هل ينفجر حزب العدالة والتنمية؟

15 يوليو 2017 - 00:02

تبدأ غدا السبت أشغال الدورة الاستثنائية لبرلمان حزب العدالة والتنمية، بغرض إعداد المؤتمر المقبل المقرر قبل نهاية سنة 2017، وسط انقسام حاد وعمودي يعيشه الحزب لأول مرة في تاريخه السياسي، تبلور كرد فعل على المنهجية التي دبّر بها سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني، المشاركة في الحكومة بعد تعيينه رئيسا لها، وأفضى إلى توجهين متنافسين:

التوجه الأول، يقوده الوزراء، خاصة العثماني، مصطفى الرميد، محمد يتيم، لحسن الداودي، عبد القادر اعمارة، عزيز رباح، ممن يعتبرون أن الحزب يمر بمرحلة دقيقة، لكنها ليست بالخطورة التي يتحدث عنها بعض أعضائه ممن يعيشون «وضع الصدمة» جرّاء إعفاء بنكيران من رئاسة الحكومة بقرار ملكي، كما ذهب إلى ذلك العثماني ومحمد يتيم صراحة في أكثر من تصريح صحافي.

أما التوجه الثاني الملتف حول عبد الإله بنكيران، فيعتبر أن الحزب تعرّض لـ«زلزال سياسي كبير»، بدأ بمحاولات «الانقلاب» على نتائج الانتخابات التشريعية في 7 أكتوبر 2016، مرورا بقرار الإعفاء الملكي لبنكيران من رئاسة الحكومة، وانتهاء بتخلي العثماني والقيادات التي شاركته في التفاوض حول تشكيل الحكومة، عن المواقف التي أعلنتها الأمانة العامة للحزب، خاصة تلك التي وردت في بيان 16 مارس 2017.

قد يعتبر البعض أن هذا خلاف طبيعي في تقييم مرحلة سياسية، لكنه خلاف غير مسبوق بين القيادات الرئيسة للحزب، كان إعفاء بنكيران من رئاسة الحكومية سببا رئيسا له، قبل أن يتعمق بشكل غير متوقع نتيجة التقدير السياسي الذي اعتمده العثماني في التفاوض حول تشكيل حكومته، وصار الحزب منقسما بين التوجهين، تجلت مؤشراته في تعليق اجتماعات الأمانة العامة حوالي ثلاثة أشهر، ورفض الدعوات إلى انعقاد المجلس الوطني لشرح ما حدث بالضبط، ما جعل من «الفايسبوك» فضاء للتراشق بين قواعد الحزب وقياداته، وصولا إلى عجز الأمانة العامة أخيرا عن تنظيم «خلوة» للمكاشفة، بعدما قررتها، ما يعني وجود حواجز نفسية عميقة بين قيادات الحزب، وهو ما يبرر، بالتالي، طرح السؤال الذي يتداول في جنبات كثيرة: هل يصل حزب العدالة والتنمية إلى حد الانفجار؟

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

نوفل بابانو منذ 6 سنوات

كل الأحزاب السياسية في المغرب قد تجاوزها التاريخ.

التالي