سنة 2001.. هكذا قاطعت فرنسا "دانون" احتجاجا على تسريح عمال

30 مايو 2018 - 20:20

بعدما أعلنت شركة « سنطرال دانون » في المغرب تخليها على المئات من العمال لتطويق الآثار الاقتصادية لحملة مقاطعة منتجاتها، أعادت الواقعة سيناريو قصة تخلي الفرع الفرنسي لذات الشركة في فرنسا، على 1700 عامل سنة 2001، واجهه الفرنسيون بحملة مقاطعة قوية، دعا لها العمال، ودعما المواطنون، ولم اعتبرتها الحكومة آداة جيدة للتعبير الشعبي عن التضامن.

تعود فصول القصة إلى سنة 2001، حيث أعلنت شركة « دانون » في 29 مارس، عن إقفال معملين تابعين للشركة بمنطقتي إيفري وكالي، وتسريح 570 عامل بشكل فوري، في أفق تسريح 1700 عامل في إطار برنامجها القاضي بإعادة هيكلة وحداتها، وهو الخبر الذي هز الرأي العام الفرنسي، وكان رد الرأي العام عليه قويا، باعتصام لعمال الشركة، عرف تجاوبا كبيرا من السياسيين والنقابيين، ولقي صداه داخل المجتمع بحملة « مقاطعة »، أوجعت الشركة منذ الأيام الأولى لاندلاعها.

حملة المقاطعة التي دعا لها الفرنسيون لمواجهة قرار شركة « دانون »، لقي صدى لدى الرأي العام الفرنسي، حيث أوضح استطلاع للرأي أجرته وسائل إعلام فرنسية بعد أيام قليلة من اندلاع الأزمة، أن 70 في المائة من الفرنسيين المستجوبين قالوا إنهم مستعدون لعدم شراء أي من منتجات « دانون » تضامنا، كما سحبت خمس مدن فرنسية على الفور منتوجات « دانون » من الوجبات المدرسية والمطاعم البلدية.

حملة « المقاطعة » في صيغتها الفرنسية، قبل سبعة عشر سنة، عرفت تجاوبا رسميا كذلك، خرج رد ليونيل جوسبان، رئيس الوزراء الفرنسي آنذاء، في تصريحات صحافية، قائلا إنه يعتبر قرار الشركة بتسريح هذا العدد الكبير من العمال غير مبرر في عمقه، خصوصا أن الشركة تحقق أرباحا كبيرة، وردا على الدعوات للمقاطعة، امتنع رئيس الوزراء الفرنسي عن الإدلاء بأي رأي من منصبه الحكومي في هذا الموضوع، معتبرا أنه لا يمكنه أن يدعو للمقاطعة أو يهاجمها، وإنما اختصاص النقابات النظر في هذه القضية، فيما تعهد ببدل مجهودات لوقف قضية تسريح العمال.

رد الفعل الحكومي الفرنسي في تلك الأزمة، لم يتوقف فقط عن رئيس الوزراء، بل امتد لوزير البيئة في ذات الحكومة دومينيك فوينيت، حيث اعتبر أن مقاطعة « دانون » طريقة جيدة من المواطنين للتعبير عن  تضامنهم مع عمال شركة تستفيد بشكل كبير، وسرحت العمال بشكل غير مبرر.

صورة الشركة فرنسية المنشأ تضررت كذلك بسبب الخطوة التي أقدمت عليها، وأثرت على صورتها في بلدها الأصل، حيث اعترفت في أولى الأيام التي تلت مقاطعتها في فرنسا، أنها سجلت انخفاضا بنسبة 10 في المائة من مبيعاتها من المنتجات الطرية، فيما أقر أصحاب الأسواق الممتازة في فرنسا بانخفاض الإقبال على منتوجات « دانون ».

يشار إلى أن حملة مقاطعة ثلاث منتجات استهلاكية في المغربي من ينها منتوجات شركة « سنطرال دانون » انطلقت منذ 20 من شهر أبريل الماضي، قالت الشركة اليوم الأربعاء بشكل رسمي، أنها ستضطر لتوقيف عقود العمل للمئات من عمالها الذين ولجوا الشركة بعقود محدودة المدة.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

le citoyen منذ 5 سنوات

سجل يا rachid jorche و يا تاريخ أن أربعين مليون مغربي فقير و بدون دخل و أنت تتكلم عن بضع مئات من الأشخاص قادرين على العمل لدى الشركات المنافسة اللتي لديها الآن خصاص في اليد العاملة و المواد الأولية. إتق الله

عبد الله منذ 5 سنوات

اما نحن نقاطع من اجل تسريح العمال

rachid jorche منذ 5 سنوات

سجل يا تاريخ. المغاربة يطلقون رصاصة الحقد و الشماتة على بني جلدتهم سجل يا تاريخ المغاربة يدقون مسامير نعوش إخوانهم ربما هم جيران اصدقاء او عائلات سجل يا تاريخ لقد تم استغلال المغاربة لترويج اكذوبة اسمها سنطرال عدوة، سنطرل سبب غلاء المعيشة ،سنطرال غير مواطنة سجل يا تاريخ ادار الشعب ظهره لعدد ليس بالهين من ابناء الشعب الذي كان همه الوحيد السهر كل يوم على مدى 24 ساعة لايصال منتوجات صحية لا غبار عليها قولا واحدا. سجل يا تاريخ نعمة الله ترمى في الازبال و يشهد الله انها من احسن المنتوجات المعروضة سجل ياتاريخ اختار المغاربة المقاطعة لسبب او لغير سبب و هم مستمرون في حياتهم اليومية مطمئنين بينما اخوانهم يترقبون حزينون و لا يفهمون لم هم مقصودون. هي سابقة في العالم باسره تكلم عنا العالم و اشاد بالمقاطعة و غدا سيقولون ماذنب هؤلاء ماذنب هؤلاء. هل تحسنت اوضاعكم؟

التالي