حاصل على الجنسية الفرنسية وتخرج من إسرائيل... من هو قائد الانقلاب في غينيا

06 سبتمبر 2021 - 12:30

1أطاح ضباط من القوات الخاصة الغينية، أمس الأحد بحكم الرئيس ألفا كوندي معلنين السيطرة على العاصمة كوناكري وحل مؤسسات الدولة في انقلاب عسكري. فمن هو قائد الانقلابيين؟

الانقلاب يقوده ضابط كان إلى وقت قريب مقربا من الرئيس كوندي، ويدعى مامادو دومبويا، وهو غيني حاصل على الجنسية الفرنسية، كان قد استدعاه الرئيس ليقود قوة خاصة بالجيش.

القائد الانقلابي كان قد تخرج من الأكاديمية الدولية للأمن في إسرائيل، كما درس في معاهد فرنسية وحصل على شهادة الماستر فى الدفاع والصناعات العسكرية فى باريس، وخدم في الفيلق الأجنبي الفرنسي حتى تقاعده، كما عمل كقائد للقوات فى افغانستان وچيبوتى وكوت ديڤوار.

وفي 2018 أعلن الرئيس كوندي نيته إنشاء قوة من نخبة الجيش بهدف حماية وحدة البلاد، حيث استدعى دومبويا  لتولي قيادتها، ليصبح بذلك قائدا لقوة تتكون من عناصر النخبة في الجيش الغيني، حاصلين على مستويات عليا من التدريب ومزودين بأسلحة متطورة.

وتشير بعض المصادر إلى أن العلاقة بين دومبويا وكوندي كانت قد شهدت توترا خلال الفترة الأخيرة مع محاولة دومبويا الحصول على استقلالية أكبر للقوة التي يقودها عن وزارة الدفاع، الأمر الذي رفضه كوندي.

وأمس الخميس أعلن ضباط القوات الخاصة اعتقال الرئيس كوندي، وحظر التجول في كل أنحاء البلاد « حتى إشعار آخر » واستبدال حكام المناطق بعسكريين.

وقال الضباط في بيان بثه التلفزيون الوطني، إنه سيتم عقد اجتماع لوزراء حكومة كوندي ومسؤولين آخرين كبار اليوم الاثنين في العاصمة كوناكري.

وأضافت مجموعة الضباط أن « أي رفض للحضور، سيعتبر تمردا » على المجلس الذي شكله الانقلابيون لحكم البلاد. وحض الضباط « جميع الوحدات (العسكرية) في الداخل على التزام الهدوء وتجنب التحركات نحو كوناكري ».

وندد الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش « بشدة » في تغريدة الأحد بـ »أي استيلاء على السلطة بقوة السلاح » في غينيا. ودعا إلى « الإفراج الفوري عن الرئيس ألفا كوندي »، موضحا أنه يراقب « من كثب » الوضع في هذا البلد.

وقال قائد القوات الخاصة اللفتانت كولونيل مامادي دومبويا وهو إلى جانب الانقلابيين الذين كانوا يرتدون بزات عسكرية ويحملون السلاح، في فيديو وجه إلى مراسل فرانس برس « لقد قررنا بعد القبض على الرئيس الذي بات حاليا في أيدينا، حل الدستور  وحل المؤسسات، وقررنا أيضا حل الحكومة وإغلاق الحدود البرية والجوية ».

وبعد أن ندد بـ »سوء الإدارة »، وعد بمباشرة « مشاورات وطنية لبدء انتقال جامع وهادئ »، وذلك في نداء عبر التلفزيون الوطني الذي قطع برامجه الاعتيادية.

وبث الانقلابيون فيديو للرئيس كوندي مقبوضا عليه فيما رفض كوندي وهو جالس على كنبة ويرتدي بنطال جينز وقميصا، ورفض الإجابة حين سئل إن كان قد تعرض لسوء معاملة.

وقال اللفتانت كولونيل دومبويا الذي لم يكن معروفا كثيرا حتى الآن لتلفزيون فرانس-24 « نحن نسيطر على كل كوناكري ونحن مع كل قوات الدفاع والأمن لكي ننهي أخيرا الشر الغيني ».

ونددت باريس مساء الأحد بـ »محاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة » في غينيا، داعية إلى « الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرئيس (ألفا) كوندي »، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية.

وجاء في البيان أن باريس « تنضم إلى دعوة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، لإدانة محاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة » الأحد و »للمطالبة بالعودة إلى النظام الدستوري ».

قالت وزارة الدفاع في بيان إن الحرس الرئاسي « صد المتمردين » حين حاولوا اقتحام القصر الرئاسي. لكن السلطات التي كانت قائمة، لزمت منذ ذلك الحين الصمت.

ونزل مئات من سكان كوناكري لا سيما في الضواحي المعروفة بأنها مؤيدة للمعارضة، إلى الشوارع للترحيب بالعسكريين من القوات الخاصة، كما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

لكن الجبهة الوطنية للدفاع عن الدستور، وهي تحالف حركات سياسية وأخرى من المجتمع المدني، نظمت الاحتجاج ضد ولاية ثالثة لكوندي، قالت إنها أخذت علما « باعتقال الديكتاتور » وبتصريحات العسكريين حول الدستور.

سمع صباحا إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة وسط عاصمة غينيا كوناكري، في منطقة كالوم، حيث مقر الرئاسة والمؤسسات والأعمال في هذه الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، والتي تشهد أزمة اقتصادية وسياسية منذ أشهر.

وقالت إحدى قاطنات حي تومبو القريب من وسط العاصمة لفرانس برس، « رأيت رتلا من الآليات العسكرية على متنها جنود متحمسون يطلقون النار في الهواء ويرددون هتافات عسكرية ».

ومنذ أشهر، تشهد هذه الدولة الواقعة في غرب إفريقيا وتعد بين الأفقر في العالم رغم مواردها المنجمية والمائية الكبرى، أزمة سياسية واقتصادية عميقة تفاقمت من جراء كوفيد-19.

تسبب ترشح كوندي لولاية ثالثة عام 2020 بتوتر استمر أشهرا وخلف عشرات القتلى. واعتقل عشرات المعارضين قبل الانتخابات وبعدها.

بدأ كوندي (83 عاما) ولايته الثالثة في دجنبر 2020 رغم طعون من منافسه الرئيسي سيلو دالين ديالو وثلاثة مرشحين آخرين نددوا بـ »حشو صناديق » وتجاوزات من كل الأنواع.

أصبح كوندي وهو معارض سابق تاريخيا، عام 2010 أول رئيس ينتخب ديموقراطيا في غينيا بعد عقود من أنظمة سلطوية.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي