"الشباب الملكي".. اعتداء وتحريض على المتظاهرين باسم الملك - فيديو

03 يونيو 2017 - 20:20

أعادت الاعتداءات المتكررة على المسيرات التضامنية مع حراك الريف، قضية البلطجة في المغرب إلى الواجهة، مرة أخرى، وهو ما طرح السؤال حول الجهات، التي تقف وراء مثل هذه السلوكات المنافية للقانون.

https://www.youtube.com/watch?v=zkHX9ENN2QE

اعتداءات باسم الملك

فوجئ عدد من النشطاء المتضامنين مع حراك الريف، في ساحة التغيير في مدينة طنجة، مساء أمس الخميس، بعد صلاة التراويح، أثناء استعدادهم لتنظيم وقفة احتجاجية تضامنا مع « حراك الريف » بوجود عشرات البلطجية المدججين بالحجارة، والأسلحة البيضاء يمنعونهم من تنظيم وقفتهم، حيث طاردوهم، وهم يرددون « محمد السادس ملكنا واحد »، و »عاش الملك »، فضلا عن الكلمات النابية، واتهام النشطاء بالخيانة، وخدمة أجندة انفصالية.

هذا المشهد لم يقتصر على طنجة فقط، بل إن مدينة تطوان عرفت هي الأخرى، يوم الأربعاء الماضي، اعتداء أكثر مأساوية، حيث خلف إصابة عدد من النشطاء بجروح، كما شهدت مدن أخرى إنزالا قويا للبلطجية، الذين لم يترددوا في تهديد المتظاهرين.

https://www.youtube.com/watch?v=LFT6khLRsfg&feature=youtu.be

وأظهرت مجموعة من الفيديوهات في مواقع التواصل الاجتماعي مطالبة عدد من « البلطجية » لقوات الأمن بالانسحاب، والسماح لهم بالاعتداء على المتظاهرين، الذين وصفوهم بالخونة.

عبد المالك زعزاع، المحامي والحقوقي المغربي، يرى أن هذه السلوكات منافية للقانون، ويجب أن يتعرض أصحابها للعقوبة.

زعزاع، استبعد في تصريح لموقع « اليوم 24 » أن تكون لهذه المجموعات، التي تعتدي على المتظاهرين علاقة بأجهزة أمنية.

وقال « إن هؤلاء يسيئون إلى الأجهزة، وإلى الملك محمد السادس، الذي لم يترددوا في الهتاف باسمه أثناء اعتدائهم على مظاهرات سلمية بطريقة تنافي القانون ».

وأضاف زعزاع أن وزارة الداخلية انتبهت، أخيرا، إلى خطورة هؤلاء، وأصدرت بلاغا نفت فيه علاقتها بالدعوة إلى مظاهرة تمت الدعوة إليها، يوم 20 يوليوز من قبل مجهولين تحت شعار « حب الوطن وحب الملك ».

ودعا زعزاع إلى عدم التساهل مع هذه التصرفات، التي تشكل اعتداء على حق التظاهر، وسلامة الأشخاص.

« الشباب الملكي »

بالعودة إلى مواقع التواصل الاجتماعي يتضح أن عددا من الاعتداءات، والتحريض على المتظاهرين، يقف وراءها أشخاص يزعمون انتماءهم إلى إحدى الجمعيات، التي تطلق على نفسها اسم « جمعية حركة الشباب الملكي للمغاربة بالداخل والخارج »، التي يترأسها محمد دالي، المقيم في مدينة الدارالبيضاء.

وتشير المعطيات، التي حصل عليها موقع « اليوم 24 » أن محمد دالي، اشتغل عاملا في إيطاليا لسنوات، قبل أن يفتح مقهى للشيشة بـ »ديور النصراني »، كما سبق أن اعتقل عام 2013 بتهمة « النصب والاحتيال والتزوير ».

