كشفت دراسة أن نسبة النفايات السائلة التي يفرزها إنتاج الزيتون بجهة مراكش أسفي خلال 2020/2019 بلغت حوالي 134 ألف و739 متر مكعب، مقابل 58 ألف و 843 متر مكعب سنة 2010. وأشارت الدراسة إلى أن المصانع تنتج حوالي 121 ألف و265 متر مكعب من مادة « المرجان » المضرة بالبيئة، بينما تنتج المعاصر التقليدية حوالي 13 ألف 474 متر مكعب.
وأوضح بلاغ صحفي صادر عن مختبر BioMAgE التابع لكلية العلوم السملالية بجامعة القاضي عياض بمراكش، الذي أنجز بحثا علميا بعنوان « معالجة النفايات السائلة، بتقنيات وآليات حيوية هوائية لإنتاج سماد عضوي فعال لتخصيب التربة »، أن زيادة المساحة المزروعة بأشجار الزيتون بلغت أكثر من مليون هكتار بهدف الوصول إلى 1.2 مليون هكتار بواسطة برنامج المغرب الأخضر Plan Maroc Vert، ما أدى إلى إنتاج 145 ألف طن من زيت الزيتون، مشيرا إلى أن ذلك تنجم عنه مخلفات استخلاص زيت الزيتون، التي قد تكون في بعض الأحيان خطيرة جدا على البيئة.
وأوضحت الدراسة أنه بفعل المجهودات المبذولة أدى هذا التصنيع إلى تحسين جودة الإنتاج وتحسين دخل المزارعين، كما أدى إلى إنتاج كميات أكبر من النفايات السائلة لمعاصر زيت الزيتون، والتي تعرف باسم « المرجان ». وأكدت الدراسة أن مخلفات مطاحن الزيت هي مثل جميع المخلفات السائلة الزراعية، تشكل خطرا على البيئة بسبب ارتفاع الحمل العضوي، وكذا المركبات « الفينولية » القابلة للتحلل. واعتبرت الدراسة أن هذه السوائل المخلفة جد ملوثة للبيئة، وتحديدا للهواء، والماء، والتربة، والجداول المائية.
وتابعت أن المياه السائلة تستعمل للسقي في بعض الأحيان بشكل غير مقنن وغير خاضع للرقابة، وفي بعض الأحيان يتم التخلص منها بتصريفها في مجاري الأنهار، وكذا في مصارف المياه العادمة. وبالرغم من وجود المعايير المتعلقة بتصريف النفايات السائلة في الأوساط البيئية الطبيعية طبقا للقانون 15-36 المتعلق بقانون الماء بالمغرب، فإنه على الصعيد الوطني تخزن هذه المخلفات السائلة في أحواض مخصصة تسمى بأحواض التبخر.
وتنضاف المخلفات الصلبة لهذا القطاع إلى المخلفات السائلة المنتجة، والتي تسمى بـ »الثفل »، الذي يتم تخزينه بشكل عام بجوار المطاحن قبل استعماله وتثمينه لإنتاج الطاقة من طرف أرباب الحمامات. أما بالنسبة لنظام المعالجة، فيتم اعتماد تقنية التخزين في برك وأحواض التبخر، الذي ينتج عنه ما يسمى « حمأة » غالبا ما يتم التخلص منه في مدافن القمامة، أو يتم نشره بشكل عشوائي في الطبيعة بدون احتياطات خاصة للتخفيف من آثاره الجانبية. غير أن هذين العنصرين، كلاهما يحتوي على مواد عضوية (من بوتاسيوم، فوسفور…) مفيدة للتربة وناجعة لتخصيبها.
وأشارت الدراسة إلى أن المعاصر التقليدية لتكسير الزيتون في المغرب تقدر بحوالي 11000 بسعة 270 ألف طن في السنة، بينما مصانع التكسير الحديثة وشبه الحديثة تقدر بحوالي ألف و20 بسعة مليون و22 ألف طن في السنة. وأوضحت الوثيقة التي يتوفر « اليوم 24 » على نسخة منها أن العدد الإجمالي للمصانع الخاصة بالزيتون يتراوح حوالي ألف و393 مصنع في جهة مراكش أسفي، بما في ذلك 12 وحدة حديثة، و205 شبه حديثة، وحوالي 1176 وحدة تقليدية. وتبلغ المساحة المخصصة لزراعة الزيتون حوالي 215 ألف و102 هكتار، بينما يقدر الإنتاج بحوالي 378 ألف و593 طن من الزيتون خلال الموسم الزراعي لسنة 2022/2021.