الجمع كان مثاليا وناضجا وكل ما قيل ونُشر بخلاف ذلك غير صحيح

15 نوفمبر 2013 - 14:18

هو قال إن الأجواء في الجمع كانت مثالية، وأعطت صورة عن نضج المسؤولين. والصور جاءت كأنها مرسومة في القرن 19، تعبر عن هدوء عجيب، لا ينقصها إلا بعض الفراشات، لتباع في مزاد علني بالملايير.

هذا إذن هو الأسلوب المنتظر في التواصل الجامعي مع الرأي العام المغربي، أو لنَقُل هو الأسلوب الذي اتضح لفوزي لقجع أنه مثالي، ولو أنه، للأمانة، منقول حرفيا عن القناة الأولى. وبطبيعة الحال لم يكن على موقع الجامعة إلا أن يتبع، ويقدم صورا تنطق بلسان السيد الرئيس، وإلا فإنها لن تكون صورا تستحق أن تبث من الأصل. فكيف يمكن بث صور تقول شيئا غير الذي قاله الرئيس؟ "ماشي معقولة هذي".

هذا يعطينا صورة عن الأخبار التي سنتوصل بها في وقت لاحق عن كل شيء يخص الكرة المغربية، هذا إذا ارتأى القائمون على الجامعة أن إخبار الرأي العام الوطني شيء يستحق العناء. فبما أنه لم يكن من داع، في رأيهم، لإخبار الناس بما جرى من مواجهات، تمثل جميع فنون الحرب والسب والهمز واللمز، أثناء الجمع العام، لا شك أنه سيكون، حسب رأيهم دائما، من العبث إخبار الناس بما يقع، اللهم إن كان مثاليا، وهادئا، وناضجا، وفيه حكامة، وديمقراطية، وهلم جرا من صفات حميدة نشتاق إليها لكثرة ما سمعنا عنها.

نتصور أن الأخبار التي سنصل إليها، بجهد جهيد طبعا، كما جرت العادة مع السيد علي الفاسي الفهري، الذي هو نفسه لم يتوصل بفاكس "فيفا" إلا بـ"الكشايف"، ستكون من قبيل:"اجتمع المكتب الجامعي اليوم، الخميس، في مقر الجامعة بالعاصمة الرباط، في جو هادئ، ورزين، وتطبعه روح المسؤولية، والحكامة الجيدة، وفي ظل أضواء كاشفة، من صنع مغربي، محاطين بجدران مزينة بجبس مغربي أيضا، حيث دار نقاش هادئ، تخللته بعض الابتسامات التي لم تصل إلى حد القهقهة، لينتهي الأمر، بعد نصف ساعة فقط، إلى توافق شامل، وكامل، إثر تطابق في الرؤى مع ما قدمه السيد الرئيس، من تعليمات".

ولا شك أنه كلما جاءت الصحافة، هذه التي تحب التشويش، ولا تهمها صورة الكرة المغربية في العالم، بخبر سيء، يتحدث عن أشياء لم يرد لها ذكر في بلاغ الجامعة، سيأتي من ينفي ما ورد في الصحف، قائلا:"ما قيل عن أن الاجتماع دار في جو مشحون، وتخللته نقاشات صاخبة، سيما بين أكرم ومعارضي ضمه إلى المكتب الجامعي، لا أساس له من الصحة. والدليل على ذلك أن أكرم عاد هو وبودريقة في سيارة واحدة إلى الدار البيضاء، واشتريا، في الطريق، جريدتكم، وقررا معا إثر قراءتهما، لنفس الخبر، ضرورة الرد عليه بالنفي".

هل كذب من قالوا، بالصوت والصورة والكلمة، إن الجمع كان حلبة للسب والقذف واللكمات أيضا؟

 

الرئيس لم يقل ذلك، وموقع الجامعة لم يقل ذلك.

شارك المقال

شارك برأيك
التالي