خيي: لا يمكن لمخرج أن يقنعني بالتعري

21 يوليو 2014 - 12:16

ويعتقد أنه لايوجد مخرج يمكنه أن يقنعه بذلك، ليس بسبب موقف أخلاقي، بل انطلاقا من قناعات فنية، ذلك أن نجم السينما والتلفزيون المغربيين يتماهى مع أدواره، ويحاول أن يصل بأدائه إلى أعلاه، ولايمكنه أن يصتع ذلك في حالة التعري. 

 

لحد الآن لم تعلن وزارة الاتصال عن من سيعوض نور الدين الصايل، هل سيكون برأيك المدير المنتظر بوزن الصايل؟

وجود نور الدين الصايل على رأس المركز السينمائي صعب مسؤولية إيجاد بديل له، ولو كان شخصا عاديا لكانت وزارة الاتصال وجدت بسهولة بديله. وأعتقد مثل الصايل لن يتكرر على رأس المركز السينمائي، لأنه مثقف كبير مفكر وفيلسوف وسينمائي حقيقي، يعرف كل صغيرة وكبيرة في مجال السينما. يمكن أن يرأس المركز السينمائي شخص آخر، لكن لا يمكن أن يتكرر شخص بكاريزما الصايل وقدرته على تطوير السينما الصايل بالشكل الذي خطط له، وسيكون صعبا إيجاد شخص مماثل لكن لا يمكن أن يتفوق عليه.

 

روسيا منعت، مؤخرا، استعمال مفردات بديئة في السينما والتلفزيون وعدد من مجالات الأبداع، ماذا لو طبق الأمر في المغرب؟

لا يمكن أن نتطرق لموضوع يخص المجتمع بلغة أخرى غير لغته التي يتحدثها. هذا نوع من تقييد الحرية وأنا ضده. هناك طرق أخرى لتقنين أي مجال لكن ليس على هذا النحو لأن فيه تقييد للعمل. 

 

أحمد الريسوني قال مؤخرا إن المهرجانات السائدة ليست سوى جائحة ثقافية وقحط ثقافي وحريق ثقافي، بما تعلق على هذا؟

من يقول مثل هذا هو شخص لا يعرف قيمة الفن والثقافة في أي بلد، لأن بلدا دون فن وثقافة لا يمكن أن نأمل منها شيئا. والمهرجانات تقدم خدمة كبيرة لمجتمعنا والدليل على ذلك هم المغاربة أنفسهم، هم شعب يحب الفن والفنانين، ويحب الترفيه عن نفسه، ويبحث عن عيش لحظات جميلة، يقدمها مبدعون حباهم الله بمواهب الغناء والكتابة والتلحين أو التمثيل لتمتيع الآخرين.

كما لا يجب أن نغفل أن عددا من المهرجانات تخدم المغرب وتساهم في إشعاعه والترويج لسياحته، لذلك فالوقت لم يعد صالحا للانغلاق وللحديث عن إلغاء المهرجانات، وهي أمور ضد تطور بلدنا.

 

نحب أن تعود بذاكرتك إلى بداياتك الفنية، حدثنا عن ما ميزها من ذكريات؟

أهم ما ميز بدايتي التي كانت مع مسرح الهواة قبل أن أجاهد لأدخل قسم الثقافة المسرحية بمسرح محمد الخامس، قيامي سنة 1986، برحلة إلى جانب زملائي أصدقائي بمغامرة متفردة، على اعتبار أننا ممثلين، حيث استقلينا القطار من الرباط في الحادية عشر والنصف ليلا وأصبحنا في مراكش، وفي اليوم الموالي بعد افطارنا بدأت رحلتنا مشيا، حاملين حقائب ظهر، وقنينة غاز للطبخ وقوالب سكر، وما نحتاجه، لمدة وصلت 27 يوما، ما بين الجبال.

 

من رافقك في هذه الرحلة؟

كان معي عبد الكبير الركاكنة وحسن مكيات وعزيز الفاتحي وعزيز الخلوفي. وعشنا مغامرات كثيرة وسط هذه الرحلة، حيث تعرضنا للطرد من أحد الدواوير، لأن أهلها اشتبهوا في كوننا لصوص، لتعرضهم قبلا لسرقة مواشيهم. ومن بين ما حدث أيضا أننا تسولنا في الأسواق لإعداد "الكاميلة"، وبعد تتناولنا لها نال منا العطش، فحدث أن صادفنا بئرا، عثرنا فيها بدل الدلو على "بوديزة" مملوءة باللبن شربناها وهربنا مباشرة، كما كنا نجني الثمار من الأماكن التي كنا نمر بها. وتهنا في النهاية على مدى 18 كيلومترا ليلا وسط جبال الأطلس، قبل أن نلتقي أحد الصيادين، الذي ساعدنا على الخروج من الغابة وزودنا ببعض الغذاء.

 

أ لم تفكر يوما، باعتبارك فنانا، في تحويل هذه المغامرة إلى عمل فني؟

بلى، لأنها مغامرة جميلة جدا، وتحمل تفاصيلها التي عشناها الكثير من التشويق. ومنه طريقة نومنا، إذ كنا نتناوب فيما بيننا على الحراسة حتى لا نتعرض للاعتداء من قبل قطاع الطرق أو الحيوانات في الغابة ووسط الجبال، وأتمنى أن نكتبها بالتعاون مع أصدقائي الذين عاشوها.

 

هل اقترحت الفكرة على كاتب معين؟

لم أفعل بعد، لكن كثيرا من الأشخاص الذي سمعوا بعض تفاصيلها يقولون إن العمل يصلح لأن يكون عملا تلفزيونيا. في ذلك الوقت، ولأننا كنا نشتغل في المسرح، كنا نمشي ويراودنا إحساس أن ثمة كاميرا تصور كل ذلك.

 

ما بين الدراما والسينما، أين يجد محمد خيي مساحة أفسح للإبداع؟

بالنسبة لي حين أكون أمام الكاميرا لا أفكر في كونها للسينما أو التلفزيون، أفكر فقط أن أمامي جمهور ينتظر رؤية ذلك العمل، فأبذل ما في وسعي بكل صدق لأتمتع داخل الدور الذي أتقمصه، لأني أومن أني كلما تمتعت به كلما تمتع به من سيشاهده.

يمكن أن نتحدث عن اختلافات تقنية بين السينما والتلفزيون بالنسبة لمخرج، لكن بالنسبة لي كممثل أفكر فقط أن القوة التي حضرت بها في السينما يجب أن أحضر بها التلفزيون والعكس صحيح. وحين أتقمص شخصية ما أقدمها بكل تفان وحب.

 

في اختيارك لأعمالك ألا تأخذ بعين الاعتبار مساحة الحرية التي يتيحها لك العمل؟

لحد الآن لم تعرض علي أدوار جعلتني أقول إنها تصلح لأن أجسدها في السينما ولا تصلح للتلفزيون لأشتغل بأريحية أكبر. بالنسبة لي لم تقدم لي أدوار تمنحني مساحات أكبر للإبداع، وما أزال أطمح في أن أحظى بها مستقبلا. لكن طبعا في حدود، لأن هناك أدوار لا يمكنني الاشتغال عليها.

 

ما مثال هذه الحدود التي لا تتجاوزها؟

لا يمكنني مثلا تقديم أدوار وأنا عار. لكن يمكن أن أجسد دورا يخص علاقة غرامية مع امرأة، لكن في حدود.

