حذر نبيل الشيخي، رئيس فريق مستشاري حزب العدالة والتنمية في مجلس المستشارين من “إطلاق رصاصة الرحمة على ما أصبح يوصف بتميز تجربتنا السياسية في إطار الاستثناء المغربي”، ردا على الاعتقالات الأخيرة، التي شهدها إقليم الحسيمة.
وقال الشيخي إنه “فضلا عن عدم اتفاقنا مع المقاربة، المعتمدة في التعامل مع الاحتجاجات الاجتماعية في أكثر من نقطة، عبر ربوع الوطن، فإننا نستغرب، أيضا، من عدد من التجاوزات، والخروقات، التي رافقت حملة المداهمات، والاعتقالات، وفض المظاهرات، خلال الأيام الأخيرة، خصوصا في إقليم الحسيمة، تطرح في تقديرنا عدة تساؤلات مؤلمة”.
الشيخي طرح مجموعة من الأسئلة، المحرجة على الدولة في تدوينة مطولة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”. من قبيل “ما معنى أن يتم التعامل بمنطق رد الفعل، وصب الزيت على النار إزاء أخطاء، أو انزلاقات قد نتفق على حصولها أثناء الاحتجاجات؟، وما معنى أن تستغل قنوات القطب العمومي مشاهد شغب قديمة عقب مباراة لكرة القدم، من أجل التضليل الإعلامي، وخلق إيحاءات كاذبة لدى الرأي العام، وربطها بدواع، وأسباب الاعتقالات، والمتابعات الجارية؟
وأضاف الشيخي “مامعنى أن نتحدث عن علاقة المتهمين مع الخارج، ولا نذكر سوى تحويلات من الخارج، دون الحديث عن مصدرها، وطبيعتها الجرمية، ودون معطيات واضحة”؟، وما معنى أن يستغل المسجد بطريقة استفزازية إزاء وضع يعلم الجميع أنه يحمل كثيرا من مظاهر التوتر، والاحتقان؟، ومامعنى أن تتم الاعتقالات بطريقة عشوائية تمس بالحقوق الأساسية للمعتقلين، ولا تحترم الضمانات المكفولة لهم قانونا، وتظهر بعد ذلك آثار التعنيف والتعذيب على أجسادهم أثناء تقديمهم للمحاكمة؟
وسجل الشيخي أن “المعنى الذي تحمله ببساطة هذه الأحداث المتسارعة، هو أننا، ببلادة، بصدد الإجهاز على كل فرصة للحوار، والمصالحة، وبناء الثقة، وتجاوز هذا الوضع الصعب”، وتابع أن المعنى، الذي تحمله كذلك، هو أننا بصدد الإجهاز على آمال المواطنين في مغرب جديد أضحى جزءً من أحلامهم، بعد ثقتهم في المعاني الرفيعة لخطاب 9 مارس، والمضامين السامية للدستور الجديد”، وكذا إطلاق رصاصة الرحمة على ما أصبح يوصف بتميز تجربتنا السياسية في إطار الاستثناء المغربي”.
واعتبر الشيخي أنه “على الرغم كل هذه الأخطاء، والتجاوزات، لا تزال زاوية الانحراف، في تقديرنا، في بداياتها، ولا تزال إمكانيات الاستدراك، وتصحيح المسار قائمة، ويلزم استثمارها قبل فوات الأوان، بعيدا عن منطق رد الفعل، وعبر التخلص من أوهام، ومقاربات التحكم، الذي أضحى مستحيلا في ظل تنامي الوعي داخل المجتمع، ولدى الشباب خصوصا، في سياق الثورة الرقمية، وتصاعد الأدوار غير المسبوقة لوسائط، وفضاءات التواصل الاجتماعي”.
الشيخي حذر من محاصرة هذه الاحتجاجات، والحد من امتدادها دون معالجة الأسباب الحقيقية، التي استدعتها، وقال إن هذا الوضع سيكون أشبه بمن أفلح في إخماد جمر تحت الرماد، لكنه أغمض عينه بإصرار عن كونه لم يعمل سوى على تأجيل اشتعال، وتأجيج هذا الجمر، الكامن من جديد، وبشكل أقوى، كلما هبت ريح غير منتظرة في المستقبل”.