عبد الإله حمدوشي يكتب: أهلا 2021!

03 يناير 2021 - 18:54

أولا، على الإنسان أن يُقدر نفسه جيدا.. عليه أن يقدر أفكاره.. وتوجهاته.. ومبادئه.. عليه أن يمتلك الجرأة على امتلاك آرائه الخاصة والمجاهرة بها عندما يتطلب الأمر ذلك.. عليه أيضا أن يمتلك القوة الكافية لعدم الانزلاق في مستنقع التملق والمجاملات و«التبنديق». والأهم من كل ذلك.. أن يمتلك خيار النأي بالنفس والابتعاد، وسلوك دروبه منفردا حين يصبح «التخربيق» السِمة الجامعة والشكل الأبرز للمرحلة.. وأن يخطط بتفاؤل للمستقبل…

لذلك، في الأيام المقبلة من سنة 2021.. سأحاول ألا أتصنع البطولة.. وسأناضل مع جميع من يريد الخير لهذا الوطن ضد من لا يريد… وأنا أعلم أنني لن أخذل أحدا.. وإن كنت مخذولا.. سأناضل حين أناضل من أجل الناس.. لا من أجل أفكاري فقط أو حساباتي، أو غضبي…

كما أنني لن أناضل دائما.. بل سأقعد حين تصفق لي أيادٍ مرتعشة وفارغة وباردة وعاجزة… حين تدعمني أفواه مقفلة وخائفة ومنافقة.. سأقعد حين لن أرى، على الأقل، شبح انتصار قد أفهمه وأفهم معناه وكنهه وهدفه…

في المقابل، سأناضل وحيدا، أو سأناضل حتى مع «يأجوج ومأجوج».. إذا كنت سأعود بانتصاري بين يدي.. بانتصار يُعَدُّ إضافة تنفع هذا الشعب.. وسأقف غير متنازل حتى عن أتفه ما نحتاج إليه…

أنا أعشق هذه الأهداف البعيدة؛ ديمقراطية.. إرادة شعب.. حرية… أنا لا تشدني أهداف المسؤولين وأحلام المنظّرين… ولن تثنيني كلمات أولئك الذين أصبحوا اليوم يرَوْن الماعز من وجهة نظر العُشب.

سأناضل.. من أجل حقي وحقك في الرأي والتعبير، وإن كان مضمون رأيك يخالف اعتقادي ويعاكس رأيي الذي هو أيضا حقي الأصيل في التعبير والرأي.

أنا أحب الأهداف العظيمة.. تلك الأهداف التي ليست فقط تشبع من جوع وتؤمّن من خوف…

لذلك سأناضل.. سأناضل دائما من بوابة معارك واضحة.. لكي لا نخسر الحروب التي عُدنا منها منتصرين…

في 2021..

لن آبه بالتافهين و«الحياحة» وعصابات التهجم على المناضلين والتشهير بالحقوقيين.. لن آبه باتهامات التخوين التي امتهنوا إطلاقها يمينا وشمالا على كل من يخالفهم، أو، بالأحرى، على كل من يخالف إرادة مطعميهم.. وسأدعهم يقولون ذلك بلا اكتراث.. ربما هم يتقولونه لأنهم لا يفهمون أن علاقتنا بهذا الوطن كأبناء بررة، علاقة عميقة.. إنه وطن يتملكنا قلق بالغ حوله، وحول مستقبله، ومستقبل أبنائه.. لسنا مهتمين بأن يعرف هو ذلك، ولا يهمنا بالأساس أن نظهر على الشاشات، وليست غايتنا أن نكتب من أجل الاستهلاك الإعلامي أو البطولة أو ما شابه.. نحن نريد خدمة -هذا الوطن- بشكل مباشر.. حيث العقل الذي يفكر من أجله، والقلب الذي يخشى على مصالحه.. والظهر الذي يحمل، والأذرع التي تشد.. نريد أن نقدم له الدعم الحقيقي بفعل واضح وصريح وصادق.. كأن نقول ما نراه صوابا وصحيحا مهما كان قاسيا.. ومهما أزعج من أزعج…

نحنُ أبناء هذا الوطن.. أبناء لا يتخلفون عن مواعيده ووقت النداء، ولا يتنازلون عن واجباتهم تجاهه.. لا يملون أبدا ولا يتراجعون.. يناضلون من أجل مصالحه في السراء والضراء.. في الشدة والرخاء.. في كل الحالات التي قد تخطر على البال.. لا يهوون أبدا أمام مختلف التحديات ولا يسقطون.. وحتى إن قرر القدر يوما إسقاطنا.. سيكون سقوطنا بالعظمة ذاتها التي نسمو بها…

في 2021..

علينا ألا نسمح لأرواحنا بأن يتسلل إليها الخواء مهما حصل.. ومهما شعرنا بالإحباط والخذلان.. مهما أحسسنا باللاجدوى.

علينا ألا نشعر بالخواء.. وأن نكون مؤمنين بأن هناك خطة كونية ما ستملأ أرواحنا بشكل ما.. وفي وقتٍ ما سيلوح شعاع فرح وانتصار وانفراج سيدفعنا إلى الاستمرار.. إلى المضي قدما دون خوف.. دون حسابات.. دون تردد.. دون خشية من ألد أعدائنا ذلك المُسمى: «المجهول»…

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التالي