 

حتى وإن أقنعك المخرج أن الأمر يخدم الفيلم؟

لا يمكن لمخرج أن يقنعني بالتعري. وحديثي هنا عن التعري لا يعني أني ضد في من يملك الجرأة على ذلك، وهو أشجع مني وأرفع قبعتي لأحييه على اختياره الفني. لكن بالنسبة لي لا أستطيع لأني حين أقبل تجسيد دور ما أذهب كلاََّ حد التماهي مع الشخصية، دون تعثر بأي مانع. ولذلك فإن قبولي لتجسيد دور أتعرى فيه يعني أني سأمضي فيه إلى أبعد حد، وهو ما لا أسطيعه فلا أقبله منذ البداية.

 

هل يمكن أن يفاجئنا محمد خيي يوما في دور جريء؟

لا أدري، ربما إن وجدت أحد الأدوار التي تشدني. وقد سبق أن قدمت دورا جريئا في فيلم "نبع النسا"، أمارس الجنس مع زوجتي لكن دون أن أتعرى، وكان ذلك شرطي على المخرج.

 

جل أدوارك تلعب فيها دور الشرير، أ لا يدخلك هذا في سياق النمطية؟

الأمر لا يتعلق بي وإنما باختيارات المخرجين، الذين لا يسندون لي غير هذه الأدوار. لكني أقبل لدى قراءتي للسيناريو ورؤيتي بأني أستطيع أن أقدمه بشكل جيد، وأسعى دائما إلى منح كل شخصية أؤديها نفسا جديدا حتى وإن بدت متشابهة. مثلا فدور "الكوميسير" في فيلم لا يشبهه في عمل آخر.

 

لكن رغم ذلك فالمشاهد يظل يراك في الإطار العام للأدوار نفسها، وكأنك استأنست بأدائها؟

كما قلت لك، الأمر يتعلق باختيارات المخرجين، وأتمنى أن تمنح لي أدوار مخالفة لما سبق وسأتفنن في تقديمها على النحو نفسه الذي قدمت به باقي أدواري التي أرضت الجمهور. ومؤخرا دار حوار بيني وبين المخرج سعيد آزر قلت فيه أنني أتمنى تجسيد دور شخصيات ضعيفة مغلوبة على أمرها، لأنها هي الأخرى تحمل متعة نكهة خاصة.

 

وسيكون في دوري الجديد في فيلم حسن غنجة، لمؤلفه خالد الخضري، الذي سألعب فيه دور محام "مهرول"، بصورة كوميدية وجادة.

مجموعة من الممثلين المغاربة نجحوا في نيل رضى الجمهور واشتهروا، لكن ظلوا حبيسي أدوار معينة، إما كوميدية أو درامية، أ لا يسيء ذلك للممثل برأيك؟

في هذا الصدد أرجو من المخرجين المغاربة أن ينوعوا في الأدوار التي يقترحونها على الممثل وألا يصنفوه في خانة واحدة من التمثيل.

وعلى المخرجين أن يغامروا في إعطاء أدوار مختلفة للممثل لأنه كلما أعطي ذلك كلما شجعه وحفزه على الاجتهاد والإبداع أكثر.

 

أ لم تندم يوما على عمل قدمته؟

أبدا، لم أندم يوما. صحيح أن هناك أدوار قدمتها في أعمال دون المتوسط، قبلتها لظروف معينة لأنه كان علي الاشتغال. لكن ذلك لا يرجع لي بالأساس لأن هناك أشياء أخرى مكملة لم تتوفر. وأنا راض عن أغلب أعمالي.

 

من هي أحب الممثلاث إليك؟

تروقني عدد من الممثلات المغربيات، أهمهن السعدية لديب وهدى الريحاني، وسهام أسيف وعاطف ونادية النيازي وماجدولين الإدريسي، وفاطمة الزهراء بناصر، وكلهن ممثلات جيدات يعشن أدوارهن. وعلى الصعيد العربي أنا معجب بالممثلات السوريات.

