أنهت غرفة الجنايات الابتدائية في استئنافية طنجة، أمس الأربعاء، فصول قضية « عصابة بني كرفط » المختصة في سرقة، وابتزاز النساء، ووزعت على المتهمين 45 سنة سجنا نافذا، بعد متابعتهما بتهم تكوين عصابة إجرامية، والاختطاف والاحتجاز باستعمال ناقلة ذات محرك، ومحاولة الاغتصاب، والسرقات الموصوفة، وادعاء لقب متعلق بمهنة، نظمها القانون دون التوفر على الشروط المتطلبة لحملها.
وامتلأت الغرفة رقم 3 في محكمة الاستئناف بالضحايا، اللائي وصل عددهن إلى أزيد من 20 مشتكية، تعرضن للسرقة في مناطق مختلفة من مدينة طنجة، بعد قيام المتهمين باستدراجهن في البداية بغرض التعارف من أجل الزواج، ليتم بعد ذلك إيهامهن على أنهما عنصران نافذان في المخابرات المغربية، ويحققان في قضية وفاة خليجي، قبل أن يوجها أصابع الاتهام بقتله إلى ضحاياه، ويقومان بسرقة ما بحوزتهن، بحجة « حفظ المحجوزات رهن إشارة البحث، الذي يجريانه ».
ونفى المتهم الأول « ع.غ »، البالغ من العمر 45 سنة، المزداد في جماعة بني كرفط، أن تكون له علاقة بهذه القضية، معتبرا أن كل التهم ملفقة، ولا أساس لها من الصحة.
فيما اعترف المتهم الثاني « ب.غ »، البالغ من العمر 21 سنة، بالتهم المنسوبة إليه، وبرر أفعاله بحجة أن شريكه استغله في عمليات السرقة، بعدما تسبب له في الادمان على مادة الهيروين.
عروض زواج تنتهي بـ »كريساج«
كشف عدد من الضحايا للمحكمة أن المتهمين كانا يرتديان بذلة سوداء أنيقة، ويركبان على متن سيارة رياضية.
وفي البداية يطلبان رقم هاتف الضحية على أساس التعارف، ومواعدتها بهدف الزواج، قبل أن يقدما نفسيهما على أنهما عنصرين من المخابرات المغربية مستقران في مدينة الرباط، وحضرا إلى طنجة في إطار البحث عن قاتل.
وقالت إحدى الضحايا: « أوقف المتهمين سيارتهما أمام مركز التكوين المهني « بلاص موزار »، وعرضا علي إيصالي إلى وجهتي، لمعرفة بيت أسرتي، بعدما عرض علي أحدهما الزواج بي، وبعد حديث دام لـ5 دقائق وافقت على طلبهما، لأفاجأ بعد ذلك باتهامي في قضية قتل خليجي طعنا بالسكين، وإخفاء جثته ».
وأضافت الضحية « بقيت محتجزة لأزيد من 5 ساعات، سلبوني فيها أمتعتي، وحاولا اغتصابي، قبل أن يطلقا سراحي حوالي الساعة 12 ليلا، بمنطقة خلاء بطريق الرباط ».
وكشفت إحدى الضحايا الأخريات أن المتهمين قدما نفسيهما على أنهما طبيبين، وطلبا منها وصديقتها رقمي هاتفيهما في سوق « كاسابراطا »، وبعد مواعدتهما 3 مرات، عرضا عليهما تناول وجبة العشاء، في منطقة « اجزناية »، ليقوما بتكرار نفس الأسطوانة، التي ينصبان بها على الضحايا، حيث تم نقل الفتاتين إلى إحدى الغابات، وتهديدهما بسيف كبير، وأخذ بطاقتهما البنكية وسحب مبالغ مالية منها قبل إطلاق سراحهما حوالي الواحدة ليلا في طريق الرباط.
« كريساج » باللغة الفرنسية
قالت إحدى الضحايا إنها كانت واقفة بالقرب من منزلها، الموجود في منطقة الإدريسية، قبل أن تباغتها سيارة على متنها شخصان، نزلا منها وقاما بتهديدها بواسطة سيفان، وتحدث أحدهما معها باللغة الفرنسية، قبل أن يقوما باختطافها، واحتجازها داخل السيارة لأزيد من 4 ساعات، وأخذ هاتفها المحمول، وبطاقتها البنكية، ومبلغ مالي، كان في حوزتها، وإطلاق سراحها في منطقة المغوغة في ساعات متأخرة من الليل.
وأضافت الضحية، أنها سيدة متزوجة، وأم لأطفال، أصيبت بحالة من الهلع، ودخلت في هيستيريا حادة بعد إطلاق سراحها، في منطقة خلاء في ساعات متأخرة من الليل.