ولا يتردد محمد دالي في اتهام المشاركين في الوقفات الاحتجاجية التضامنية مع حراك الريف بـ »الخونة »، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي « فايسبوك »، كما حضر شخصيا رفقة  عدد من الشباب المنضوين تحت لواء جمعيته، مساء الأحد الماضي، وحاولوا نسف وقفة احتجاجية للتضامن مع الريف في ساحة ماريشال، قبل أن ينسحبوا بدعوى وجود تعليمات أمنية لهم.

وبرر دالي، في شريط فيديو نشره في موقع « يوتيوب » حضوره إلى الوقفة، ورفع شعارات ضد المتضامنين مع حراك الريف بتضامن جمعيته مع رجال الأمن، الذين تعرضوا للاعتداء في الحسيمة، بحسبه، وأشار إلى أن انسحابه جاء تلبية لنداء رئيس المنطقة الأمنية، وليس خوفا من أحد.

عبد الصمد أوسايح، المنسق السابق لحركة « الشباب الملكي »، أوضح في تصريح لموقع « اليوم 24 » أن الجمعية، التي يقودها دالي « لا علاقة لها بحركة الشباب الملكي، التي عرفت بخروجها أيام حراك 20 فبراير ».

وأشار إلى أنهم كانوا ينشطون داخل حركة، وليس جمعية معترف بها قانونا.

وتابع أوسايح أن الحركة غيرت اسمها من حركة « الشباب الملكي » إلى حركة « مغاربة الدستور »، منذ عام 2014، تجنبا لاستغلال اسم الملك من بعض الأطراف في الحركة لأهداف خاصة.

أوسايح، أوضح كذلك أن محمد دالي كان منسقا لحركة « الشباب الملكي » في إيطاليا، لكنها تبرأت منه بعد اعتقاله في ملف له علاقة بالنصب والاحتيال، وعدم انضباطه لمشروع الحركة.

واعتبر أوسايح أن هناك خلطا بين حركة « الشباب الملكي »، والجمعية، التي يقودها محمد دالي، التي لا يتردد أعضاؤها في التهجم على المتظاهرين السلميين.

وأضاف المتحدث نفسه أن « التهجم على متظاهرين سلميين يرفعون مطالب اجتماعية، وإقحام الملك في هذا الأمر غير مقبول، إذ كيف نواجه من يطالب ببناء مستشفى بعاش الملك؟، وهل هؤلاء المتظاهرون ضد الملك؟ ».

وزاد المنسق السابق لحركة « الشباب الملكي » أن « ما يقوم به هؤلاء يمثل إساءة بالغة إلى الملك ».

نصب واحتيال باسم الملك

لكي تكون عضوا في جمعية « الشباب الملكي » لا بد من كتابة تعهد للجمعية تعلن فيه أنك « لن تخون البلد، والملك رمز السيادة، وأن شعارك هو الله الوطن الملك ».

هذا التركيز على الملك محمد السادس، وتصنيف كل من يخرج للتظاهر من أجل مطالب سياسية، أو اجتماعية بأنه ضد الملك، جعل عددا من المواطنين البسطاء يلجؤون إلى هذه الجمعية من أجل التدخل لهم لدى عدد من المسؤولين لقضاء أغراضهم.

تعهد

وتشير المعطيات، التي استقاها موقع « اليوم 24 » من عدد من المصادر القريبة من الجمعية المذكورة أن عددا من المواطنين يقدمون مقابلا ماليا مقابل التدخل لهم في عدد من الملفات.

عبد الصمد أوسايح، أقر بوجود هذه الممارسات داخل حركة الشباب الملكي، التي استبدلت اسمها إلى « مغاربة الدستور »، وقال إن عددا من المواطنين كانوا قد اشتكوا له من تعرضهم للنصب، وأكدوا دفع مقابل مالي رغبة منهم في قضاء بعض أغراضهم، أو الحصول على « كريمات النقل ».

 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

القعقاع منذ 6 سنوات

وهذا ما حذّر منه السي عبد الاله بنكيران بقوله: فتح الباب على المجهول!!

القعقاع منذ 6 سنوات

هذه شهادة ميلاد الشبيحة المغربية!!

القعقاع منذ 6 سنوات

هذا هو التطرّف و الاٍرهاب الحقيقي!!

التالي