لجائحة كورونا طرق غريبة في تغيير مصائر الناس. إدريس لشكر كان يسعى، في بدايتها، إلى حكومة وحدة وطنية يحافظ بها على الاستمرار الحكومي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وها هو الآن يعمل جاهدا كي يحتفظ بالكاد بحزبه في يده.
في كلتا الحالتين، كانت «كورونا» سببا ونتيجة. لشكر الذي دعا إلى إقالة الحكومة المنتخبة، بدعوى أن وجودها يعيق مجهودات مواجهة الجائحة، لم يكن، في الواقع، سوى مروج لأفكار آخرين بهذا الخصوص، ولسوف يظهر أن التجمع الوطني للأحرار يسوق هذه الفكرة بشكل أكثر ثباتا. حدث ذلك أيضا في موضوع قانون 22.20، عندما أتى وزيره في العدل بمشروع قانون يسعى إلى قمع حرية التعبير في الشبكات الاجتماعية. لقد تبين أن لمشروعه أصولا خارج الاتحاد الاشتراكي نفسه.
لا يريد لشكر أن تنسينا الأحداث الجارية في حزبه مطلب حكومة وحدة وطنية، لكنه سيكون محظوظا، على كل حال، إن نجح في إنقاذ نفسه من المقصلة الجاري تحضيرها داخل حزبه.
لشكر الذي حول حزبا يساريا إلى ملحقة لحزب إداري، وجعل من الروابط العائلية، كما النفعية، مبادئ جديدة للترقي والحصول على المناصب السياسية، لم يعد لديه ما يخسره على الصعيد الشخصي. وصرخة مثل تلك التي أطلقها حسن نجمي مفيدة في توضيح حجم الأذى الذي أصاب حزبا تهاوى حتى بات كاتبه الأول يرفض عقد اجتماع مكتبه السياسي أزيد من شهرين. لكن، يا للسخرية، فقد قال لشكر إن مكتبه السياسي «في انعقاد دائم»، وهي الصيغة الاحتفالية لاجتماعات المجالس العسكرية عندما تكون بصدد تنفيذ أمر دبر بليل.