بعد 3 أيام قضاها داخل المستشفى متأثرا بجروح خلفتها شظايا الرصاص الذي واجهت به البحرية الملكية قاربا سريعا للهجرة السرية الثلاثاء الماضي بسواحل المضيق، غادر (معاد. أ)، أحد المصابين الثلاثة في الحادث، المستشفى في حالة اعتقال قبل عرضه على أنظار وكيل الملك بمحكمة الاستئناف بتطوان.
وغادر معاد المستشفى في حالة اعتقال، مباشرة نحو سرية الدرك الملكي بتطوان، حيث خضع لفترة الحراسة النظرية، رفقة حوالي 14 شخصا لهم علاقة بنفس الملف. ويرجح أن يكون معاد هو الوحيد الذي تم عرضه، أمس الجمعة، على أنظار وكيل الملك بمحكمة الاستئناف بتطوان، حسب المعطيات التي حصلت عليها « أخبار اليوم »، بينما تم الإفراج عن باقي الأشخاص الذين كانوا على متن القارب. وكان معاد واحدا من بين حوالي 20 مرشحا للهجرة السرية، على متن قارب مطاطي سريع، تعرض لإطلاق نار من طرف البحرية الملكية، بعدما رفض قائده، وهو إسباني ذو سوابق قضائية عديدة، الامتثال لأوامر الوحدة القتالية التابعة للبحرية الملكية.
وحسب المعطيات التي كشف عنها مقربون من المعني بالأمر، فإنه دفع مبلغ 30 ألف درهم مقابل الوصول إلى الضفة الأخرى، فيما كانت المبالغ التي دفعها الآخرون متباينة، وكان هناك حتى الذين لم يدفعوا أي شيء.
معاد، الذي يقطن بمدينة شفشاون، والبالغ من العمر 34 سنة، كان يعيش في إسبانيا، وتم ترحيله إلى المغرب بين سنتي 2011 و2012 بسبب مشاكل قانونية واجهته هناك، ليعود لمدينته ويعمل بشكل متقطع في مجال السياحة، قبل أن يقرر العودة مجددا إلى أوروبا، عبر قوارب الموت.
يأتي ذلك في الوقت الذي ما يزال فيه المصابان الآخران يتلقيان العلاج بالمستشفى، وسط تكتم شديد عن حالتهما الصحية، ووسط مراقبة أمنية مشددة، ويتعلق الأمر بـ(حمزة. ب)، البالغ من العمر 25 سنة والمنحدر من مدينة تطوان، إذ خضع لعمليتين جراحيتين على مستوى اليد والصدر. أما المصاب الثالث، وهو (عبد الحبيب. ص) البالغ من العمر 26 سنة، فلا يزال يخضع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، إذ تمت إحالته على قسم الإنعاش، بعدما أخضع للفحوصات الضرورية، وتبقى إصابته الأكثر خطورة.