 

ما المهنة التي كنت ستمارسها لو لم تكن ممثلا؟

سأكون ممثلا أيضا. وقبلا والدي طلبا مني الاشتغال في مجال آخر وترك المسرح والتمثيل هواية، لكني رفضت وقلت أن التشخيص وحده ما يمكنني إجادته لأنه فن يسكنني، وأنا أتمتع داخل التمثيل لذلك لا يمكنني، مثلا، القيام بالإخراج. 

 

هل يمكن أن نقول أن الفن حقق الاستقرار المادي والمعنوي لمحمد خيي؟

يمكن أن أقول إني أعيش، بمستوى عادي، كرب أي أسرة. وحين أتجول في الشارع أنسى أني فنان، لأني حين أفكر في ذلك أتعذب، لأن هذا ليس المستوى المفروض أن يعيش فيه فنان يشتغل بجد ليسعد ويمتع الجمهور. أنا لا أفكر في النجومية وأفكر فقط في ترك أعمال خالدة يذكرني بها الأجيال القادمة.

 

يشاع أنك ترفض إظهار أسرتك في المحافل الكبرى وأمام الكاميرات، ما تعليقك؟

أنا لم أبعد أسرتي، وإنما هم من يرفض الظهور أمام الأضواء. ولدي اليوم ابنتي شيماء في الثانية والعشرين وهي تدرس الإخراج السينمائي وكان هذا اختيارها، منذ البدء دون أن أتدخل فيه. ولدي ابنة أخرى في الخامسة عشرة من عمرها وتدرس الموسيقى، وهي أيضا اختارت ذلك.

 

ارتباطا بهذا، هل ترى أن الفن المغربي في طريقه الصحيح، يساهم في الرقي بالمجتمع ويطرح قضاياه، أم لا يتعدى كونه وسيلة كسب للمشتغلين فيه باختلاف تخصصاتهم؟

المواطن المغربي يقول بأن هذا الفن صالح له ويقوم بدوره، رغم أنه لم تعط أهمية كبرى للفن للقيام بدوره الاجتماعي والتوعوي.

هناك علاقة ما بين الفنان والمواطن، هذا الفن نرجو أن يكون راقيا، لذلك أرجو أن يتشجع كتاب السيناريو أكثر ويطرحوا في أعمالهم ما يعيشه المواطن بجرأة وحرية أكبر.

 

هذا المفروض، وماذا عن الواقع؟

لا توجد حرية مائة في المائة، لأن المشتغلين بالمجال لم يستطيعوا بعد المغامرة لتقديم أعمال جريئة. وثمة مواضيع كثيرة لم تقارب، مثال ما يروج في المجالس البلدية.

على كتاب السيناريو أن يمتلكوا القدرة على اقتحام مواضيع جرئية ولا أعتقد أنها ستمنع، وإن منعت آنذاك سنعرف أننا لسنا في بلد ديموقراطي حر. أما الآن فلا يمكننا أن نقول أن المغرب ليس بلدا للحرية والديموقراطية.

 

ما هي الهوايات الأقرب إليك، والتي تمارسها، غير التمثيل؟

أحب الرياضة، وإن لم أعد ممارسا لها على النحو الذي كنت أفعل قبلا، بخصوص تكوين الأجسام، ورياضة الكراضي، التي توقفت فيها عند حصولي على الحزام الأزرق، وهذا الأمر أفادني كثيرا في مهنتي ممثلا.. كما أعشق السباحة وركوب الخيل، وهو أمر لا أتوانى في القيام به كلما كان لدي وقت فراغ.

 

أ تملك ما يكفي من الجرأة لتبوح بأكبر عيوبك؟

أول شيء يحضرني في هذا السياق هو أني أصدق الغير وأضع ثقتي فيه سريعا، لذلك حين أغضب أغلق الباب في وجهه بشكل نهائي.

 

ما أهم الأعمال التي سيراك الجمهور المغربي فيها خلال هذا الشهر؟

 الأعمال التي شاركت فيها خلال شهر رمضان هي مسلسل "الغالية"، من إخراج محمد القاسمي الذي تشارك فيه كل من نعيمة المشرقي وفاطمة خير وعزيز الحطاب، ومصطفى الداسوكين، وألعب فيه دور شيخ قبيلة متسلط يقتل أخاه، ويحتل أراضيه، ويتكلف بتربية ابنة أخيه ليستولي بعدها على كل أملاكهم، ويمارس سلطته، ويلتقي بابن أخيه الذي يعود لاسترجاع أملاكه ويدخل في صراع معه، واشتغلت على فيلم تلفزيوني مع المخرج منصف ملزي، دور "كوميسير"، وفيلم تلفزيوني آخر "لكم واسع النظر"، من إخراج حسن غنجة، ألعب فيه دور محام، وأكمل الآن تصوير مسلسل "صدى الجدران"، من إخراج سعيد آزر، وتأليف مشترك، بمدينة طنجة، ونواحيها، الذي سينتهي تصويره مع منتصف شهر رمضان.

 

كيف ترى الفعل السياسي في المغرب كمواطن وفنان؟

لا وجود لثقة بين السياسيين والمواطنين، وحين نسمع كل الخطابات الواعدة لا نصدق شيئا منها، والمسؤول عن ذلك هم السياسيون، لأن راحة المواطن هي همهم الأخير، مثلا في الرباط تم إنشاء الترامواي، وبدأت حركته، دون العناية بتشييد الممرات الجانبية المخصصة للمارة، ما يعني عدم مراعاة سلامة المواطن.

حبذا لو قام كل بمسؤوليته، لأن المواطن كلما رأى اهتمام وحرص المسؤولين به، كلما زاد حبه لوطنه وغار عليه دون أن يفكر مثلا في هجرته.

 

هل فكرت يوما في هجرة الوطن غضبا مما يجري فيه؟

لم يحدث ذلك يوما، لكني فكرت مسبقا في الهجرة إلى أمريكا فقط بهدف دراسة السينما، لأني كنت متأثرا بالسينما الأمريكية، والعودة إلى المغرب لأني مرتبط به جدا وبفني الذي لا يمكنني أن أقدمه لشعب آخر غير شعبي المغربي، وحتى إن حدث وقدمت فني في بلد آخر فإنه لن يعني لي شيئا لأن الأهم عندي هو أن يشاهدني المغاربة الذين أمثل قضاياهم وخصوصياتهم.

 

إذا افترضنا أنك مسؤول سياسي بيده القرار، ما أول ما تفكر في تقديمه للمواطن؟

أهم شيء هو أن أجعل المواطن يحس أنه همي الأول، وأن يحس بأنه مكرم معزز في وطنه، ولا أدع له مجالا ليعتقد أني أغشه، ويشعر بالأمان. بخلاف ما يقوم به المسؤولون اليوم مزدوجو الخطاب، المفتقدون لشجاحة الصراحة، والذين أعدموا الثقة بينهم والمواطنين.

وليثق المواطن في المسؤول يجب ألا يكون موسميا مرتبطا بموعد الانتخابات، وأن يتواصل معه على مدار السنة.

 

كيف تعلق على ظهور برلمانية اتحادية على صورة تستغل فيها عوز مواطنة وهي تقدم لها منتوجا غذائيا ضئيلا؟

تلك من بين المحاولات التلميعية لصور السياسيين للقول بقربهم من المواطن. وأعتقد أن من له نية صادقة في الالتزام بمسؤوليته ليس بحاجة لمثل تلك الصور. كما لو تعلق الأمر بتقديم صدقة، وهو أمر نقوم به خفية لا جهرا. 

هؤلاء السياسيين يعتقدون أن الشعب بليد، في الوقت الذي صار فيه المغاربة واعين ومدركين لحقيقة هؤلاء من خلال ما يقومون به.

شارك المقال

شارك برأيك
التالي