أرضية الندوة: الجنوب في السينما
إن اختيار موضوع الجنوب في السينما، اقتضته أولا الرغبة في الانسجام مع تيمة مهرجاننا في دورته الأولى، حتى يتم تناول مختلف الأبعاد المتعلقة به، لكن السبب الرئيسي يبقى إيمان إدارة المهرجان بجدوى الحديث عن الجنوب في السينما، والذي لم يأخذ حقه في التناول السينمائي كثيرا، إلا بشكل لا يأخذ بالضرورة القيمة المضافة لهذا الجنوب، بقدر ما يتم توظيفه لتأثيت الموضوع الأساسي للفيلم، وهو ما يسجل على الفيلم المغربي في تعاطيه مع الجنوب، بجعل فضاء الجنوب حاضرا في أفلام كثيرة، لكنه وجود بالجسد وليس وجود بالروح، يحدث الأمر نفسه مع تناول الجنوب في السينما الأمريكية وغيرها، حيث يكون عرضيا في غالب الأحيان، ومصدرا للشر ، أو مكان لا ينتج إلا أدواء العالم.
بعيدا عن الصور النمطية للجنوب في السينما، ما هي الصورة المنشودة عن الجنوب، تلك المغيبة طول الوقت؟ وما هي إمكانات الجنوب سينمائيا؟ وهل للجنوب القدرة على التأثير في الفرجة البصرية، وممارسة الإغراء المراد على المتفرج، تجعله يبحث عنه باستمرار؟ على للجنوب خصوصية ما أو بصيغة أخرى هوية بصرية تمكنه من كسب قيمة مضافة بصريا وفرجويا؟ إلى أي حد يمكن توظيف الجنوب مغربيا لتحقيق مشروع الصناعة السينمائية على المستوى الوطني؟ وما هي الأدوار التي يمكننا لعبها لجعل الجنوب يستفيذ سينمائيا ويلعب دوره في خلق التوازن على مستوى بناء الصورة السينمائية؟ كيف السبيل لجعل الجنوب في وسط الدينامية السينمائية محليا وجهويا؟
تلك بعض من القضايا والتساؤلات التي ستحاول الندوة الدولية الاجابة عنها، وتقديم الأفكار والرؤى الكفيلة بتطوير وتعزيز حضور الجنوب في إنشغالات السينمائيين مسؤولين وفنانين. ويتوقع أن يصب النقاش على استكشاف الأسباب التي جعلت الجنوب في السينما، في وضع انتظار المبادرات عوض المساهمة في خلق دينامية حقيقية حوله، كما ينتظر منها أن تخرج بتوصيات وأفكار تعزز وضعية الجنوب في الصورة السينمائية.