نقطة نظام.. "خفة اليد"

22 مايو 2020 - 23:59

لم نكن نتوقع، ونحن نكتب تعليقا قصيرا في هذا الركن بداية هذا الأسبوع، بعد جلسة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني أمام غرفتي البرلمان، لنعبّر عن رأينا في شكل ومضمون الخروج الذي طال انتظاره لإعلان قرار ما بعد نهاية فترة الطوارئ الصحية الثانية؛ أن حزب العدالة والتنمية سيضيق به الأمر إلى درجة تخصيص ردّ عبر موقعه الرسمي على هذه الخطوة.

السادة في موقع «العدالة والتنمية» خصصوا لنا ردا ليصفوا رأينا بـ«الهفوة الكبيرة» و«التحليل التآمري» و«حكم القيمة غير المفهوم».

لماذا كل ذلك؟ لأننا اعتبرنا أن الحكومة اختارت الحل السهل وهي تمدد الطوارئ الصحية ثلاثة أسابيع جديدة، عوض الإقدام على حلول أخرى تجمع بين حماية الصحة العامة وإنعاش الاقتصاد تدريجيا.

لم نكن نعلم أن «خاطر» السياسيين بات يضيق إلى هذه الدرجة، التي يصبح معها التعبير عن الرأي جريمة وتآمرا واستهدافا، كما لو أن الرأي لا يكون إلا موافقا لهوى السياسي وما يميل إليه.

المصيبة أن كاتب «خارج السياق» -وحقّ له أن يسمي زاويته بهذا الاسم- لم ينتبه إلى أنه كان يناقض ما قاله رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية نفسه وكرره أول أمس أمام مجلس النواب، عن أن الخروج من الحجر أصعب من دخوله، وهو أمر في الحقيقة بديهي، لذلك، ينتظر المغاربة من حكومته الإقدام على الخيارات الصعبة، بدل الاكتفاء بتجميد الحياة وانتظار انجلاء الوباء.

يستعمل المغاربة تعبيرا دارجا يشير إلى الخفة المفرطة والتسرع والسقوط في الحرج، هو «خفة الرجل»، والآن ومع كتابات «خارج السياق» لهذه الأيام، حق لنا أن ننحت هذه العبارة لنستخرج منها أختها غير الشقيقة: «خفة اليد».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

معلق حر منذ 3 سنوات

ملاحظة: هذا الموقع مليء بالإشهارات المخلة و الساقطة بشكل مزعج جدا !!!!!!!!!

معلق حر منذ 3 سنوات

صحيح مع الأسف. الإعتداد بالنفس و الرأي و تخوين كل الآراء المخالفة مقدمة للإنحراف السياسي و التسلط

التالي