فوضى وعراك بالبرلمان الإيطالي بسبب قانون يمنح الجنسية  لآلاف المغاربة 

17 يونيو 2017 - 09:40

تسبب عرض قانون يحمل اسم « ius soli » للمناقشة  أمام مجلس الشيوخ الإيطالي  في اليومين الماضيين، في جدل كبير داخل الغرفة البرلمانية الإيطالية، ووصل الأمر إلى الاشتباك بالأيدي وإصابة « فاليريا فيديلي »، وزيرة التعليم في الحكومة الإيطالية بجروح خفيفة تطلب تدخل المسعفين لتطبيبها.

فبعد إعلان بييترو غراسو عن افتتاح أول جلسة داخل مجلس الشيوخ « Senato » أول أمس الخميس، سارع مجموعة من نواب حزب « لاليغا » العنصري إلى رفع أوراق مكتوب عليها أنهم ضد ما سموه « إهداء الجنسية للأجانب »، ووصل الاحتجاج إلى التدافع والاحتكاك الجسدي، كما تسبب في طرد برلماني من الغرفة قبل التراجع عن ذلك حتى لا تُرفع الجلسة، كما تنص على ذلك القوانين الداخلية.

وشهد مدخل مجلس الشيوخ أيضاً تظاهرة لقوى يميينية رافضة للقانون، رفع فيها المتظاهرون صوراً لإرهابيين مجَنَّسين ، بينهم  المغربي عبد الحميد  أباعوض، من الذين قتلوا مئات الأشخاص في بروكسيل وباريس وغيرها وذلك « للثأثير في الإيطاليين »  و »لتحذيرهم من عواقب القانون ».

وسبق لمرسوم القانون هذا أن حضي بتصويث بالأغلبية بمجلس النواب منذ شهر شتنبر من سنة 2015، وأُقبر القانون داخل رفوف مجلس الشيوخ منذ ذاك الحين في محاولة لربح الوقت وعرقلة مناقشته وتمريره ما أمكن.

وينص القانون الجديد على منح الجنسية الإيطالية لكل المزدادين بإيطاليا من والدين أجنبين  شريطة توفر أحدهما على رخصة الإقامة الدائمة بإيطاليا، كذلك الشأن بالنسبة لكل من حلّ بإيطاليا قبل سن 12 سنة شريط استكماله طوراً دراسياً وتخطيه بنجاح.

وخلف مشروع القانون انقساماً وسط الأحزاب السياسية الإيطالية ووسط المجتمع المدني الإيطالي نفسه، ففي الوقت الذي يحضى فيه المشروع بدعم كبير من قبل الأحزاب اليسارية وفي مقدمته « الحزب الديمقراطي » الذي يترأس الحكومة، رفضته بشدة الأحزاب اليمينية كحزب « إلى الأمام إيطاليا » بزعامة رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني.

نفس الموقف عبر عنه حزب حركة النجوم الخمس بزعامة الكوميدي المعروف بيبي غريللو، الذي أعلن أنه سيمتنع عن التصويت وهذا معناه رفض القانون وإن بشكل غير مباشر.

وسيمكّن القانون الجديد حوالي مليون فرد من أبناء المهاجرين  الذين يعتبرون « إيطاليون في الواقع وغير إيطاليين في وثائق التعريف » من الحصول على الجنسية الإيطالية .وسيشمل هذا القانون آلاف الأطفال والطلبة والطالبات  المغاربة، وقدرت إحصائيات معهد « إستات » الرسمي عدد الأطفال المغاربة الذين يلجون المدراس الإيطالية كل يوم  بأزيد من مائة ألف طفل.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي