مسؤول بالداخلية: أحداث مليلية أظهرت أن تدفقات الهجرة من الجزائر لا يمكن وقفها دون "تعاون"

19 سبتمبر 2022 - 15:00

في ظل الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، والتي وصلت حد قطع العلاقات لأكثر من سنة، تحدث المغرب بشكل رسمي، من جديد، عن مسؤولية الجارة الشرقية الجزائر في قضية تدفق المهاجرين على المغرب، وخصوصا في ظل تزايد عمليات الاقتحام الجماعي لثغر مليلية المحتل، وتسجيل واحدة من أعنف المحاولات مؤخرا أودت بحياة أزيد من عشرين مهاجر.

وقال خالد الزروالي، الوالي المكلف بالهجرة ومراقبة الحدود في وزارة الداخلية، والمعروف بكونه المسؤول الأول عن ملف الهجرة في المغرب، في حوار مع وكالة “إيفي” الاسبانية، إن اقتحام سياج مليلية المحتلة مؤخرا، كان “ظاهرة جديدة” من حيث حجمها و”مستوى عنف” المهاجرين الذين دخلوا التراب المغربي بعد عبور ليبيا والجزائر.

واعتبر الزروالي، أن “ما حدث في مليلية يظهر أن تدفقات الهجرة من الجزائر إلى المغرب موجودة، وإذا لم يكن هناك تعاون مخلص وحسن نية بين الجيران، فلا يمكننا ايقاف هذه التدفقات”.

وتظهر الأقوال التي أدلى بها المهاجرون المحتجزون في المحاولة المأساوية للعبور إلى مليلية أمام الشرطة المغربية، وجود شبكات إجرامية تنشط على امتداد 5 آلاف كيلومتر، أولها في السودان وآخرها في الجزائر بقيادة “زعيم”، وهو رجل مالي يسهل الوصول إلى جبال الناظور بالمغرب.

وتضم التحقيقات الخاصة بالقضية المفتوحة في حق 64 شخصا،  شهادات أولئك المهاجرين أمام الشرطة، الذين يكشفون وجود عصابات مخصصة للاتجار بالبشر تعمل على امتداد مسارات الهجرة حتى الوصول إلى المغرب والعبور منه إلى إسبانيا.

ووفق ما قاله المحتجزون أنفسهم، فإن المهاجرين بمجرد الوصول إلى الجبال بالقرب من الناظور، ينظمون أنفسهم في مخيمات الغابات، في انتظار اللحظة المواتية للقفز على السياج، في هيكل هرمي يترأسه زعيم ومجموعات فرعية يقودها عشرات الرؤساء.

وكانت وزارة الخارجية المغربية قد استدعت سنة 2017 السفير الجزائري لديها للاحتجاج على ترحيل السلطات الجزائرية 55 مهاجرا سوريا نحو المغرب.

وقالت السلطات المغربية آنذاك، إن الجزائر حاصرت المهاجرين السوريين في “ظروف غير إنسانية” قرب الحدود بين البلدين جنوبا، مضيفة أن “سلطات البلاد تعبر عن استغرابها لعدم مراعاة الجزائر لأوضاع هؤلاء المهاجرين ودفعهم قسرا نحو ترابنا، وذلك في تصرفات منافية لقواعد حسن الجوار التي ما فتئت تدعو إليها المملكة”.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي