لليوم الخامس على التوالي، خرج الآلاف من شباب الحسيمة للاحتجاج من أجل إطلاق سراح المعتقلين، وتحقيق المطالب التي ظلوا ينادون بها منذ 7 شهور خلت.
وعرفت احتجاجات أمس منعطفا جديدا بالدعوة التي وجهها دعا عدد من النشطاء من أجل إضراب عام لمدة ثلاثة أيام.
ويبدو أن ما يجري في الريف بدأ يقلق العواصم الأجنبية، إذ وجهت الخارجية البريطانية تحذيرا إلى مواطنيها، طالبة منهم عدم الاقتراب من مناطق الاحتجاجات في مدن الناظور والحسيمة وطنجة. وتشكل الخطوة البريطانية رسالة سلبية إلى السلطات المغربية، خصوصا أن الصيف على الأبواب، وهو الفصل الذي يعرف ارتفاع نسبة السياح الأوربيين الذين يقبلون على المغرب، علما أن 600 ألف بريطاني يزورون المغرب سنويا.
الحكومة الإسبانية اعتبرت من جهتها أن المغرب يعيش « مشاكل داخلية » بسبب تطور تداعيات حراك الريف، داعية الحكومة إلى « الحوار مع المحتجين و »احترام القانون ودولة الحق والقانون ».
وقال إدفونصو كاسترو رد، الكاتب العام لوزارة الخارجية الإسبانية، ردا على سؤال لحزب بوديموس: » نحث دائما الجميع، طبعا الحكومة المغربية، على الحوار واحترام القانون والأشكال الخاصة لدولة الحق والقانون « .
ورغم سخونة ما يجري في الحسيمة في الأيام الأخيرة، لم يكن ملف الريف الحارق مستعجلا بالنسبة إلى رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني.
وفي سياق متصل، قال كلمته في افتتاح المجلس الحكومي، يوم أمس الخميس، فضل العثماني الحديث عما اعتبره «أهم» في جدول أعمال المجلس الحكومي، كالاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، ومرسوم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، في حين جاء تعليقه بشأن الاحتجاجات في آخر الترتيب.
وحتى عندما أتى على ذكر الأحداث، اكتفى العثماني بالقول إن «قضية الحسيمة حاضرة باستمرار عندنا، وكذلك مناطق أخرى في المغرب»، وحثّ وزراء حكومته «على تتبع المشاريع في الحسيمة بفعالية، والتفاعل مع مطالب المواطنين في كل مناطق المغرب، خصوصا في الحسيمة».
وتابع العثماني قائلا: «نحن نعقد اجتماعات متتالية لأن هذا يعتبر همّا حكوميا»، مشددا على «ضرورة حماية الممتلكات العامة والخاصة، وحماية الأمن العام، وتعزيز الأمن والاستقرار الذي يستفيد منه جميع المواطنين».