قادة الحزب الاشتراكي الحاكم بإسبانيا يقولون إن رسالة سانشيز إلى الملك محمد السادس "تنم عن جرأة"

20 مارس 2022 - 23:45

أكد قياديون في الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني الحاكم، أن موقف الحكومة الإسبانية الجديد بشأن الصحراء المغربية، “قرار شجاع”، يبشر بعهد جديد في العلاقات بين البلدين.

وقالت نائبة الأمين العام للحزب، أدريانا لاسترا، في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية، إن دعم الحكومة الإسبانية للمبادرة المغربية للحكم الذاتي قصد تسوية الخلاف حول الصحراء، “بشرى سارة” من شأنها إيجاد الظروف الملائمة لقيام “علاقات جديدة مع المغرب”. واعتبرت أدريانا، أن الموقف الجديد لبلادها حول الصحراء المغربية، يلبي احتياجات إسبانيا والمغرب، مشيرة إلى أن اعتماد هذا القرار يندرج في إطار “التعاون والاحترام” القائم بين البلدين.

زعيم الحزب الاشتراكي الكتالوني ووزير الصحة السابق، سلفادور إيلا من جهته، وصف القرار ذاته بـ “الشجاع والواقعي”. وقال إن هذا القرار “يحترم سيادة كل الدول ويفتح مرحلة جديدة في العلاقات مع المغرب، ما يعد أمرا مهما في هذه الظرفية”، مؤكدا أن الموقف المعبر عنه من طرف رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، هو القرار الصحيح، لأنه “يسمح بتقوية العلاقات مع بلد مهم للغاية بالنسبة لإسبانيا وشريك استراتيجي مثل المغرب”.

وفي سياق متصل، شدد الخبير الاقتصادي الإسباني، ألدو أولسيزي، على أن قرار مدريد الجريء بشأن الصحراء المغربية، يعد بمثابة ممارسة ناجحة للسياسة الواقعية. وقال في مقال رأي نشر على الموقع الإخباري”vozpopuli.com”، إن حكومة بلاده “انضمت لتوها إلى مجموعة الدول التي تدعم موقف المغرب بشأن الصحراء. وهي تقوم بذلك في أعقاب الدعم الذي أبدته دول كبرى أخرى، من قبيل فرنسا، الولايات المتحدة وألمانيا، خلال الأشهر الأخيرة”.

وأشار أولسيز إلى أن بلاده “ليس قرارا سياسيا سهلا بالنسبة لإسبانيا، البلد الأكثر انخراطا في الصحراء”، وتابع “إن حكومتنا أبدت شجاعة وتصميما في اتخاذ هذا القرار المهم جدا بالنسبة لسياستنا الدولية وعلاقات حسن الجوار مع أشقائنا في الجنوب”.

ووصف الخبير الاقتصادي، التعبير عن ذلك الموقف عبر رسالة وإعلان رسمي، على غرار الحكومة الألمانية وبدون مناقشة مجاملة برلمانية، أمر جريئا، ومثيرا للجدل، لكنه يمثل ممارسة ناجحة للسياسة الواقعية، معتبرا في الوقت نفسه ما حصل فرصة تاريخيةـ لرؤية علاقات المغرب مع كل من إسبانيا وأوروبا تسجل “نقلة نوعية مذهلة، ستنعكس بوضوح من خلال تحسين أمننا المتبادل وتنميتنا الاقتصادية والاجتماعية المشتركة”.

واعتبر أولسيز، أن ” المغرب يمثل بالنسبة لإسبانيا والمجتمع الدولي الحصن المنيع الوحيد الموثوق به ضد الإرهاب”، مبرزا ريادة المملكة في المنطقة،وكونها نموذجا ومرجعية في المنطقة من حيث التطور المؤسساتي، الحداثة والنمو الاقتصادي، ما يمنحه وزنا كبيرا لا يمكن إنكاره في العلاقات بين إفريقيا وأوروبا.

واستشرت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية، إيزابيل رودريغيز خيرا بتدشين مرحلة جديدة في العلاقات بين إسبانيا والمغرب، واعتبرته “نبأ سارا”. وقالت في حوار مع صحيفة “لاراثون” الأحد، “ينبغي أن نرحب بالنبأ السار المتمثل في تدشين هذه المرحلة الجديدة من العلاقات القائمة بين إسبانيا والمغرب، البلدان الجاران اللذان تجمعهما علاقات تاريخية”.

وأضافت إيزابيل ، أن هذه المرحلة الجديدة ، تضمن الاستقرار الضروري ، و”ستمنحنا اليقين، إن على المستوى السياسي أو من حيث انعكاساتها الإيجابية على التجارة بين إسبانيا والمغرب”. وتابعت “لقد قمنا بتعهدات متبادلة وعملنا على احترامها: من بينها، الامتناع عن الإجراءات الأحادية، الحفاظ على تواصل سلس وصريح، قصد الاستمرار في تعزيز تدبير تدفقات الهجرة. المفتاح سيكون هو التعاون”.

يذكر أن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أكد في رسالة موجهة إلى الملك محمد السادس أن “إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي هي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف” حول الصحراء المغربية. وشدد سانشيز على “الجهود الجادة وذات المصداقية التي يقوم بها المغرب في إطار الأمم المتحدة من أجل تسوية ترضي جميع الأطراف”.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي