بنخضرة وزيرة «بلا هضرة»!

26 أكتوبر 2013 - 12:02

 خطرت في بالي فكرة أن أعود لأتسلل إلى رأس رئيس الحكومة رُبع الملتحية عبدالإله بنكيران، لعلي أتحسس ما يشعر به وما يتمنى الوصول إليه في المُقبل من الأيام…

بعد غير قليل من التركيز، شعرت ببنكيران وهو يحمد الله على أن أنزل الغيث وسقى الأرض والعباد، ولأنه أمين عام الحزب الإسلامي الذي لم يعد فيه إلا «الفّانت» في الحكومة، المحسوبة عليه ظلما وعدوانا، فقد ناجى ربه مرة أخرى حتى يُفجِّر ينابيع الغاز والنفط من تحت أرض المملكة الشريفة التي يبدو أن هذا الذهب الأسود، أو أيا كان لونه، قد وقف عند حدودها الشرقية التحتية أو استحال إلى صخور نفطية، حسب الرواية الرسمية!

وحتى يربط الدعاء الصالح نحو السماء بالعمل على الأرض، قرر أن يقوم بتعيين وزيرة منتدبة جديدة، «ما طالعاش ما طالعاش»، حتى يكمل عدد الوزراء أربعين (وطبعا سيقف عند هذا الحد ولا يزيد حتى لا يُضحك فيه حميد شباط وحميره الذين يسخرون من عدد الوزراء الحالي ويتحدثون عن علي بابا والأربعين… وإن كان العدد لا يتعدى 39 وزيرا!)، ويصبح الرقم مكورا، ويصبح عدد النساء الوزيرات سبعة في «عينين العديان»، بما يحمله هذا الرقم من رمزية! وقرر تحديدا أن يعين أمينة بنخضرة (ولا يهم إن كانت «بنزرقة» بمعنى الانتماء الحزبي، إذا كان هذا اللون يطرد التماسيح والعفاريت، كما قيل له!)، وزيرة منتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة مكلفة بالنفط والغاز! و«علاش هاد الشي كلّو»؟ أولا، لأن الوزير عبد القادر اعمارة أصبح محاطا بوزيرتين منتدبتين؛ واحدة في البيئة، والأخرى في الماء، فَلِمَ لا يعين له أخرى مكلفة فقط، بالنفط والغاز؟ ثانيا، ستصبح بنخضرا متحفزة أكثر للتنقيب عن الثروات الباطنية وتأخذ على محمل من الجد مَن يبشروننا بالوديان النفطية والغازية التي تجري من تحتنا وتكف عن إحباطنا بتأجيل التنقيب إلى نهاية السنة الجارية!

ولأن «الگاز» طلع إلى رأس بنكيران من أخبار اكتشاف محروقات سرعان ما تنفيها بنخضرة، وإذا كان لم يصدق ذلك في السنوات الأخيرة، فإنه يميل الآن إلى تصديق أن أرضنا التي تتوفر على بترول متحجر يمكن أن تضم في باطنها محروقات سائلة وغازية! وهنا وسوس له الشيطان (وهو من العفاريت طبعا) بأنه عندما نفت بنخضرة ما أوردته وكالة «شينخوا» (التي لا تنطق من «الخوا») الصينية من اكتشاف كميات كبيرة من الغاز في بلادنا، فإن المكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن عندما أعلن أنه لا وجود، حتى اليوم، لاكتشاف للنفط أو الغاز في المغرب، وأن «هناك فقط، تقديرات بشأن إمكانات جيولوجية»، إنما فعل ذلك بإيعاز من مديرته العامة، حاشاها أن تفعل ذلك! ولماذا أيها الملعون تقول ذلك لرئيس الحكومة؟ قال له بأنها قد تكون فعلت ذلك لسببين؛ أولهما، حسب الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس، هو الاحتفاظ بخيرات باطن الأرض حتى يُغلق قوس «حكم» الإسلاميين! وهنا يبرر ما ذهب إليه بتعمُّد تأجيل الشروع في التنقيبات الجدية إلى نهاية العام الجاري، أي بداية السنة المقبلة، على أن تظهر نتائجها بعد الانتخابات المقبلة! وثاني السببين هو الانتقام من بنكيران وشريكه صلاح الدين مزوار لعدم استوزار بنخضرة! طبعا، لما سمع الحاج بنكيران هذا الكلام من إبليس اللعين، استعاذ بالله منه وأقسم بأغلظ الأيمان أن «يُعيّن»، عفوا أن «يقترح»، بنخضرة وزيرة منتدبة مكلفة بالنفط والغاز، على الأقل ليتفاءل بذلك، هو شخصيا، ويفتح فسحة من الأمل في وجه الشعب، ويغيظ جيراننا الجزائريين في انتظار أن يتحقق المراد، وتصبح المملكة في غنى عن دعم المحروقات على الأقل، ويصبح المغاربة البسطاء في غنى عن إدراك الفرق بين المقاصة والمقايسة…

 

شارك المقال

شارك برأيك