مراد زروق: «فوكس» سيعقد وضع الهجرة -حوار

06 فبراير 2020 - 00:00

هل يمكن القول إن السحر انقلب على الساحر (فوكس) في المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية في ظل التصدع الذي يعيشه حزب «فوكس» الإسباني، بعد إقالة أحد نائبيه في برلمان مليلية، وبعد استقالة نائبين تابعين له في برلمان سبتة، على خلفية تسريب رسائل واتساب عنصرية موجهة ضد المغاربة والمسلمين، منسوبة إلى قيادة الحزب في الثغر المحتل؟ 

أولا يجب أن نقر بأن رسائل الواتساب لم تأت بما يدعو إلى الاستغراب. مضمون الرسائل منسجم تماما مع الخلفية الإيديولوجية لحزب فوكس. الجديد هو استقالة بعض السياسيين اليمينيين ممن حاول أن يركب موجة فوكس دون أن يتلطخ بما ينضح به إناء فوكس، وهذا أمر مستحيل. رغم كل ما جرى، يجب أن نشير إلى أن الظروف السياسية والاقتصادية التي مكنت فوكس من تعزيز مكانه في البرلمان الإسباني لا زالت قائمة، وخطابه الشعبوي المباشر يجذب إليه الناس باستمرار. من جهة أخرى، هناك زحف لأحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، والتي ستنتعش أكثر مع الأزمة المؤسساتية التي يعيشها الاتحاد الأوروبي. إذا لم تتغير هذه الظروف فالقادم أسوأ.

أي وقع سيكون لهذه الرسائل على مغاربة سبتة، وهل يمكن أن تهدد التعايش بين المسلمين وغيرهم في الثغر المحتل؟ 

مما لا شك فيه أن هذه الرسائل لعب بالنار وهي ضربة مباشرة للتعايش. عندما نقرأ أشياء من قبيل “شن حرب عالمية ثالثة على المسلمين” أو “فلسطنة المدينة” يتبين لنا أن هناك دعوة صريحة للفتنة والفوضى. يجب على كل الأطراف أن تتحمل مسؤوليتها بما في ذلك أولئك الناخبون الذين منحوا أصواتهم لفوكس في لحظة غضب ويأس من السياسة دون أن تكون عندهم ميولات فاشية مسبقة.

كيف تبرر صمت الحكومة الإسبانية تجاه هذه الرسائل العدوانية؟ وأي تبرير للصمت المغربي؟ 

صمت المغرب وحكومة مدريد هو ربما محاولة لتجنب تفاقم الأوضاع، لكن هذا لا يعني أنه ليس هناك أي مشكل. وجود حزب مثل فوكس والأحزاب الأوروبية المشابهة لا يدخل في باب التعددية السياسية واحترام مختلف التوجهات. إذا وصلت مثل هذه الأحزاب إلى السلطة بشكل جماعي، ستدفع الأقليات المسلمة في الدول الأوروبية الثمن وسنشهد تغييرا جذريا في سياسة الجوار الأوروبي..

كيف تنظر إلى مستقبل حزب فوكس في علاقته مع المغرب؟

مستقبل حزب فوكس في إسبانيا مرتبط بمدى نجاح الائتلاف الحاكم في مهمته. بالنسبة للعلاقات مع المغرب، الحزب في آخر المطاف يميني متطرف، وقد سبق للتيار المتطرف داخل الحزب الشعبي أن حكم تحت قيادة خوصي ماريا من سنة 1996 حتى سنة 2004، وقد كانت الولاية الثانية لأثنار من أسوأ مراحل العلاقات المغربية الإسبانية.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *