وبينما ضيعت صباحي كله تقريبا في إجراء الاتصال تلو الاتصال بأكثر من مصدر في الجامعة، أو قريب منها، لكي أحصل على معلومة أكيدة بخصوص الرسالة، ومضمونها، وكنت أتلقى ما يفيد مرة بأن الرسالة موجودة، وما يفيد مرات بأنها ليست موجودة، وأن كل ما يشاع بشأنها كان الغرض منه تأجيل الجمع العام لأهداف مبيتة. وضعت فاصلة، وكتبت رسالة إلكترونية إلى المعنيين بالإعلام لدى الاتحاد الدولي، فإذا بي، في وقت لاحق، أكتشف الرد، واضحا لا لبس فيه، مؤكدا وجودا الرسالة، ومشفوعا بملاحظة ودية، برجاء الإشارة إلى أن المجيب هو الناطق الرسمي.
بطبيعة الحال لم أتصل بالسيد رئيس الجامعة الملكية المغربية، ولا بمستشاره في الشؤون الخارجية، ولا بالكاتب العام، ولا بمدير الجامعة، لأن الرئيس لا يجيب إطلاقا، اللهم إذا توصل برسالة "عيد مبارك سعيد"، فإنه يرد بكل لباقة، في حين كان مستشاره منغشلا بأمور أكثر أهمية من الرد على اتصالات الإعلاميين، أما الكاتب العام فإنه مثل نجم في واضحة النهار، لا يمكن العثور عليه إطلاقا، وفي حال حدث، صدفة، أن "شد ليك التلفون ديالو"، فتوقع أن يقول لك، هامسا، "أنا فواحد الاجتماع"، أو "معنديش تا شي معطيات على هاد الموضوع"، في حين قد يجيبك مدير الجامعة، ويقول لك كلاما من قبيل:"لا أساس لها من الصحة"، "لا صحة لها من الأساس"، أو أساسا هي غير صحيحة"، أو "ليس صحيحا من أساسه"، وهكذا.
ولعل ما حدث بشأن مسألة التصدي للاعب الإيفواري كيسي ستيلا، الذي أحرز الهدف الأول في مرمى المنتخب المغربي للناشئين، في مباراة الثمن النهائي من مونديال أقل من 17 سنة في دولة الإمارات العربية المتحدة، يكفي للتدليل على قيمة التواصل لدى بعض المؤسسات في المغرب، وكيف تضيع أشياء كثيرة ذات أهمية في لمح البصر، بسبب غياب المعلومة الصحيحة، في الوقت المناسب.
فبينما توقع أغلب المغاربة أن يتحرك المعنيون في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ولو من باب تأكيد الحضور، كي يتقدموا باعتراض لدى الجهات المختصة في الاتحاد الدولي لكرة القدم، لعلهم يثيرون الانتباه إلى مسألة إشراك بعض المنتخبات للاعبين فوق السن المسموح به قانونيا في المنافسة، إذا بهم يحزمون الحقائب، ويعودون بسرعة، ليقول أحدهم، "حتى اللي عطى الله عطاه":"وكيف كان لنا أن نعترض وليس لدينا أدلة ملموسمة في هذا الموضوع؟".
إن العالم اليوم عبارة عن معلومات، ومن يكسب المعلومة الصحيحة بالسرعة اللازمة هو من يتوفق. وهذا يشبه برنامج "من يربح المليون"، فنحن لسنا وحدنا في السباق نحو كسب المواقع، مثلما يظن البعض، ولذاك بالضبط يتعين إعطاء المعلومة الصحيحة في الوقت الصحيح، لإضافة نقط إلى الرصيد، وإلا تجمد الرصيد حيث هو، فيما يضاعف الآخرون نقطهم، ويتقدموا.
ربما يبدو هذا الكلام مثاليا بعض الشيء، غير أن هناك اليوم دستورا ينص على الحق في المعلومة، ولم يأت ذلك عبثا. حاشا.
إلى اللقاء.