خطابي: الجامعة المغربية باتت سلعة بعد إخضاعها لمنطق الليبرالية

15 مارس 2014 - 17:43

 

 

تقمص الناقد والمترجم محمد خطابي دور شاهد الأهل، ليقدم نقدا لاذعا للتحولات التدبيرية التي تشهدها الجامعة المغربية منذ بضع سنوات. إذ قال، أول أمس، في مؤتمر «الكتابة والسلطة الذي انعقد بالرشيدية على امتداد الأيام الثلاثة الماضية، إن ما كان بالأمس حقا للمغاربة بات اليوم سلعة. واعتبر أن فرض رسوم معينة على الجامعة المغربية «يسير بها اليوم إلى خوصصتها وإخضاعها لمنطق الليبرالية المتوحشة».

وأشار خطابي، الأستاذ بجامعة ابن زهر بأكادير، والذي وصف نفسه بالابن العاق للمؤسسة الجامعية رغم انتمائه إليها، إلى أن خطاب هذه المؤسسة ليس إنتاج أفراد، وإنما هو إنتاج مؤسسات حكومية أو مؤسسات مضادة كالنقابات أو المؤسسة التشريعية (البرلمان). كما أكد، انطلاقا من المراحل الأربع لخطاب المؤسسة الجامعية، أن خطاب الوزارات المتعاقبة على قطاع التعليم يندرج في ثقافة المقاولة.

وفي السياق ذاته، قال خطابي إن ثقافة المقاولة هذه هي رمز للحكومات المحافظة، باعتبار أنها تتبنى تقنيات تسويقية وتركز على المستهلك. كما وصف سمات هذه الثقافة، قائلا إن تنقل المسؤوليات من عاتق الدولة إلى الأفراد، موضحا أن مقاربة المقاولة احتلت الفضاء التدبيري الجامعي. إذ أوضح أن استعمال الوزراء ورؤساء الجامعات لكلمات مثل «التعاقد» و»إعادة الانتشار» و»الأقطاب الجامعية المتنافسة» يعبر عن اتباع منطق المقاولة في تدبير الجامعات، ملمحا إلى مقترح الأداء الذي تقدم به الداودي في وقت سابق.

من جهة أـخرى، تناول الباحث التونسي محمد بن عياد في مداخلة بعنوان «النص السلطوي ورهان التأويل» قراءة نقدية لمفهوم النص باعتباره وثيقة مؤسسة وثابتة. لكنه قال إن النص لم يوجد إلا لينتهك ويتجاوز، على اعتبار أن التأويل يسمح بمفهوم متعددة للنص ذاته. من هنا، فالتأويل حسب رأي بن عياد يعبر عن التعددية، وإن كان لا ينجح دائما في تحقيق رهانه هذا. كما تساءل عن كيفية تحول النص إلى سلطة، ليجيب انطلاقا من دفاع أبي طالب عن ابن أخيه النبي محمد أن النص قادر بخطابته على الحشد والتقنع والتخفي. إذ أوضح أن الخطيب يحاول، كما في حالة أبي طالب، أن يمنح لكلامه حجية وعقلانية، ويسعى إلى المراوغة من إثبات موضوعيته من خلال الارتداد إلى المرجعية التاريخية، وكذا توسيع دائرة الحجة من خلال الاستعارة.

وتناول الباحث الجزائري مختار لزعر الكتابة باعتبار أنها تنبني على بعد معرفي، وأنها لا تستطيع أن تحتل موقعا إلا بفضل التأويل، وكذا باعتبارها سلطة قابلة لأن تتعامل مع المتلقي. وهنا، اعتبر أن التأويل هو القادر على تحقيق وسطية بين الكتابة والسلطة في حد ذاتها، وعلى حل إشكالية العلاقة بينهما.

 

شارك المقال

شارك برأيك