الكحص ل (اليوم 24 ) : السينما حلم وإعادة الإعتبار لها مسؤولية الدولة

08 أكتوبر 2013 - 11:28

 

 

اسمكم مرتبط بالسياسة، لكن ابتداء من الأمس ترأسون لجنة تحكيم المهرجان المتوسطي، كيف هي علاقتكم بالسينما؟

أنتمي إلى الجيل، الذي اكتشف السينما عن طريق النوادي السينماية في وقت جد مبكر، كما أتذكر عندما كنا نلج القاعة مقابل ثمن تذكرة لا يتعدى خمسون سنتيما، حيث كان هناك جو ثقافي متميز في مدينة تازة، والتي كان تتتوفر على ثلاث قاعات سينمائية، تحتضن مجموعة من الأنشطة الفنية الملتزمة. كان اكتشافي للسينما بمثابة لقاء مع حلم، مما ساعدني على اكتساب شكل جديد من الثقافة من الصعب تعويضه بما هو متداول حاليا.

 

هذا يعني انكم جيل محظوظ؟

نعم نحن جيل محظوظ، تربى على حب السينما، والعديد من الأشكال الفكرية والثقافية والجمالية، والتي كانت تقدم في قالب نضالي، حيث أن الفن السابع لم يكن ترفيها فقط، بل ساهم في تكوين شخصية شباب تلك الفترة، مما ساعدهم على فهم العالم. 

 

هذه الأجواء اختفت اليوم؟

الأمور تطورت كثيرا اليوم، حيث أن العلاقة بين المغربي ومشاهدة السينما تغيرت، بسبب انقراض العديد من الجماليات، التي كانت تؤطر المجتمع، والأمر لا يتعلق بالفن السابع  فقط، بل امتد إلى المطالعة والموسيقى، حيث يعيش المغرب منذ عقدين فراغا كبيرا على هذه المستويات، وهو ما يتجلى مثلا في اغلاق القاعات السينمائية، وهي مسألة غير سليمة وغير صحية، ويرجع السبب إلى ظهور أنواع جديدة من الترفيه، مما غير علاقة الناس بالقاعات السينمائية، حيث أن هناك أعدادا كبيرة من الجيل الحالي، التي لم تلج يوما قاعة سينمائية.

 

كيف يمكن مواجهة هذا الوضع؟

أعتقد أن الوضع الحالي يستوجب استنفار كل الجهود، خاصة على مستوى المسؤولين، لأن المسألة الثقافية تهم الدولة بالأساس، ويجب استبعاد منطق الربح في هذا المجال، حيث من اللازم تغليب المصلحة العامة، من أجل استرجاع التقاليد السينمائية، التي اختفت، فحتى الدول الأوربية التي تعرف تطوار كبيرا. وبها آخر أشكال الترفيه نجد فيها اقبالا كبيرا على القاعات السينمائية، ففي فرنسا مثلا هناك أفلام تحقق اقبالا يفوق أربعة ملايين مشاهد، فلا شيء يمكنه معادلة مشاهدة الفيلم في قاعة سينمائية مع العائلة والأصدقاء، مع كل الطقوس الجميلة التي تصاحب هذه الفرجة، وأعتقد أن الكل عليه أن يساهم في ارجاع المغاربة للقاعات، ويمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دوارا كبيرا في هذا المجال

 

أ لا ترون انه في ظل الظروف العام الحالية يصبح هذا الآمر تحديا صعبا؟

أعتقد أن انجاح هذا التحدي يستلزم  المقاومة واسترجاع بعض الأفكار "المحافظة الإيجابية" المتعلقة بالسينما، وكذلك الكتاب والموسيقي وبغض النظر عن الإمكانيات الموجودة. فيجب أن ينخرط الكل في هذا التحدي، سواء المسؤولين أو الإعلام أو الجمهور أو السينمائيين الكل عليه أن يساهم  في مصالحة الأجيال القادمة مع الفن السابع.

 

البعض تفاجأ من موافقتك على رئاسة لجنة تحكيم مهرجان سينمائي خاصة انك اختفيت من المشهد العمومي؟

أنا لست متخصصا، لكن أعتبر نفسي هاوي متنور، وقد استجبت لاقتراح رئاسة لجنة تحكيم المهرجان المتوسطي، لأنني أعرف جيدا مشاكل هذا الميدان وتحدياته، كما أنني شغوف بالسينما، ومشاركتي في المهرجان هي كذلك نوع من رد الجميل للأشخاص الذين ساعدوني على اكتشاف هذا العالم، لأن بالنسبة لي السينما تساعد في فهم العالم، وتساهم في تغييره، كما أنها تقرب الشعوب، فمن خلال مشاهدة فيلم صيني أو  فرنسي، يمكن أن أعرف أكثر عن طباع ساكنة هذه الدول، وعن آلامهم وأحلامهم، كما نكتشف أن الإنسان في الأخير يشبه الإنسان في أي منطقة من العالم.

 

اشرفتم لمدة على قطاع الشباب في حكومة اليوسفي، هل كان لهذا الجانب دخل  في موافقتكم على رئاسة لجنة تحكيم التظاهرة؟

بطبيعة الحال فإن ما شجعني أكثر أن المهرجان مخصص للفيلم القصير. وهو جنس إبداعي يعرف مشاركة العديد من الشباب. الذين لي ارتباط كبير بهم. وعندما كنت وزيرا أنجزنا العديد من البرامج من أجل خلق أندية سينمائية وتشجيع الثقافة الفرجوية، كما أن  قبولي دعوة رئاسة لجنة التحكيم، هو اعتراف بالمجهودات الكبيرة، التي يقوم بها المنظمون، من أجل انجاح هذه التظاهرة. والصراحة انهم تفاجأوا من موافقتي السريعة على اقتراحهم لرئاسة لجنة تحكيم الدورة الحالية

شارك المقال

شارك برأيك
التالي