نقطة نظام.. «تقهرنا»

25 فبراير 2020 - 00:00

الشعار الذي رفعته الجبهة الاجتماعية في مسيرتها، يوم أمس الأحد بالدار البيضاء، («تقهرنا»)، هو الذي أصبحت تتزاحم الطبقات الوسطى مع الفقراء، على رفعه، سواء في ما يتعلق بالتعبير عن غلاء الأسعار، أو أمام ارتفاع كلفة المدارس الخصوصية، التي باتت اختيارا لا مفر منه لكثير من الأسر التي تسعى إلى ضمان حد أدنى من الجودة والجدية في تدريس أبنائها، بعد تدمير التعليم العمومي، أو أمام المستشفيات العمومية التي أصبح الوضع المتردي لأغلبها يجبر أغلب المواطنين على البحث عن العلاج في المصحات الخاصة عالية الكلفة، أو أمام تزايد البطالة وقلة فرص الشغل، أو مع مشكل السكن وتزايد جشع «مافيا العقار»…

لقد أصبح الوضع الاجتماعي في المغرب مقلقا، ويهدد «السلم الاجتماعي»، كما أن التضييق على العمل النقابي الجاد، بشكل غير مسبوق، يفتح باب الاحتجاج على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية على المجهول. وإذا كانت الاعتقالات الواسعة، والتهم الثقيلة الموجهة إلى المحتجين على الأوضاع الاجتماعية، مثلما حدث في الريف وجرادة وغيرهما من المناطق، قد أخمدت الاحتجاجات في تلك المناطق، فإن ذلك لا يمكن أن يكون حلا دائما. وكما يقول المثل الصيني: «رُبَّ شرارة ألهبت سهلا».

لذلك، فإن الحل الأمثل والمستدام لهذه الأوضاع لن يتأتى إلا بحدوث انفراج حقوقي واسع، وإطلاق حوار اجتماعي شامل، وإعادة الاعتبار والجدية إلى العملية السياسية وفق قواعد الديمقراطية.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *