شبح "حراك الريف" يحضر في "درس" التوفيق أمام الملك

28 مايو 2017 - 21:42

رغم أن أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، لم يتحدث بشكل مباشر على الحراك الذي تشهده عدد من المدن، فِي مقدمها مدن منطقة الريف، إلا أن شبح هذه الاحتجاجات بدت ظاهرة في درس التوفيق الرمضاني، الذي ألقاه في إطار الدرس الافتتاحي للدروس الحسنية الرمضانية لهذه السنة.

وشدد التوفيق على أن علماء وخطباء المساجد بالمغرب يشتغلون وفق القاعدة المقاصدية والمتمثلة في “تقديم درء المفاسد على جلب المصالح”.

وقال التوفيق إن “أفظع ما يمكن أن ينزل بالأمة وبدينها هو الفتنة، أي عدم الاستقرار”.

واعتبر المحاضر، أمام الملك، أن هذه الفتنة وعدم الاستقرار “يترتب عنها انعدام اليقين، سواء في مستوى العبادات أو المعاملات”.

وفي سياق آخر، هاجم التوفيق ما سماها “هيئات في قوالب عصرية تطمح إلى استغلال الالتباس في الفكر السياسي من جهة، وضعف التأطير التقليدي من جهة أخرى”.

وفِي سياق الكلام شدد التوفيق، الذي كان يتحدث في أول درس حسني رمضاني اليوم أمام الملك محمد السادس بالرباط، على أن هناك من يوظف مصطلحا أصيلا “يستعمل في هذا العصر في غير مضمونه، ألا وهو مفهوم السلفية الذي كان طيلة عصور تاريخ الإسلام ينطبق على جمهور المسلمين أي غالبيتهم، إلى أن ظهرت في العقود الأخيرة جماعة تعمل على احتجاز هذا المفهوم لتجعل السلفية عنوانا لفئة بعد أن كانت عنوانا لأمة”.

ونبه التوفيق ظهور “كتابات تتهم المجتمع الإسلامي الحاضر بالجاهلية وتبرر العنف، وظهور كتابات عن الحاكمية”، أو ما سماه “الشعار التعميمي الذي بدأ عند الخوارج، وإحداث الخلخلة في الهوية المذهبية لعدد من البلدان، وظهور فئات اجتماعية دنيا ومتوسطة تبحث لنفسها عن هوية معصرنة في المرجعية الدينية”.

وقال التوفيق مخاطبا الملك إن “العلماء من النساء والرجال يباشرون برامجهم في التوعية في قضايا أساسية يتطلبها العصر وأهمها توعية الأئمة بالثوابت في أفق حماية المساجد وإعطاء المناعة الكافية لضمير الأمة، والتوعية بأهمية سياق تنزيل الأحكام على حالات متفاوتة التعقيد، والتوعية بأن الأمر الجامع الوارد في القرآن يجد تفعليه اليوم في عمل المؤسسات التي فيها ضمانة أكبر للعدل والصواب في كل شيء”.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي