أثنى الملك محمد السادس في برقية تعزية ومواساة، على الفنان المسرحي الراحل عبد القادر البدوي الذي وافته المنية أمس الجمعة، واصفا إياه بأنه كان واحدا من أعمدة المسرح المغربي.
وأعرب الملك في برقية عزاء وجهها إلى أفراد أسرة المرحوم، “ومن خلالهم لكافة أهلهم وذويهم، ولأسرة الراحل الفنية الكبيرة، ولجميع أصدقائه ومحبيه، عن أحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة في رحيل أحد أعمدة المسرح المغربي، الذي ساهم، على مدى عقود، في تجديد وتطوير الخزانة المسرحية الوطنية إن على مستوى الأداء، أو الكتابة أو الإخراج، سواء بمعية فرقة “مسرح البدوي” أو من خلال أعمال إذاعية وتلفزية متألقة” يقول الملك.
وقال الملك، و”إننا إذ نشاطركم مشاعركم إزاء هذا الرزء الذي ألم بأسرتكم وبالساحة الفنية الوطنية ككل، لنستحضر، بكل تقدير، ما كان يتحلى به الفقيد المبرور من دماثة الخلق، وغيرة وطنية صادقة، جسدها طيلة مسيرته الإبداعية في توظيفه فن المسرح كرافعة للقيم النبيلة والأصيلة للمجتمع المغربي”.
وبرحيل البدوي فقدت الساحة الفنية المغربية، هرما من أهرام المسرح عن عمر ناهز 88 سنة، بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة بالمستشفى العسكري بالرباط، الذي كان يتابع العلاج فيه.
ورأى عبد القادر البدوي النور في مدينة طنجة سنة 1934، وانتقل للعيش مع أسرته بسبب ظروف عمل والده إلى الدار البيضاء، لتستقر الأسرة في حي الأحباس الشهير.
اضطر عبد القادر لمغادرة المدرسة بعد أن توقف والده عن العمل، فاشتغل في مصنع التبغ الذي لا يبعد عن مقر سكناه، وعمره حينها 15 سنة، وانضم في فترة عمله هناك لفريق “ريجي طابا”، كلاعب وسط الميدان، كما لعب لفريق “الراك”.
ظهرت فرقة البدوي في الساحة المسرحية سنة 1952، وقدمت العديد من الأعمال التي تتحدث عن الطبقة العاملة، وفي سنة 1960 قدم مسرحية يد الشر، التي مزجت بين كل المسرحيات التي قدمها بمشاركة مصطفى تومي ومحمد الحبشي والشعيبية العدراوي ونعيمة المشرقي ومحمد الخلفي.
تزوج عبد القادر بسعاد هناوي، التي التحقت بالفرقة المسرحية العهد الجديد، التي يرأسها عبد القادر البدوي، كما أنه والد الفنانة كريمة البدوي والفنانة حسناء البدوي.
استقبله الملك الراحل الحسن الثاني في الديوان الملكي إلى جانب مسرحيين محترفين مثل الطيب الصديقي، ومولاي أحمد بدري، وعبد الواحد عوزري، والحسين الشعبي، والحكيم بن سينا، والصحفي إدريس الإدريسي، وبحضور وزير الدولة مولاي أحمد العلوي، ووزير الداخلية والإعلام إدريس البصري، ووزير الشؤون الثقافية محمد بن عيسى، ووزير الشبيبة والرياضة عبد اللطيف السملالي. هذا اللقاء خصص لوضع استراتيجية للقطاع، وهو ما نتج عنه تنظيم المناظرة الأولى للمسرح الاحترافي السنة الموالية في شهر ماي، والتي توجت برسالة ملكية، والتي تم من خلالها تكريس يوم 14 من الشهر نفسه كيوم وطني للمسرح.
تعدت تجربة مسرح البدوي الحدود، ودخلت مناهج التعليم الأكاديمي في العديد من الجامعات المغربية، العربية والدولية.