بدأت القنصلية المغربية المتنقلة في العاصمة الليبية طرابلس، عملها الإثنين، وسط حالة ارتباك كبير، بعدما توافد المئات من المواطنين المغاربة على المكان المخصص لذلك، بأعداد ظهر أنها أكبر بكثير من المتوقع.
وقالت مصادر من مغاربة ليبيا لـ”اليوم 24″، إن عددا من المغاربة المقيمين في ليبيا شدوا الرحال من مناطق متفرقة في البلاد منذ يوم الأحد، وبدأوا في التوافد على فندق بلو في العاصمة طرابلس منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، ليصل عددهم إلى المئات مع ساعات الفجر الأولى.
عدم قدرة المنظمين لهذه العملية على استيعاب الأعداد الكبيرة للمغاربة القادمين من مختلف مناطق ليبيا لقضاء مصالحهم الإدارية المتعطلة منذ سنوات، خلف حالة غضب كبيرة بين أفراد الجالية المغربية في ليبيا.
وقال مغاربة مقيمون في ليبيا تحدث “اليوم 24” إليهم، إنه كان من الممكن تنظيم العملية بشكل أحسن لو تواصلت القنصلية مع أفراد الجالية من قبل، حيث يمكن جرد أسماء الراغبين في الاستفادة من خدمات القنصلية المتنقلة، وتنظيم عملية ولوجهم لخدماتها بشكل أحسن.
وعلى مشارف نهاية اليوم الأول من عمل هذه القنصلية المتنقلة في ليبيا، والتي من المنتظر أن تستمر في عملها إلى 30 أكتوبر الجاري، تمكن عدد كبير من المغاربة من الاستفادة من الخدمات القنصلية من قبيل استلام جوازات السفر المنجزة أو تقديم طلبات استخراج جواز السفر أو رخصة المرور، إلا أن العدد الأكبر لا زال ينتظر دوره للاستفادة، وسط نقاش بين المنظمين حول إمكانية تغيير مكان الاستقبال، ليتسع لكافة الراغبين في الاستفادة.
وكانت وزارة الخارجية الليبية، قد أعلنت شهر يناير الماضي عن وصول وفد مغربي، تمهيدا لإعادة فتح قنصلية الرباط في طرابلس، يقوده رئيس شؤون اتحاد المغرب العربي بوزارة الخارجية، ويضم عددا من كبار مسؤولي الوزارة، بعد إغلاق دام 8 سنوات، كما أنه في 27 نونبر الماضي، اتفقت اللجنة القنصلية الليبية المغربية المشتركة في الرباط على تسهيل حصول مواطني البلدين على التأشيرة، إلا أنه لم يتم الإعلان عن أي موعد محدد لإعادة فتح القنصلية المغربية في ليبيا.
وحتى 2014، كانت السفارة المغربية تعمل من طرابلس، ثم غادرت على خلفية توترات أمنية، منها عملية “فجر ليبيا” التي انطلقت آنذاك للتصدي لمشروع اللواء المتقاعد خليفة حفتر غرب ليبيا.
وتجرى المشاورات حاليا لإعادة التمثيل الدبلوماسي المغربي في ليبيا بدءا بتقديم الخدمات القنصلية، وهو المطلب الذي كانت قد عبرت عنه بشكل علني وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش في إحدى زياراتها الأخيرة للمغرب، إلا أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، لدى استقباله لرئيس الحكومة الليبي عبد الحميد الدبيبة قبل أشهر، كان قد وضع شرط توفير الأمن، من أجل عودة الدبلوماسيين المغاربة للأراضي الليبية.