مرت سنة وسبعة أشهر عن إعلان عبد الإله بنكيران، التراجع عن قرار قطع علاقته بسعد الدين العثماني و3 من الوزراء آنذاك المنتمين لحزب “العدالة والتنمية”، وهم رباح والرميد وأمكراز، بالإضافة إلى القيادي بالحزب لحسن الدوادي.
بنكيران تراجع آنذاك عن مقاطعة “إخوانه”، “إكراما للأخوين عبد الرحيم شيخي، (رئيس حركة التوحيد والإصلاح آنذاك) والدكتور عز الدين توفيق (عضو المكتب التنفيذي)، دون أن يفعل بنكيران التزامه بالتراجع عن مقاطعة كل المغضوب عليهم الخمسة، وظلت “المقاطعة مستمرة”.
تقول مصادرنا، إن بنكيران التقى وجها لوجه، مع الوزير السابق عزيز رباح، في مؤتمر التوحيد والإصلاح، الذي اختتمت فعالياته الأحد، في بوزنيقة، دون أن يتبادلا التحية، ودون أن تتدخل قيادات الحركة (على الأقل في تلك اللحظة)، لتصحيح ما يمكن تصحيحه، في محطة بارزة في مسار الحركة الدعوية، المرتبطة بجمعها العام الوطني السابع، الذي انتخب رابع رئيس للحركة منذ تأسيسها.
الجمع العام للحركة كان مناسبة لإذابة جليد الخلاف، بين بنكيران وأحد قيادات الحزب، محمد يتيم، الوزير السابق في حكومة العثماني، الذي التقى بنكيران وتبادل معه التحية، وهو ما احتفى به يتيم شخصيا.
محمد يتيم، الرئيس السابق لحركة الإصلاح والتجديد، بادر إلى نشر صورته مع بن كيران، التقطها أحد المؤتمرين، وظهر فيها الرجلان وهما يتبادلان أطراف الحديث والابتسامة تعلو محياهم.
وكتب يتيم معلقا على الصورة في حسابه الشخصي بالفايسبوك، “لحظة لقاء في مؤتمر الحركة الأم، حركة التوحيد والإصلاح.. لقاء ستتلوه لقاءات نافعة إن شاء الله”.
وقبل مؤتمر التوحيد والاصلاح، التقى بنكيران لأول مرة بأحد المعنيين بقرار المقاطعة قبل أن يتراجع عن ذلك، وتعانق الأمين العام للعدالة والتنمية مع الوزير السابق لحسن الداودي فوق منصة المؤتمر الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، وسط احتفاء شباب الحزب وقادته بالعناق الحار بين الرجلين، وهي اللحظة المؤسسة (على ما يبدو) لطي صفحة الخلاف بينهما.
وفي مؤتمر الشبيبة أيضا، أعلن بنكيران الصفح عن الوزير السابق محمد أمكراز، حتى وإن استغل لحظة تكريمه على ما بذله من جهود على رأس الشبيبة، ليوجه له رسائل وصفت بالقاسية، حين خاطب شباب الحزب قائلا، “إياكم أن تظنوا أن عبد الإله متخاصم مع أمكراز، نعم كنت غاضبا منه، ولكنه وفى حين حافظ عليكم وعلى هيئاتكم”، قبل أن يقول لحظة التكريم مخاطبا أمكراز، ” أنت رجل مزيان ومثقف.. لكن واحد القضية خصيك تديرها في بالك، نتا مطوير شويا أكثر من القياس، رد البال باش ما تخرجش عليك تاطوريت ديالك”.
فماذا عن العثماني والرميد؟..
حرص بنكيران في تصريحاته منذ انتخابه أمينا عام للحزب، على التأكيد على أن “لا خلاف له مع العثماني والرميد”، آخر تلك التصريحات، أطلقها الرجل في مؤتمر شبيبة العدالة والتنمية منتصف الشهر الماضي حين قال، “نحن لن نتخلى لا على القيادة القديمة ولا الجديدة، لا على العثماني ولا الرميد، ليس هناك سبب للتخلي عنهم”.