قال إدريس الكراوي، رئيس مجلس المنافسة سابقا، خلال ندوة في منتدى أصيلة أمس، إن الديموقراطية باتت تواجه تهديدات، تتمثل في “الجمع بين عالمي المال و السياسة”، و”تحكم وتسلط التطور التكنولوجي للشركات”، التي تغولت وتسلطت على القرار السياسي، بالإضافة إلى ما وصفه بـ”اتساع الهوة بين اليمينيين، واليساريين، وتنامي التيارات الإسلامية”.
الكراوي، اعتبر في مداخلة له، مساء أمس الأربعاء، في ندوة “مستقبل الديمقراطية الانتخابية”، التي تنظم في إطار الندوة الثانية من برنامج جامعة المعتمد ابن عباد، المفتوحة ضمن موسم أصيلة في دورته 42، أن “الديمقراطية في خطر، وتعرف تهديدات من نوع جديد”، وهي متأثرة بأزمة عميقة، وتضع بعض البلدان في طريق مسدود.
وأضاف أن موضوع “مستقبل الديمقراطية الانتخابية”، مشكل “مستقبلي ملح” يحتاج معه إلى جواب عن سؤال ماهي الديمقراطية، التي نريدها لهذا المستقبل؟ وما الذي ينبغي عمله من أجل إنتاج ديمقراطية جديدة تتماشى مع العصر.
وأكد الكراوي، الذي عين، أخيرا، عضوا في الأكاديمية الملكية الأوروبية للدكاترة، أن النخب صارت “قاصرة عن إنتاج بدائل فكرية”، لأن المواطنين يحتاجون إلى نوع من المثالية، والأحلام الجديدة، تكون أهدافا يصبون إلى تحقيقها، فكل التهديدات، التي تعاني منها الديمقراطية، حسب تحليل الكراوي، تدعو إلى تنمية الحرص الديمقراطي، وإعادة النظر في التصور الديمقراطي، دون أن نغفل الانتقالات المجتمعية، التي من الضروري أن تنبني على مقاربة ديمقراطية.
في السياق ذاته، أكد الكراوي أن التجربة السياسية المغربية باتت “ملهمة”، وأن ما يمنح خصوصية لتجربتها الديمقراطية “هو أن المؤسسة الملكية لها عمق شعبي”، وهي “تضمن التوازنات”، وتمارس دور التحكيم بين المؤسسات، في الوقت الذي أكد فيه الكراوي أن العالم الغربي ليس له مؤسسة تحسم الخلاف، والنزاع بين مؤسساته.
وخلص الكراوي، في مداخلته إلى أنه في قلب المقاربة الديمقراطية، لابد من الاهتمام بتكريس “مفهوم المواطنة”، التي تمنح قيمة، وكرامة للإنسان، ويتم من خلالها السماح لكل مواطن أن يعيش في بيئة عيش كريمة، وأن يتم الاعتراف للمواطن، أيضا، بأهمية رأيه، والحرص على مشاركته الفعلية في تدبير الشأن العام.