بطلب تعليق أشغال المؤتمر »، لكن العشرة تمسكوا بأن يقوم هو بذلك بصفته كاتبا أول. « مطلبنا كان بشكل واضح هو عقد الجلسة الافتتاحية ثم أن تعلق أشغال المؤتمر لفترة بين ستة شهور أو عام واحد، على أن تبقى الأجهزة المسيرة للحزب كما هي في هذه الفترة المؤقتة »، كما قال سفيان خيرات.

وتعيب هذه المجموعة على لشكر إقحام أشخاص بطريقة مشكوك في قانونيتها ضمن قوائم المؤتمرين.

وقال الديساوي: « إن مناطق كبيرة يملك فيها الحزب خزانا حقيقيا من المناضلين الاتحاديين، سيمثلها أشخاص من خارج الحزب، وبعضهم من حزب التجمع الوطني للأحرار »، وعرض كمثال على ذلك، جهة كلميم التي يعتبر بلفقيه محركها الأساسي، مشيرا إلى أن « مؤتمري كلميم في غالبيتهم أشخاص لا نعرفهم، ولا يعرفهم حتى بلفقيه نفسه الذي أسس للحزب قاعدة كبيرة هناك ».

وبينما لم نتمكن من الحصول على جواب من لدن لشكر عن هذه المزاعم، فإن مصدرا قريبا منه ذكر أن « قوائم المؤتمرين ستعرض في المؤتمر، ومن يملك طعونا ضد أحد ما، عليه أن يقدمها إلى رئاسة المؤتمر في حينه ».

لكن هذه الانتقادات لم تدفع بشكل عام، أعضاء المجموعة إلى مقاطعة أعمال المؤتمر كما كان متوقعا.

وبحسب الديساوي، فإن « المجموعة لم تكن ترمي يوما إلى شق الحزب، وإنما كان هدفها تعزيز قدرته فحسب، وحتى ولو كان الكاتب الأول متعنتا إزاء مطالب المجموعة، فإننا لن نتعامل مع طريقته في التصرف بارتكاب خطأ آخر كمقاطعة المؤتمر ».

وإذا كان عضو من المجموعة قرر مقاطعة المؤتمر، فإن العشرة ليس لديهم مشكلة في ذلك، ويقول المتحدث نفسه، « المجموعة ليست تيارا كما قد يعتقد البعض، بل هي مجرد اتفاق consensus)) بين الأعضاء العشرة تضمن حدا أدنى من المواقف المشتركة، ولا تفرض أي قيود للتصرف أو في إبداء موقف ما »، موضحا أن بعض الأعضاء لديهم مواقف متشددة إزاء أعمال المؤتمر، ولذلك، فإنها تركت لكل واحد حرية التصرف، ومن شاء أن يقاطع، فإننا لن نعارضه في ذلك ».

غير أن ما سيفعله هؤلاء العشرة في المؤتمر ليس واضحا تماما، فـالديساوي يقول بأن أفراد المجموعة « سيعرضون على المؤتمرين إن أتيحت لهم الفرصة لفعل ذلك، بيانا ختاميا لوضعية الحزب، ورؤيتهم للخروج من المأزق الحالي ».

لكنه لم يذكر ما سيفعلون إن لم تعط لهم هذه الفرصة، رغم أنه يعتقد بأن لشكر لن يمنعهم من الكلمة.

ويتوقع أن يفقد الأعضاء العشرة مناصبهم داخل المكتب السياسي للحزب كنتيجة تلقائية للموقف المعبر من لدنهم، بيد أن قياديا مواليا للكاتب الأول ذكر أن « بعض أفراد العشرة سيحاولون استعادة موقعهم في الجهاز التنفيذي للحزب »، دون أن يشير إلى اسم محدد.

عبدالله العروجي، وهو أحد أعضاء المجموعة لم يوقع على آخر بيان للعشرة صدر أمس، وفُهم من ذلك أن العضو، ربما، قد تخلى عن دعمه لمطالب مجموعته، لكن الديساوي قال إن « الاجتماع الذي أسفر عنه ذلك البيان امتد إلى ساعة متأخرة من الليل، وفشلنا في الاتصال به على الهاتف في ذلك الوقت ».

الديساوي من جهته، قال إنه « كان من المقربين إلى لشكر، ولو كان يطمح إلى تجديد ولايته داخل المكتب السياسي لبقي بجانبه، وهذا هو حال سفيان خيرات أيضا »، مشددا على أن « توقيعه بجانب العشرة كان الهدف منه باستمرار، هو إعلانه لتحمله مسؤولية الفشل الكبير في تسيير الحزب »، و »ليس الضغط » لتجديد ولايته في المكتب السياسي.

 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي