حقق مسلسل “زهر الباتول” نسب مشاهدة محترمة شهر رمضان الحالي، وقد كشفت أرقام قياس نسبة المشاهدة لحلقاته الأربع، اهتماما من الجمهور بأحداثه الدرامية التاريخية، التي أشرف على إخراجها هشام الجباري بمشاركة ممثلين بارزين، منهم سلمي رشيد وربيع القاطي، وسعيد آيت باجا، وآخرون.
وكتب سيناريو “زهر الباتول”، مريم الدريسي، وتدور أحداث القصة حول بطلة السلسة الباتول، التي جسدت دورها الفنانة سلمى رشيد، والتي وافقت على الزواج من ناصر، رجل قليل الكلام، ومتحفظ، يشغل منصب قائد في مدينة تافيلالت فقط لحماية والدها، لكنها ستقع في حبه عندما اكتشفت صفاته المتميزة.
“اليوم 24” حاور كاتبة السيناريو، مريم الدريسي، في محاولة لتقريب الجمهور من كواليس “زهر الباتول”، ودور كاتب السيناريو في مختلف الأعمال.
بداية مريم، وبخصوص فكرة المسلسل وتصورها.. هل عرضت عليك أم أنت من أبدعها؟
أنا أحب الروايات، و”الحجيات” وفكرة “زهر الباتول” مستوحاة من القصة الشهيرة “الجميلة والوحش”، هدفي كان هو كتابة قصة يعرفها الجميع، لكن بنكهة مغربية.
أضفت لمسة مغربية ببطلة تمثل المرأة هي الباتول، ثم عرضت الفكرة على المخرج هشام الجباري، وأنا مؤمنة أنه سيمنح سلسلة ّزهر الباتول حقها”، وهو ما كان فعلا.
هل واجهتم صعوبات في تجسيد قصة السيناريو، انطلاقا من كونه عملا تاريخيا؟
العمل فانتازيا تاريخية، وليست قصة تاريخية بحثة، إذ إنه من وحي الخيال من حقبة زمنية قديمة، ومن دون الإشارة إلى أية معلومة، أو واقعة تاريخية.
كانت هنالك صعوبة في الكتابة، خصوصا في كيفية سرد القصة، وصياغتها بطريقة ذكية في حلقات محدودة، في عدد 4 فقط، مع شد انتباه المتابع، وجعله ينتظر أسبوعا كاملا لمشاهدة الحلقة الموالية.
كيف كان العمل مع المخرج هشام الجباري؟
هشام الجباري محب للحكاية الجميلة، والذكية، والعمل معه ممتع، لكنه متعب في الآن ذاته، كونه لا يفوت أبسط الأمور، وهو من المخرجين القلائل جدا، الذين لديهم سخاء في الإبداع.
الجباري مستعد لأي سؤال أو نقاش، ولا يبخل باقتراح أفكار تغني السيناريو وتطوره.
هل يساهم كاتب السيناريو عادة في اختيار الممثلين؟
ليس دائما، ولكن بالنسبة إلي، وبحكم خبرتي السابقة في ميدان الإنتاج، أقوم بالإدارة الفنية كذلك، حيث أقترح أسماء أراها مناسبة للشخصيات في السيناريو، عند الاشتغال مع مخرجين أتفاهم فنيا معهم.
في نظرك.. كيف كان أداء سلمى رشيد، خصوصا أنها قادمة من ميدان آخر هو الغناء؟
بخصوص سلمى، ليس مهما أنها مغنية، المهم هو موهوبتها وقدرتها الكبيرة على تقمص الأدوار، و البارز لدى سلمى هو اجتهادها، واشتغالها كثيرا على أدائها.. أنا فخورة بها وبالاشتغال معها.
زهر الباتول حقق إقبالا ونجاحا.. ما السر؟
“زهر الباتول”، حكاية كتبت من القلب، واشتغل فيها فريق العمل بكل مجهوده، سواء التقنيين، أو المخرج، أو الممثلين، أوجه إليهم تحية كبيرة، وهذا هو سر وصول العمل لقلوب الجمهور.
والجمهور له فضل كبير كذلك في نجاح أي عمل، خصوصا عندما يجده عملا صادقا.
بعيدا عن “زهر الباتول” قربينا أكثر من الأعمال التي اشتغلت فيها.
الحمد لله، كتبت العديد من الحكايات، التي نالت اعجبات الجمهور، منها أعمال “العقبة ليك”، و” آمل حياتي”، “كلنا جيرانا”، و”قصر الباشا”، و”دابا تزيان”.
من بين الأعمال التي اشتغلت فيها مسلسل “دابا تزيان” والذي عرض على قناة فضائية عربية هي “ام بي سي” .. هل يتم استحضار المشاهد العربي عند كتابة السيناريو في مثل هذه الحالات؟
دبا تزيان، منذ البداية هو عمل مغربي محظ، ولم يطلب منا نهائيا استحضار المشاهد العربي في السيناريو، لكن، نحن في ورشة الكتابة أدركنا جيدا أنه أول عمل مغربي سيعرض على قناة عربية، ومنصة إلكترونية بجانب أعمال عربية أخرى، وكان الهدف انطلاقا من هذا، تقديم عمل فني يشرف الدراما المغربية و يقدم للمشاهد العربي منتوج دراميا يضاهي الأعمال العربية المميزة.
هل يمكن أن تقربينا أكثر من الفرق بين كتابة السيناريو وباقي أنواع الكتابة؟.
الخصوصية، التي تمتاز بيها كتابة السيناريو أنها ترتكز أساسا على الصور، وأقصد هنا أنه يتم التفكير في الأحداث على شكل لقطات.
هل هناك أعمال أخرى تشتغلين عليها، ومبرمج صدورها مستقبلا؟
هناك أعمال تم تأجيل تصويرها بسبب الجائحة، وإن شاء الله سنشرع في التحضير لها، بعد زوال الوباء، إلى جانب مشروع آخر طور المناقشة، ويتعلق الأمر بعمل فانتازي من تقديم نجوم مغاربة وعرب، يعتمد على العامية المغربية، أو ما يمكن أن نسميه دارجة بيضاء.
ما رأيك في الانتقدات التي طالت الأعمال الرمضانية؟
أنا مع حرية التعبير، والنقد، خصوصا إذا كان للناقد مصداقية، لكن مع ضرورة إتاحة الفرصة للرد. على العموم أنا ضد تعيين الناس لأنفسهم وصيين على اختيارات المشاهد.
أما أولئك، الذين يجعلون من الانتقدات وسيلة لتحقيق نسب المشاهدة على اليوتوب، وجني المكاسب، فأقول هنا “الله يربحهم إلا قدرنا نعاونهم فهاد فترة الحجر باش يعيشوا، علاش لا نكونو درنا حسنة”.