عيون صحافي مغربي ترصد أجواء الحياة في قطر بعد الحصار

09 يونيو 2017 - 21:00
قال محمد عيادي، الصحافي، والكاتب المغربي، المقيم في قطر « إن الحياة بدت عادية جدا في قطر، بعد سريان قرار قطع العلاقات معها من طرف السعودية، والإمارات، والبحرين، وأن ما نشرته بعض المواقع حول وجود حالة هلع ونقص في المواد الغذائية بعد قرار قطع العلاقات الديبلوماسية، فجر الاثنين الماضي، وإغلاق كل المنافذ مع الدوحة عار عن الصحة ».
وأضاف عيادي: « لقد ذهبت، مساء الاثنين، وصباح الثلاثاء الماضيين، إلى عدد من الأسواق الممتازة فلم أجد أي تغيير، كل شيء متوفر كباقي الأيام، وربما أكثر ».
وأبرز الصحافي ذاته « أن خبراء اقتصاديين، ومسوؤلين رسميين أكدوا أن لقطر احتياطاتها، وخيارات، وشراكات اقتصادية متعددة لن يحصل معها أي نقض، أو خصاص، ولا تنحصر وارداتها الغذائية من الجارتين الإمارات والسعودية، بل أكدت الأرقام أن استيراد قطر المواد الغذائية من الدولتين المذكورتين لا يتجاوز 10 أو 11 في المائة، بمعنى آخر أن الخاسر في الحملة على قطر، وحصارها هي الشركات، التي كانت تصدر لها من الدولتين المشار إليهما »، بحسبه.
ويرى عيادي أن قرار المقاطعة أثار في البداية صدمة لأنه لم يكن متوقعا، فقد عرفت العلاقات بين قطر ودول خليجية، خصوصا السعودية، والإمارات أزمات وصلت إلى حد سحب السفراء، غير أنها لم تصل لهذا المستوى من التصعيد، الذي مس النسيج الاجتماعي الخليجي. لكن الناس تجاوزوا هذا الشعور، واستمرت الحياة في كافة مناحيها بوتيرة عادية ».
أما على المستوى السياسي، فاعتبر عيادي أن قطر ستتجاوز هذه الأزمة، وأن المياه بين دول مجلس التعاون الخليجي ستعود إلى مجاريها، وهناك مؤشرات عديدة على ذلك منها: « الرفض الأوربي (خاصة ألمانيا، وفرنسا) والأمريكي لأي توتر أو أزمة في منقطة الخليج العربي، ودعوتهم إلى حل الخلافات بالحوار، وعرض وساطة لحل الأزمة، وكذا الدعم التركي الصريح لقطر، ومطالبة ووصف رجب طيب أردوغان قرارات مقاطعة الدولة، وحصارها بأنها غير صائبة، ودعوته إلى الحوار، وأكثر من ذلك أقر البرلمان التركي اتفاقية الدفاع العسكري المشترك مع قطر ».
ورفضت دول خليجية الانخراط في الحملة؛ كما هو الشأن بالنسبة إلى عمان، والكويت، التي يبذل أميرها جهودا للم الشمل، والحيلولة دون تصدع مجلس التعاون الخليجي، وكذلك مواقف دول عربية وازنة كالمغرب باختياره الحياد، ودعوة الجزائر، وتونس إلى الحوار.
من جهة أخرى، سجل الصحافي المغربي رفضا من الشعوب الخليجية لمقاطعة قطر، وهو ما عكسته، بحسبه، بوضوح، وسائل التواصل الاجتماعي، التي أظهرت حالة من الغضب على قطع الرحم، والتفريق بين أسر، وعوائل، وصلت إلى حد منع الإمارات رضيع من مرافقة والدته القطرية ».
وكد الصحافي نفسه أن هذا الغضب يعود إلى كون المبررات، التي بنيت عليها قرارات المقاطعة والحصار للدوحة غير مقنعة، ولو كانت كذلك لما منع الناس من التعبير عن رأيهم ومواقفهم، ورفع العقوبات بشكل خيالي على مجرد التعبير عن التعاطف مع قطر ».
وعلى عكس ما قامت به الدول الثلاث في حق القطريين، أوضح عيادي أن الدوحة لم تعامل مواطني الدول، التي قاطعتها، وحاصرتها بالمعاملة نفسها، التي وصلت إلى حد الترحيل القسري لمواطنين قطريين قبل المهلة المعطاة لهم، كما صرحت بذلك اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر ».
وزاد الصحافي أن دعوة السعودية الدوحة إلى وقف دعم حماس كشف جوهر دوافع المقاطعة، الأمر الذي كون رأيا عاما في وسائل التواصل الاجتماعي في عموم العالم العربي، والإسلامي رافضا لحصار قطر، ومتضامن معها، بحسبه.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي